إمارات ليكس تكشف: الإمارات تجمد تطبيعها مع النظام السوري استجابة لضغوط أمريكية
علمت إمارات ليكس من مصادر موثوقة أن النظام الحكام في دولة الإمارات العربية المتحدة قرر تجميد تطبيعه مع نظام الرئيس السوري بشار الأسود استجابة لضغوط أمريكية كبيرة.
وذكرت المصادر أن أبو ظبي لم تعد في عجلة من أمرها كما حصل في الأشهر الأخيرة لإفراج علاقاته السرية المستمرة مع النظام السوري إلى دائرة العلن على إثر تلقيه ضغوطا أمريكية لمنع ذلك.
ومارست الولايات المتحدة تمارس ضغوطا على الإمارات من أجل الامتناع عن إعادة العلاقات مع سوريا بعد أن تحركت أبو ظبي للتقارب مع دمشق بزعم التصدي لنفوذ إيران.
ويمثل هذان النهجان المتعارضان اختبارا مبكرا لما إذا كان بإمكان الرئيس السوري بشار الأسد كسب مصداقية سياسية ودبلوماسية بعد أن حولته الحرب الأهلية التي استمرت قرابة ثماني سنوات إلى زعيم منبوذ على المستوى الدولي.
وقد قطعت دول كثيرة علاقاتها مع سوريا في بداية الحرب. وأغلقت عدة دول خليجية سفاراتها أو خفضت مستوى العلاقات وقررت جامعة الدول العربية تعليق عضوية سوريا وتوقفت الرحلات الجوية كما أُغلقت المعابر الحدودية معها.
وفرضت الولايات المتحدة ودول أخرى عقوبات اقتصادية على دمشق. ولا تريد واشنطن عودة سوريا من جديد إلى المجتمع الدولي لحين الاتفاق على عملية سياسية تضع بها الحرب أوزارها.
ويشير الموقف الأمريكي إلى أن الأسد لا يزال أمامه شوط طويل قبل أن يلقى القبول حتى بعد أن استعادت قواته أغلب مناطق سوريا من خلال انتصارات على المعارضة السنية وذلك بفضل مساعدة إيران وروسيا إلى حد كبير.
وسيزيد غياب الدعم من واشنطن والرياض، القوة الرئيسية في المنطقة، لإنهاء عزلة سوريا من صعوبة حصول دمشق على الاستثمارات اللازمة لإعادة البناء.
وفي حين أن الإمارات تعتقد أن على الدول السنية احتضان سوريا بسرعة لإخراج الأسد من فلك إيران الشيعية فإن النهج الأمريكي يرفض ذلك.
وتروج الإمارات أن الأسد “الخيار الوحيد” وتعتقد أن القضاء على النفوذ الإيراني في سوريا قد يسهم في منع تكرار سيطرتها الحالية على العراق.
وخلال الحرب ساندت الإمارات جماعات مسلحة تعارض الأسد. غير أن دورها كان أقل بروزا من دور السعودية وكان دعمها يتركز في الغالب على ضمان عدم هيمنة القوى الإسلامية على الانتفاضة.
وقالت ثلاثة مصادر سياسية خليجية ومسؤول أمريكي ودبلوماسي غربي كبير إن مسؤولين أمريكيين وسعوديين تحدثوا مع ممثلين لدول الخليج الأخرى وحثوهم على عدم إعادة العلاقات مع سوريا.
ويريد هؤلاء المسؤولين على وجه الخصوص ألا تدعم تلك الدول عودة الأسد إلى الجامعة العربية وأن تظل السفارات مغلقة ليس فيها سوى صغار العاملين.
في ضوء تدعيم الأسد لوضعه عسكريا بدأت العلاقات تتحسن مع بعض الدول. وأعادت الإمارات فتح سفارتها في دمشق في ديسمبر كانون الأول.
وبعد ذلك بشهر استضافت أن أبوظبي وفدا سوريا كان على رأسه رجل الأعمال السوري المعروف محمد حمشو لبحث التعاون المحتمل في مجالات التجارة والبنية التحتية والزراعة والسياحة واللوجستيات والطاقة المتجددة.
وقال مسؤول أمريكي إن ذلك كان دفعة كبيرة للأسد وإن الولايات المتحدة “انتقدت الإماراتيين”.
وربما تكون الخطوة التالية في سبيل إعادة سوريا إلى المجتمع الدولي عودتها إلى الجامعة العربية وهي خطوة ستكون إلى حد كبير رمزية لكن حكومة الأسد ستستغلها على الأرجح لإظهار عودتها من العزلة الدبلوماسية وهو ما حاولت الإمارات دعمه.
وقوبل بدء الإمارات تطبيعها علاقاتها الرسمية مع النظام السوري بانتقادات عربية واسعة النطاق لما تمثله الخطوة من تجاوز لدماء مئات آلاف القتلى في الثورة الشعبية ضد نظام الأسد.