موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

أزمة تراجع حادة تعانيها “طيران الاتحاد” الإماراتية

318

ناقش تقرير لموقع “ميدل إيست آي” أعده عابد علي، أسباب خسائر شركة طيران الاتحاد وما تعانيه من مصاعب أمام المنافسين لها في الخليج للسيطرة على الأجواء.

وأشار التقرير إلى انطلاق شركة “طيران الاتحاد” الإماراتية منذ 15 عاما، بدعم من إمارة أبوظبي، أغنى إمارة في دولة الإمارات العربية المتحدة، لتتولي حصصا في شركات الطيران في جميع أنحاء العالم؛ من أجل بناء شبكة سريعة تتناسب مع إمكانيات منافسيها الإقليميين، “طيران الإمارات”، ومقرها دبي، و”الخطوط الجوية القطرية”، ومقرها الدوحة.

وانهارت الخطة عندما انهارت اثنتان من استثماراتها، وهما “إير برلين” و”أليطاليا”، عام 2017. وقطعت الشركة مبلغ 808 مليون دولار من المخصصات للشركتين، ما يعني في الأساس أن تلك الاستثمارات لا تستحق المال الذي أنفقته عليها.

وعلى مدى العامين الماضيين، عانت “طيران الاتحاد” من خسائر بلغت أكثر من 3.5 مليار دولار، 1.52 مليار دولار لعام 2017 و1.95 مليار دولار عام 2016. وفي الأسبوع الماضي، أعلنت “الاتحاد” خطوات جديدة في شكل تعيينات إدارية وإعادة هيكلة واستراتيجية جديدة، في محاولة لتدارك ما يمكن تداركه.

وغادر “جيمس هوجان”، الرئيس التنفيذي والرئيس السابق لطيران “الاتحاد”، ومهندس استراتيجية الشركة الأصلية، الشركة عام 2017.

وشهدت 3 دورات من فقدان الوظائف مغادرة أكثر من 4 آلاف موظف في الأشهر الـ 18 الماضية، وفقا لما ذكره مسؤول تنفيذي تحدث إلى “ميدل إيست آي” بشرط عدم الكشف عن هويته.

ولكن بالنسبة للموظفين الـ 23 ألف المتبقين، تتعرض المزيد من الوظائف للتهديد، ولا يزال كبار المديرين والمديرين التنفيذيين والرتب الأدنى ينتظرون معرفة مصيرهم.

ولم ترد “الاتحاد” على طلبات للتعليق، لكن الرئيس التنفيذي لمجموعة “الاتحاد” “توني دوغلاس قال الأسبوع الماضي، إن إعادة هيكلة الشركة من المتوقع أن تؤدي إلى مزيد من التغييرات بين المديرين الكبار والأدنى منهم.

وقال المدير الاقتصادي في الشركة “تيم كومبس”، لـ”ميدل إيست آي”: “في صناعة الطيران، تكون ميزة التحرك أولا مهمة للغاية، وتأخرت طيران الاتحاد قليلا عن الحفل”.

وأضاف: “حاولوا تكرار ما جرى في دبي، حيث يوجد طيران الإمارات، وكانت نقطة انطلاقهم مبنية على عقلية نمو الإيرادات بدلا من الأرباح”، وهي عقلية مألوفة لكثير من الشركات الناشئة، لا سيما في الاقتصاد الرقمي الحديث، حيث يتم جمع المليارات وإنفاقها على اكتساب العملاء. لكن “الاتحاد” قررت الاستثمار في شركات الطيران الموجودة، والتي كانت بالفعل في ورطة.

وفي “أليطاليا”، جاءت “الاتحاد” واعتقدت أنها تستطيع حل مشاكلها المالية وإعادة هيكلة الشركة. وظن الموظفون أن الأمور قد تستمر كما كانت عليه من قبل، ولن يكون هناك خفض في الأجور أو تحسين للإنتاجية، والحقيقة هي أنه قد تمت هزيمة “الاتحاد” من قبل قوة عمالية منظمة تنظيما جيدا.

والآن، يبدو أن الطموح العالمي قد ذهب أدراج الرياح.

وتواجه “الاتحاد” منافسة شرسة ورد فعل عنيف من شركات الطيران في أوروبا، فضلا عن المعارضة في الولايات المتحدة للدعم الحكومي السخي الذي تتلقاه شركات الطيران الرئيسية في الشرق الأوسط.

ومن المقرر إلغاء خطط تسليم 98 طائرة من “بوينغ” و”إيرباص” لدعم أسطول كبير مكون من 110 طائرة من طائرات الركاب.

وقال “كومبس” إنه من الصعب فهم ما تعتزم طيران “الاتحاد” القيام به، ولا يعد عدد سكان أبوظبي كبيرا. وإذا تخلت “الاتحاد” عن العالمية وحدثت نموذجا لخدمة السوق المحلية، فهي تحتاج إلى سوق كبير لتوفير انتقالات مباشرة.

وبحسب “كومبس” تتمثل مشكلة الفروع الثانوية في عدم امتلاكهم نفس النوع من الاتصالات والخدمات مثل المراكز الكبيرة. فكيف تتنافس مع دبي؟

وأخبرت شركة “الاتحاد” “ميدل إيست آي” أن الشركة كانت تعمل على عدة مقترحات قبل 6 أشهر من مغادرة “هوجان” للشركة، لكن تم وضع هذه المقترحات على الرف.

وفي تلك الهزة، تم تهميش المدير التنفيذي “بيتر باومغارتنر”، الذي يحظى باحترام كبير، من إدارة الشركة، مع تولي “دوغلاس”، الذي تم تعيينه مؤخرا، هذه المسؤولية.

ولكن مع تعيين “محمد البلوكي”، الإماراتي، أصبح هو المسؤول التنفيذي الأول في الشركة، ويُنظر إلى “البلوكي” باعتباره الرئيس التنفيذي التالي للشركة.

ويأتي كل ذلك كجزء من برنامج “التوطين” في البلاد، الذي يشمل تعليم وتدريب الإماراتيين وتشجيعهم على تولي مناصب رفيعة المستوى.

وتتباطأ أرقام توسعات “طيران الإمارات”، أكبر شركة طيران في الشرق الأوسط، التي حققت أرباحا بقيمة 1.1 مليار دولار في السنة المالية المنتهية في مارس/آذار.

ويلاحظ فشل “طيران الاتحاد” في استراتيجيتها في شراء بعض شركات الطيران الأقل امتيازا. وفي هذه الأثناء، تقترب آخر ميزة تنافسية في أبوظبي من الضياع، حيث تحصل دبي على سماح بالعبور لمسافريها إلى الولايات المتحدة مع ميزات خاصة.

وتخطط شركة “فيرجين أتلانتيك” لإنهاء رحلاتها اليومية بين دبي ولندن في مارس/آذار المقبل. ومع تشغيل “طيران الإمارات” لـ 10 رحلات يومية من مطارات لندن، قالت “فيرجن” إن الرحلة “لم تعد مجدية اقتصاديا”.

لكن في الوقت الذي قد تكون فيه متاعب “الاتحاد” بمثابة نعمة بالنسبة إلى “طيران الإمارات” والخطوط الجوية القطرية، فإن كليهما يواجهان تهديدا جديدا.

وليس الأمر أن الأقوياء لا يمكن إسقاطهم، بل أن المنافسين سوف يقلدون استراتيجية قادة السوق ويأخذون جزءا من أعمالهم.

وقال “كومبس”: “تخطط تركيا لافتتاح مطار يمكنه التعامل مع 90 مليون مسافر سنويا عند افتتاحه. وتتطلع الخطوط الجوية التركية إلى نفس الطراز الذي يتعامل مع الركاب بين أوروبا وآسيا. وسوف تكون تركيا منافسا قويا”.

وكانت مجلة “فوربس ” الأمريكية أشارت في تقرير لها الأسبوع الماضي إلى تعثر شركة طيران الاتحاد وسعيها لإعادة الهيكلة  بما يتضمن  تقليص عدد يتراوح بين 1000 إلى 3000 وظيفة تتوزع على أطقم القيادة، والأطقم الأرضية من بين العدد الإجمالي للعاملين بالشركة الذي يبلغ 20 ألف شخص، فيما تقلص الشركة في الوقت ذاته ما تسميه بالمسارات الجوية الهامشية ولا يتم إحلال طائرات جديدة بدلا من تلك التي تخرج من الخدمة بسبب التقادم.

والشهر الماضي أبلغت “الاتحاد للطيران” طياريها أنهم يستطيعون الانضمام لمنافستها “طيران الإمارات” بشكل موقت لمدة عامين، وذلك في رسالة إلكترونية داخلية تم الاطِّلاع عليها، ليسهم تقليص عمليات الشركة التي مقرها أبوظبي في سد نقص الطيارين لدى “طيران الإمارات” في دبي.