علمت “إمارات ليكس” أن اللقاء الذي عقد بين رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد أمس الأحد مع حاكم عجمان الشيخ حميد بن راشد النعيمي في فرنسا جاء بطلب ملح من الأخير لبحث تهديدات استقرار الإمارات.
وعقد اللقاء في مقر إقامة خليفة في مدينة إيفيان الفرنسية، واقتصر الإعلام الرسمي للإمارات عن بث خبر إعراب النعيمي عن أمنياته لرئيس الإمارات بموفور الصحة والعافية.
لكن ما لم يتم نشره بشأن اللقاء هو شكوى النعيمي لخليفة عن تفرد ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد في إدارة البلاد وتهميشه حكام الإمارات الأخرى خصوصا في خططه الخارجية وتدخله لنشر الفوضى والتخريب في عدد من الدول.
كما اشتكى النعيمي من التدهور الاقتصادي الحاد الذي تعانيه الإمارات وأحد أسبابه مغامرات بن زايد الخارجية وتورطه في حرب اليمن.
وتناول النعيمي في لقائه مع خليفة قضية الشيخ راشد بن حمد الشرقي النجل الثاني لحاكم إمارة الفجيرة لصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية وما أثارته من قلق كبير وارتباك في الإمارات وفضحت حدة الخلافات التي تعانيها.
وكان راشد بن حمد الشرقي كشف عن خبايا ومعلومات هامة تخص السياسة الإماراتية وما يفعله أبن زايد سرا داخل أروقة الحكم.
واتهم الشيخ راشد (31 عاما) قادة إماراتيين بالابتزاز وغسيل الأموال المنظم من قبل سلطات متنفذة في العاصمة أبو ظبي.
وتحدث أيضا عن توترات قائمة بين قادة الإمارات الست والحكومة المركزية في الإمارة السابعة أبو ظبي، وأكد وجود استياء من قيادة أبو ظبي للتدخل العسكري في اليمن.
وكشف أن أبوظبي لم تستشر الإمارات الست الأخرى في إرسال الجنود إلى الحرب المستمرة من ثلاث سنوات.
وذكر أن جنوداً من الإمارات الأصغر والأفقر مثل الفجيرة، هم في خطوط الحرب الأمامية وأنهم يشكلون الغالبية في عدد الضحايا.
وأوضح أن أجهزة الاستخبارات الإماراتية ضغطت عليه لتحويل عشرات الملايين من الدولارات نيابة عنهم إلى أشخاص لا يعرفهم في دول أخرى.
واتهم راشد أجهزة مخابرات أبو ظبي بابتزازه شخصياً بالتهديد بإطلاق مقاطع فيديو محرجة ذات طابع شخصي. ووصف مقاطع الفيديو بأنها “ملفقة”، لكنه رفض الكشف عن محتوى المادة.
وفي محاولة للتغطية على هذه التصريحات، خرج وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش ليعتبرها “مؤامرة” ضد حكام الإمارات.
يتآمر المرتبك على هذه الأسرة الحاكمة أو تلك، وتنقصه كالعادة الشجاعة، فيلجأ إلى تسريبات ومقابلات صحفية مرتبة خوفا من المواجهة، لعبة مفضوحة تعمّق أزمته وسقوطه الأخلاقي.
— د. أنور قرقاش (@AnwarGargash) July 15, 2018
يشار إلى أن رئيس الإمارات خليفة بن زايد منقطع عن حكم الإمارات ويقيم في فرنسا منذ نحو خمسة أعوام.
والشهر الماضي ظهر خليفة وهو يستقبل عددا من إخوته ومسؤولين إماراتيين في أول ظهور علني له منذ 5 أشهر، والثالث منذ أربعة أعوام.
ويغيب الرئيس الإماراتي (70 عاما) عن أية أنشطة رسمية علنية، منذ أن تعرض لوعكة صحية بعد جلطة ألمت به في 24 يناير/كانون الثاني 2014، باستثناء ظهوره في 25 يونيو/حزيران 2017، خلال عيد الفطر الماضي، وظهوره في 29 يناير/كانون الثاني الماضي وهو يتقبل التعازي بوفاة والدته.