نشرت صحيفة The Times البريطانية تفاصيل جديدة عن قضية هروب الأميرة لطفية أبنة محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة ورئيس وزراء الإمارات وحاكم إمارة دبي قبل نحو عامين.
وتشكل قضية الأميرة لطفية واحدة من أبرز دلائل تعسف الإمارات بالنساء وانتهاك حقوقهن في وقت تروج الدولة لنفسها على أنها واحة التسامح.
وأبرز التقرير أن محاولة هروب الأميرة لطيفة تحوي كل عناصر أفلام الأكشن الهوليوودية، فبعد تهريبها من أحد قصور والدها في فبراير/شباط 2018، تبخرت أحلامها في نيل الحرية بعدما صعد أفراد قوات خاصة مسلحون على متن اليخت الذي استقلته للهروب وأعادوها إلى أسرتها.
في حين تعاني الجهود الدولية المبذولة لإطلاق سراحها من انقسام هائل، إذ تدعم أفضل صديقات الأميرة إحدى الحملات التي تُطالب بحريتها، بينما الجاسوس الفرنسي الذي نظّم محاولة هروبها يدعم حملة أخرى
ويتهم المحاميان اللذان يقودان الحملتين بعضهما البعض، إذ يزعمان أن كلاهما يتحركان بدافع الشهرة العالمية وجمع الأموال.
ففي وقت محاولة هروب لطيفة الفاشلة، كان ديفيد هايغ ورادها ستيرلنغ شريكين في شركة المحاماة Stirling Haigh في دبي.
وأصبح نزاعه المحاميان علنياً بعدما وجدت المحكمة العليا في لندن إمكانية ملاحقة هايغ في بريطانيا بسبب مبلغ 4 ملايين جنيه إسترليني (4.8 مليون دولار أمريكي) وجد قاض في دبي أنه “اختلسها” من شركة محلية.
وبعد الحكم نشرت رادها ستيرلنغ رسالة على وسائل التواصل الاجتماعي تتهم فيه هايغ بأنه “يستغل قضايا حقوق الإنسان من أجل مصالحه الشخصية”.
وفيما ويدير هايغ حملة “الحرية للطيفة” بدعم من تينا جاوهيانين، التي ساعدت الأميرة على الهرب. وتقول تينا إن الأميرة وقعت توكيل محاماة على يخت هروبها تفوّض فيه هايغ من أجل تمثيلها في الشؤون القانونية.
في المقابل تقود رادها ستيرلنغ الحملة القانونية المنافسة. وتحظى رادها بدعم من هيرفي جوبيرت، 64 عاماً، نقيب البحرية الفرنسية السابق والجاسوس الذي خطط لعملية هروب الأميرة.
وزعمت رادها ستيرلينغ أنها الشخص الوحيد الذي أمرته الأميرة لطفية بتمثيل مصالحها وشؤونها، وأنها استعانت بالمحامي البريطاني جون كوبر لمساعدتها في معركتها القانونية من أجل حرية لطيفة.
وبعد فشل محاولة هروب الأميرة، نشرت رادها تسجيلاً للأميرة لطيفة تقول فيه: “إذا كنتِ تشاهدين هذا الفيديو، فهذا ليس أمراً جيداً. سأكون إما ميتة أو في موقف بالغ السوء، ربما أسوأ من الموت”.
وسلطت وسائل الإعلام الدولية مرارا الضوء على محنة لطيفة في شهر مارس/آذار 2020، عندما قضت دائرة الأسرة بالمحكمة العليا في لندن إنها اختُطفت بناء على أوامر والدها.
وتسعى جميع الأطراف إلى أن تتحرر لطيفة وتتمكن من الانضمام إلى الأميرة هيا بنت الحسين، زوجة محمد بن راشد آل مكتوم السابقة، في لندن، وألا تزيد حدة التوترات بين الأطراف الساعية لإطلاق سراحها وتؤثر سلباً على حظوظها.
انتهاكات لحقوق الإنسان
سبق أن اتهمت منظمة حقوقية دولية الإمارات بالتورط بانتهاكات الاعتقال التعسفي والتعذيب والاختفاء القسري على خلفية قضية الشيخة لطيفة.
وأبرزت منظمة العفو الدولية في تقرير لها اعتقال الشيخة لطيفة وخمسة أشخاص آخرين، في عرض البحر على أيدي قوات الأمن الهندية والإماراتية خلال محاولة الشيخة الإماراتية الفرار من قبضة عائلتها المتسلطة.
ووفقاً لمنظمة العفو الدولية، فإن الشيخة لطيفة قد تم احتجازها بمعزل عن العالم الخارجي في مكان غير معلوم من الإمارات منذ أن أُعيدت قسراً إلى الإمارات في 4 مارس/آذار الماضي.
أما الأشخاص الخمسة غير الإماراتيين الذين كانوا على متن القارب في الوقت الذي تم فيه الاستيلاء على اليخت، فقد تعرضوا للضرب المبرح، وتم احتجازهم بمعزل عن العالم الخارجي في الإمارات لمدة أسبوعين تقريباً قبل الإفراج عنهم بحسب العفو الدولية.
وأكدت المنظمة الحقوقية الدولية أن هذا الحادث قد ينطوي على عدة انتهاكات للقانون الدولي لحقوق الإنسان ارتكبتها الهند والإمارات العربية المتحدة، من بينها الاعتقال التعسفي والتعذيب والاختفاء القسري.
وكانت الأميرة لطفية تعرضت للاختطاف من الأمن الإماراتي بعد مهاجمة يختهم قبالة سواحل الهند في الرابع من آذار/مارس الجاري خلال محاولتها الهرب من قبضة والدها.
وفي فيديو سجَلته قبل هربها من الإمارات، قالت ابنة حاكم دبي إنه لم يُسمح لها بمغادرة البلاد منذ عام 2000، كما أنه تجري مراقبتها على مدار الساعة واشتكت من ظروف إقامة غير إنسانية.
وفي الفيديو الذي بثته في بداية رحلة الفرار الفاشلة، كانت الشيخة لطيفة تنظر بقلق إلى الكاميرا، وقالت إن الفيديو لن يٌشاهد إلا إذا أخفقت في محاولتها للفرار، وإنها لا تعرف ما سيحدث لها إن فشلت في الفرار.
وأُذيع الفيديو على الانترنت بعد فترة وجيزة من إرسالها رسالة نصية إلى جماعة للدعم تقول فيها إنها كانت على متن يخت قبالة سواحل الهند، وإن اليخت يتعرض لهجوم من مسلحين. ثم تلى ذلك صمت.
ولم يُعرف أي شيء بعد ذلك عن القضية إلا ما تم كشفه لاحقا من عودة مرافقي الأميرة لطيفة برحلة الفرار الفاشلة وذلك بعد أن ظلا محتجزين لفترة مجهولة من قبل السلطات في دبي.
وتناولت جمعية “ديتيند ان دبي” (معتقل في دبي) التي تتّخذ من لندن مقراً وتعنى بالدفاع عن حقوق محتجزين في الدول الخليجية، قضية الشيخة لطيفة.
وقالت الجمعية في بيانات إن الأميرة حاولت الهرب على متن قارب، إلا أنه تم القبض عليها في عرض البحر وإعادتها إلى الإمارة.
وأجرت وسائل إعلام غربية مقابلات مع 3 أشخاص، قالوا إنهم على علاقة بالقضية، وإنهم عملوا على مساعدة الأميرة على الفرار من منزلها.
وأكدت تقارير متطابقة لوكالات أجنبية ومصادر ل”إمارات ليكس” أن الشيخة لطفية حاولت الهرب من قبضة عائلتها بسب حالة اضطهاد تعانيها ما حول حياتها إلى جحيم كما قالت في فيديو سابق لها.