قتل 13 مدنيا يمنيا غالبيتهم من الفتيات وأصيب 92 آخرون الأحد من جراء استهداف مقاتلات إماراتية منطقة سكنية في العاصمة اليمنية صنعاء في مجزرة جديدة تضم للسجل الأسود لأبو ظبي في اليمن.
وذكرت وزارة الصحة اليمنية في بيانٍ، أن مقاتلات إماراتية استهدفت حي سعوان السكني التابع إدارياً لمديرية شعوب، ما أدى إلى سقوط الضحايا الذين ارتفع عددهم من تسعة إلى 13 قتيلاً، فضلاً عن الجرحى، ومعظمهم من الطالبات، بالإضافة إلى تدمير وإلحاق أضرار في منازل مجاورة.
وأدانت جمعية ضحايا الحرب في اليمن بشدة جريمة قتل 13 مدنيا يمنيا، مؤكدة أن الحادثة المذكورة تمثل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية تضاف إلى السجل الطويل من جرائم التحالف السعودي الإماراتي في الحرب على اليمن المستمرة منذ أربعة اعوام.
وقالت الجمعية ومقرها لاهاي في بيان إنها تلقت بيانات وإفادات لشهود تفيد بأن مقاتلة إماراتية من نوع (ميراج) استهدفت بقصف جوي حي “سعوان” السكني التابع إدارياً لمديرية شعوب، ما أدى إلى سقوط العدد المذكور من الضحايا فضلاً عن إصابة 92 آخرين بجروح بالإضافة إلى تدمير وإلحاق أضرار في منازل مجاورة.
وتعد الحادثة حلقة جديدة في سجل طويل من مجازر مروعة تورط التحالف السعودي الإماراتي بارتكابها منذ بدء حربه على اليمن قبل أكثر من أربعة أعوام.
ففي أب/أغسطس الماضي استهدفت الطائرات الحربية للتحالف السعودي الإماراتي حافلة تقل عشرات الأطفال بالقرب من سوق شعبي في مدينة صعدة، ما أدى إلى مقتل 29 طفلا دون الخامسة عشر، إضافة إلى نحو 48 جريحًا، من بينهم 30 طفلًا.
وتورط التحالف السعودي الإماراتي إضافة إلى جماعة الحوثيين في استهداف نحو 1600 مدرسة في اليمن فضلا عن عشرات المستشفيات والمنشآت الحكومية والمدنية.
وفي سجل التحالف كذلك استهدافه مخيمًا للنازحين في منطقة المزرق، مديرية حرض بمحافظة حجة في العام 2015، ما أسفر عن مقتل نحو 45 شخصًا على الأقل.
كما يضاف إلى ذلك مذبحة العرس في سبتمبر/أيلول 2015، التي قتل خلالها الطيران الحربي، نحو 130 من المدنيين خلال تواجدهم في عرس في منطقة واحجة.
وخلال مراسم عزاء والد وزير الداخلية الموالي للحوثيين جلال الرويشان، في 8 تشرين الأول/أكتوبر 2016، شنت طائرات التحالف غارة جوية كان لها صدىً كبيرًا وانتقادات دولية على نطاق واسع وعرفت فيما بعد بـ”مذبحة العزاء” أو “القاعة الكبرى”، راح ضحيتها بين 115-140 قتيلًا و610 جريحًا.
ولم يتوقف استهداف النازحين وأغلبهم من النساء والأطفال في أب/أغسطس 2017 من خلال غارة جوية على منطقة “فج عطان” السكنية في صنعاء أوقع 14 قتيلًا مدنيًا بينهم خمسة أطفال، وفي نيسان/أبريل 2018، استهدفت الطائرات السعودية تجمع للنازحين في الحديدة أسفر عن مقتل 20 قتيلًا مدنيًا بينهم 7 أطفال.
وطالبت جمعية ضحايا الحرب في اليمن أطراف المجتمع الدولي بالتحرك الجاد لفتح تحقيق شامل ومستقل في الانتهاكات التي ترتكبها جميع أطراف النزاع في اليمن خاصة التحالف السعودي الإماراتي.
وأشارت الجمعية إلى تقرير فريق الخبراء التابع للجنة العقوبات الخاصة باليمن والمشكلة من مجلس الأمن الدولي، بشأن ارتكاب التحالف وجميع الجهات الأخرى المتورطة في الصراع انتهاكات مباشرة أو غير مباشر تتعلق بحقوق الإنسان قد يرقى بعضها إلى جرائم الحرب.
وأكدت الجمعية الحقوقية أن استهداف مقاتلات التحالف السعودي – الإماراتي منطقة سكنية في صنعاء مساء أمس ووقوع هذا العدد الكبير من الضحايا والإصابات هو جريمة حرب تقع باختصاص الجنائية الدولية، ما يستدعي من الأمم المتحدة اليوم التحرك تجاه هذه الجرائم ومحاسبة المسئولين عنها لإنصاف الضحايا وحماية المدنيين في اليمن.