وجهت الولايات المتحدة الأمريكية ضربة جديدة لسمعة شركة طيران الإمارات المتدهور أصلا منذ عدة شهور.
وذلك بعد واقعة غريبة شهدها المسافرون من دبي إلى نيويورك على متن الرحلة الجوّية رقم 203 التابعة للشركة وإصابتهم بوعكات صحية غامضة.
وبدأ تحقيق طبي أمريكي لكشف السبب الذي أدّى إلى نقل أكثر من 10 ركّاب إلى المستشفى وإصابة آخرين بوعكات صحية.
وبحسب ما نقله موقع USA Today الأميركي، سيشمل التحقيق في الخطأ الذي وقع على متن الرحلة الجوية مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، فضلاً عن مسؤولي الدولة والمسؤولين المحليين، ومسؤولي المطار.
وسيركّز المسؤولون اهتمامهم على الركّاب الذين أصيبوا بالمرض على متن الطائرة العملاقة إيرباص A380، فضلاً عن أولئك الذين لم يصيبوا بوعكات صحيّة لتحديد مصدر المرض.
وقال روبرت أملر، عميد كلية العلوم الصحية في كلية الطب بجامعة نيويورك والمسؤول الطبي السابق لدى مركز السيطرة على الأمراض ومدير الصحة الإقليمي في نيويورك: «هذا حقّاً عملٌ تحقيقي طبّي، ومن بين الأسئلة التي ستُطرح:
– هل كان الركّاب الذين نُقلوا إلى المستشفى جالسين في قسم معيّن من الطائرة، أم أنهم كانوا في أماكن متفرّقة على متنها؟
– ماذا تناول الركّاب المصابين من أطعمة؟
– متى أصيب الركّاب بوعكاتهم خلال الرحلة الجوّية الطويلة؟ وهل أصيبوا جميعاً في وقت واحدٍ أم كان الأمر تدريجياً؟
– هل الأمر نوع من العدوى؟
– هل هو نوع من التسمم الناتج عن تعرّض الركّاب لبعض المواد الكيميائية على متن الطائرة؟ – هل هو بسبب التعرَض لعفنٍ؟
– هل كان ذلك نتيجة تناول طعام أو مياه فاسدة؟.
وأضاف أملر: «في التحقيقات بشأن الأمراض، تبدأ بمحاولة معرفة ما هو شائع بين المرضى ونادر بين الأصحّاء».
وبحسب تصريحات عمدة نيويورك، بيل دي بلازيو، كانت العلامات الأولى تشير إلى أعراض الأنفلونزا، وأشارت مراكز مكافحة الأمراض المعنية بالتحقيق إلى أن العديد من الركّاب قد شكوا من أعراض السعال والحمّى.
وبالتأكيد، سيولي المحققون عناية خاصة لدراسة تقارير المرضى الذين انتهى بهم الحال في المستشفى.
وأعلنت شركة الطيران الإماراتية أن 3 ركّاب و7 من طاقم الطائرة أصيبوا بوعكة صحيّة تستدعي نقلهم إلى المستشفى.
إلا أن مكتب عمدة نيويورك، قد ذكر من جانبه أن 19 راكباً قد أصيبوا، ورفض 9 من بينهم تلقّي العلاج.
وقالت الخطوط الجويّة عبر حسابها على موقع تويتر: «شركة طيران الإمارات تؤكّد أنه قد تم إنزال كافة الركّاب من على متن الرحلة #EK203.
وقد خضعوا جميعاً للفحص من قِبل السلطات الصحيّة المحلّية قبل إخلاء الطائرة. ونُقِل 3 ركّاب و7 من أفراد الطاقم إلى المستشفى لتلقّي المزيد من الرعاية الصحية وتقييم حالاتهم».
وقال أملر إن «نتائج تلك الفحوصات ستكون أيضاً مفيدة جداً جداً».
والخبر الجيد، بحسب ما يشير أملر، هو أن المسؤولين مُدرّبون على التحقيق في مثل هذه المواقف، ويعتبر ذلك بمثابة تدريب معتاد.
وقال الطبيب «هذا النوع من السيناريوهات خاضع للاستعداد الجيد، وجميع أفراد الفريق يعرفون المُتوقّع منهم».
ما السيناريو الذي وقع؟
وأشار أيضاً إلى أنه من غير المرجّج أن تتأخر التحقيقات كثيراً. وقال «بعد أيام قليلة ينبغي أن يكون المحققون قد أدركوا على الأقل السيناريو الذي وقع».
وبحسب بيان السلطات الصحّية؛ بعد هبوط الرحلة الجوية 203 ، نُقِلت الطائرة إلى موقع بعيد عن موقعها الرئيسي بمطار جون كنيدي الدولي بمدينة نيويورك.
وصعد مسؤولون لدى المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض على متن الطائرة لتقييم الوضع، وقدّموا المساعدة الفورية قبل نزول الركّاب، ثم تولّت الجمارك وحرس الحدود الأمر.
وبحلول ظهيرة الأربعاء 5 سبتمبر/أيلول 2018، استعادت الخطوط الجوّية الإماراتية الطائرة A380k.
وأعلنت تأخير طائرة العودة إلى دبي لمدّة 3 ساعات. وفي الحالات الأكثر خطورة، قد يتم الاحتفاظ بالطائرات أو السفن السياحية لفترات أطول في الحجر الصحي وتخضع لتنظيف وتفتيش إضافي.
لا رد حتى الآن!
ولم ترد الخطوط الجوّية الإماراتية على تساؤلات موقع USA Today بشأن عملية التنظيف التالية للحادث.
كما لم ترد على الأسئلة التي نشرها مُستخدمون على تويتر، بعدما قالت إنه قد تم استعادة الطائرة وسيتم تأخير وليس إلغاء رحلة العودة.
وعادت بالفعل الرحلة الجوّية المُتجهة من نيويورك إلى دبي في وقت متأخر من يوم الأربعاء.
وقال الحساب الرسمي للخطوط الجوية حينها: «بسبب التأخير الذي جرى مع الرحلة الجوية #EK203، ستتأخر الرحلة المُتجهة من مطار جون كينيدي بنيويورك إلى دبي لنحو 3 ساعات، وسيساعد موظفونا الركاب الذين تضررت رحلاتهم التالية من دبي جراء التأخير في إعادة الحجز».
وعلّق حساب آخر قائلاً: «كيف تخضعون طائرة بهذا الحجم لتنظيف عميق؟؟ لا يمكن أن يحدث ذلك بواسطة كلوركس فقط! ينبغي على أي شخص يصعد على متن رحلة جوية بعد هذا الحادث أن يأخذ عقار الأنفلونزا الوقائي!!».
وقالت الخدمات الطبيّة إنها ستعلن التفاصيل عند إتاحتها.
ومساءً، نشرت الخطوط الجوية تغريدة لاحقة قالت فيها إنه «قد سُمِح لجميع ركاب الرحلة الجوية #EK203 المغادرة، وقد تعاون طاقمنا على الجو والأرض بشكل كامل مع السلطات خلال الفحوصات التي أجريت على متن الطائرة، وسُلِمت الطائرة إلى الخطوط الجوية الإماراتية».
وتعاني شركة طيران الإمارات من تراجع حاد في عملها وتكبدها خسائر منذ عدة أشهر وعمدت قبل أشهر إلى إزالة المزيد من الطائرات من أسطولها وإرسال عدد من طائرات الركاب إلى المخزن بسبب انخفاض الطلب على خدماتها عالميا.
كما أن عددا كبيرا من طياري شركة طيران الإمارات قدموا استقالتهم مؤخرا وفقا لما وصفوه بظروف العمل السيئة.
كما أن شركة طيران الاتحاد الإماراتية تكبدت خسائر مالية كبيرة جراء ما تعانيه من تراجع الطلب على خدماتها ومصاعب أمام المنافسين لها في الخليج للسيطرة على الأجواء.