موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

فضيحة جديدة تلاحق الإمارات بالتحايل لتمويل حملة الرئيس الأمريكي

206

لاحقت فضيحة جديدة دولة الإمارات في الولايات المتحدة الأمريكية بعد الكشف عن تحايلها لتمويل حملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عام 2016.

وتم كشف استخدام الغمارات تبرعات صغيرة من أميركيين عاديين، مستخدمو في ذلك بطاقات هوية مسروقة، و”بطاقات ائتمان افتراضية”، أو بطاقات هدايا لتمويل حملة ترامب.

وذكرت مجلة سبيكتيتور تفاصيل تورط الإمارات والسعودية في انتخابات الرئاسة الأميركية في 2016 عبر شهادة للملياردير اللبناني آندي خواجة الذي صبح ملاحق جنائيا الآن بسبب ما يعرفه عن هذه المسألة، وهو أن الرياض وأبو ظبي مولتا انتخابات عام 2016 لصالح ترامب.

 وتسرد المجلة كيفية التواصل مع خواجة، والقصص التي رواها له، موثقا ذلك بصور ملتقطة هنا وهناك ومقاطع فيديو.

ويقول خواجة أن السعوديين والإماراتيين دفعوا بشكل غير قانوني عشرات -أو حتى مئات- الملايين من الدولارات لحملة ترامب عام 2016.

ولإبقاء ذلك الأمر سرا، يقول خواجة إنهم مرروا الأموال في صورة تبرعات صغيرة من أميركيين عاديين، مستخدمين في ذلك بطاقات هوية مسروقة، و”بطاقات ائتمان افتراضية”، أو بطاقات هدايا، مشيرا إلى أن التبرعات التي تقل قيمتها عن مئتي دولار لا تصل للحد الذي يجب إبلاغ لجنة الانتخابات الفدرالية عنه، وبالتالي نشره على الملأ.

ويضيف أن السعوديين والإماراتيين تمكنوا من تقديم الآلاف من هذه التبرعات الصغيرة في وقت واحد باستخدام أحدث تقنيات الدفع بالإنترنت، مؤكدا أنه اطلع على ذلك لأنه هو من باع الخبرة الفنية الضرورية لوسيط السعوديين والإماراتيين جورج نادر، الذي سيبرز في ما بعد بوصفه الشخصية المحورية في هذه القصة.

وهنا لفتت المجلة إلى أن جميع المتورطين في هذا الأمر إما نفوا صحته أو فضلوا عدم التعليق، بما في ذلك محامي نادر والسفارتان السعودية والإماراتية في واشنطن وحملة ترامب واللجنة الوطنية للحزب الجمهوري؛ وشركة سترايب (Stripe)التي تولت جمع التبرعات.

ونقلت المجلة عن خواجة قوله إنه حاول وفشل في دفع مكتب التحقيقات الفدرالي إلى التحقيق في هذه القضية، كما أنه تحدث إلى عضو في مجلس الأمن القومي، وعضو في الكونغرس، وعضو في مجلس الشيوخ، وجنرال سابق، ولم يُجد ذلك كله، في حين تحطمت حياة خواجة، ودُمرت شركته.

وتقول المجلة في سرد تفاصيل حياة خواجة منذ أن فرّ إلى الولايات المتحدة في 14 من عمره، وغيّر اسمه من “أحمد” إلى “آندي”، ليبدأ بعد فترة شركته الخاصة “آلايد وولت” المتخصصة في تسهيل الدفع عبر الإنترنت، وربما تحويل الأموال بشكل سري، وفقا للكاتب.

وفي أوائل عام 2016، أراد خواجة إنشاء مركز للتسوق عبر الإنترنت خاص بالشرق الأوسط، ليكون بمثابة “أمازون العربية”، وكان يحتاج لمستثمرين، وهنا أدخل نادر في مشروعه.

وكان نادر المذكور -الذي ينتظر صدور حكم ضده في أميركا بتهم منها استغلال الأطفال جنسيا- يعمل لدى ولي عهد الإمارات محمد بن زايد.

 يقول خواجة إن نادر أخبره أنه وجد مستثمرًا للمركز التجاري على الإنترنت، وهو عضو آخر في العائلة الحاكمة بالإمارات، وأخبر خواجة هذا الشيخ أنه سيحتاج إلى نصف مليار دولار لبناء “أمازون العربية”، فرد الشيخ -الذي تبين لاحقا أنه مسؤول كبير في جهاز الاستخبارات الإماراتي- بطلب إرسال التفاصيل قائلا “وسنستثمر خمسمئة مليون دولار بالكامل”.

ويضيف خواجة أنه تفاجأ بهذا الرد الإيجابي السريع، لكن لم يصله ذلك المبلغ أبدا، ليموت إثر ذلك مشروع مركز تسوقه المذكور.

وبدل ذلك، يكشف خواجة عن أن نادر عرض عليه شراء “آلة الدفع” التي طورها، والتي تمكن من أخذ مدفوعات بطاقات الائتمان عبر الإنترنت، مشيرا إلى أنه وافق على العرض.

ويضيف أن نادر كشف له في سبتمبر/أيلول 2016 عن سبب اقتنائه تلك الآلة، قائلا إن أبو ظبي أرادت المساعدة في جعل “الدفعات الصغيرة عبر الإنترنت” بكميات كبيرة تصل حملة ترامب ولجنة بالحزب الجمهوري.

ويصف خواجة طلب نادر المساعدة لإنجاح ما يصبو إليه قائلا “كيف يمكننا توليد دفعات مالية إلكترونية بمواقع التبرع عبر الإنترنت؟ أود منك أن تبين لنا كيف يمكننا القيام بذلك؟”

ويتذكر خواجة زميله نادر وهو يشرح سبب تمويلهم حملة ترامب فيقول “لقد التقيت حملة ترامب… لدينا صفقة مع ترامب؛ لقد توصل رئيس بلدي، صاحب السمو، إلى اتفاق يقضي بأننا إن ساعدنا ترامب على الفوز في الانتخابات، فسيكون قاسيا على إيران، وسيلغي الصفقة النووية التي توصلت إليها مع إدارة سلفه باراك أوباما، وسيؤدي ذلك إلى شل الاقتصاد الإيراني، وسيفرض حظرا على بيع النفط الإيراني، مما سيجعل من الصعب عليهم التنافس في سوق النفط، وهذا يستحق مئة مليار دولار، ولا يمكننا السماح لهيلاري كلينتون بالفوز مهما كلفنا ذلك، بل يجب أن تخسر”.

ويضيف خواجة أن نادر أخبره أن السعوديين هم من سيدفعون الأموال، أما الإماراتيون فسيديرون العملية باستخدام بيانات اشتروها من الصين، قائلا “لدينا بيانات عشرة ملايين مستهلك أميركي، ولدينا أموال لا تنضب، كما أنني قابلت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو معنا في أن كلينتون يجب أن تخسر”.

ولدى خواجة في هاتفه صور نادر مع بوتين ومع ولي العهد محمد بن سلمان، وكذلك مع ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد.

وتعلق المجلة على تلك الصور إنها لا تثبت وجود مؤامرة لتمويل حملة ترامب سرا، لكنها تظهر أن نادر لديه القدرة على التواصل مع هذه الشخصيات الكبيرة.

ويقول خواجة إن نادر دفع له خمسة ملايين دولار من العشرة ملايين التي اتفق معه عليها كثمن لآلة الدفع الإلكتروني، لكنه يشير إلى أنه تركه قبل الانتخابات ولم يتواصلا حتى سمع بعد ذلك بنجاح ترامب في تلك الانتخابات.

ويتذكر خواجة أن نادر قال له إن أول زيارة خارجية لترامب ستكون إلى السعودية للاحتفال مع محمد بن سلمان ومحمد بن زايد بفوزه، وذلك لدورهما الحاسم في نجاحه، ويضيف أنه أخبره كذلك أن السعودية والإمارات ستعلنان فرض حصار على قطر، وأن ترامب سيؤيدهما.

وتعلق المجلة على ذلك بقوله إن أول زيارة خارجية لترامب كانت إلى الرياض وأنه فعلا أيد حصار قطر، الذي بدأ في بداية يونيو/حزيران 2017.

ويقول إن لدى وزارة العدل الأميركية قصة أخرى بشأن الملايين التي قدمها نادر لخواجة؛ إذ تتهم نادر وخواجة بأنهما دفعا ثلاثة ملايين ونصف المليون دولار مساهمات غير قانونية، لكن ليس لترامب، بل لهيلاري كلينتون.

وتعلق المجلة على ذلك بالقول “سواء صدقنا خواجة أو وزارة العدل الأميركية، فإن كلتا الروايتين عن الأحداث تثبتان أن الإمارات استخدمت ثروتها لشراء النفوذ في أميركا”.