قررت قاضية محكمة شرقي فرجينيا أن تهمة نقل أفلام إباحية إلى الولايات المتحدة التي وجهتها السلطات الأمنية الأميركية ضد جورج نادر رجل الأعمال الأميركي ومستشار ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد هي سبب موجب لمحاكمته.
وقد ذكر الادعاء خلال الجلسة الأولية لمحاكمته بأنه تم نقل 12 مقطعا مصورا إباحيا لأطفال عبر تطبيق واتساب.
وأوضحت شاهدة قدمها الادعاء أن اثنين من هذه المقاطع أرسلا عبر هاتف نادر في حين تسلم هو المقاطع العشرة المتبقية.
وقبل يومين رفض قاض فدرالي في محكمة بولاية فرجينيا الأميركية إخلاء سبيل جورج نادر مستشار ولي عهد أبو ظبي بكفالة.
وقد حاول فريق الدفاع عن نادر إقناع القاضي بإطلاق سراحه لدواع صحية، لكنه رفض لأنه يشكل خطرا على أمن المجتمع كما قال.
وأعرب القاضي عن مخاوفه من احتمال هرب نادر إذا أخلي سبيله، نظرا لعلاقاته الواسعة مع سياسيين نافذين في الشرق الأوسط.
وقال الادعاء العام إن الأدلة المضبوطة في هاتف نادر تؤكد وجود اتصال مباشر له مع ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، وكذلك مع ممثلين عن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وكانت السلطات الأميركية اعتقلت مستشار ولي عهد أبو ظبي قبل نحو أسبوع في مطار جون كينيدي الدولي في نيويورك، ومثل لاحقا أمام القضاء حيث وجهت له تهمة حيازة وترويج مواد إباحية للأطفال.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست أنها اطلعت على وثائق رسمية تفيد بأن محكمة في ولاية فرجينيا وجهت إلى نادر حيازة أشرطة جنسية للأطفال.
وقالت مصادر إن المحققين عثروا على أفلام إباحية لأطفال في هاتف رجل الأعمال الأميركي ذي الأصول اللبنانية.
ولاحقا أمرت محكمة فدرالية في ولاية نيويورك الأميركية بترحيل جورج نادر إلى محكمة فدرالية بولاية فرجينيا على خلفية التهم ذاتها.
وحذرت المحكمة الفدرالية نادر من محاولة الهرب من الولايات المتحدة بحجة وضعه الصحي. وكان محامي جورج نادر يسعى لتأمين بقائه في إقامة خاصة أو بمستشفى في فرجينيا بسبب وضعه الصحي لحين عرضه على المحكمة.
وقال المحامي إن موكله يقيم في أبو ظبي، وإنه قدم إلى نيويورك من دبي بهدف العلاج بعد تعرضه لمضاعفات نتيجة عملية جراحية في القلب أجريت له في ألمانيا.
وتعد الفضيحة الإباحية لمستشار محمد بن زايد تعبير عن شذوذ سياسات الإمارات.
إذ يواجه مستشار ولي عهد أبو ظبي عقوبة السجن من 15 إلى 40 في الولايات المتحدة الأمريكية على خلفية فضيحة إباحية بما يعبر عن شذوذ سياسات النظام الإماراتي.
وتستطيع تقنيات بيغاسوس الإسرائيلية التي استخدمتها الإمارات والسعودية، التنصت على هواتف جمال خاشقجي، والناشط الحقوقي الإماراتي أحمد منصور، ورئيس وزراء لبنان سعد الحريري، وغيرهم، لكنها لم تستطع التجسس على هاتف جورج نادر.
بسبب تقنية التجسّس، قطعت أوصال خاشقجي بلا محاكمة، وسجن منصور في محاكمة تفتقد لشروط النزاهة. هذا ما تفعله العصابات التي لا تخضع للقانون.
ولكن في أميركا، بالقانون، وبدون تصنت، سلّم نادر جوّاله، بعد وصوله من دبي إلى نيويورك، ليكتشف رجال الأمن جرائم مكتملة، لا تتعلق بالنشاط السياسي لمستشارٍ رفيع المستوى يرتبط بقادة دول، بل بمجرم شوارعي شاذ، فيديوهات إباحية لأطفال!
لا تُعذر دولة مثل الإمارات بالجهل، فهي تصنّف في الصف الأول عالميا في تقنيات التنصّت، واشترت أفضل الأجهزة والتقنيات والخبراء على مستوى العالم، وتتتجسّس حتى على صحافيين أميركيين، ونادر زائر لقصور الحاكمين التي تتطلب تدقيقا أمنياً مضاعفاً.
فوق ذلك، لا تحتاج مع نادر إلى تقنيات تنصّت، وفي أرشيف المحاكم التشيكية حكم بممارساته الشاذّة مع الأطفال. ليس نادر شاذاً، وإنما هو يمثل ما هو طبيعي في الثورة المضادة، والشاذ يصبح هو الطبيعي الذي توافق عليه البشر الأسوياء. لا يختلف ما أخفاه جوّاله عما يظهره رموز منصات التواصل الاجتماعي عندهم.
لك أن تطلع على ما يقوله حمد المزروعي ويوسف العلاونة وغيرهما من مقرّبين! نادر ليس شاذّا، هو مثل سعود القحطاني وصلاح الطبيقي وماهر مطرب الذين تسابقوا على تقطيع أوصال جثةٍ في متعةٍ تليق بالضباع.
هو كمن اغتصبوا الأطفال في سجون مصر وسوريا، وتحرّشوا بلجين الهذلول ورفيقاتها. هم من لا يخلو منهم تقرير حقوقي لمنظمات حقوق الإنسان.
بقدر ما يعبر الربيع عن الإنسان الطبيعي، تعبر الثورة المضادّة عن الشذوذ، ولا تجد استثناء، فالحديث عن اغتصاب الجنجويد معتصمات في السودان ينسجم مع تاريخ الجنجويد تماما، كما ينسجم مع سلوك الأمن المصري من أيام كشوف العذرية.
هم كذلك شاذّون يرفضون أن يعيش المواطن العربي بشكل طبيعي في حياته الخاصة والعامة. وما الربيع العربي إلا محاولة للعيش كباقي البشر.
تتجسد في شخصية جورج نادر الثورة المضادة، ليس في غياب الحد الأدنى من القيم الأخلاقية، بل في أسوأ أشكال الانحدار السياسي، فهو تورّط في العلاقات مع الصهاينة مبكرا، وارتبط برجل الاستخبارات الإسرائيلية، جويل زامل، ليس لتخريب الديمقراطية في الربيع العربي، ولكن لتخريبها في أميركا، من خلال انتهاك خصوصية منصات التواصل الاجتماعي، وبث الأكاذيب فيها.
نحن ممتنون للقضاء والصحافة في أميركا، لولاهما لقدّم نادر بصفته قصة نجاح مغترب لبناني، وربما رشح لرئاسة لبنان، محملا بوعود المساعدات الإماراتية والسعودية! هل ذلك غريب؟ في السودان، راعي جمال وقاطع طريق تشادي لم يكمل المدرسة يُسوّق بوصفه قائد التحول الديمقراطي في بلادٍ تأسست كلية الطب فيها عام 1924، أي قبل قيام مملكة السعودية ودولة الإمارات.
للثورة المضادة اليوم معتقل أيقونة في السجون الأميركية، عليهم أن يطبعوا صوره على القمصان، ويسيروا المظاهرات وينظموا الاعتصامات مطالبة بالحرية له. عندكم محمد مرسي وسلمان العودة ولجين الهذلول وأحمد منصور، عندنا جورج نادر!