موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

مجلة فرنسية: الإمارات تقود جبهة الثورة المضادة في الدول العربية

698

تتزايد الدلائل والتأكيدات الدولية على الدور التخريبي لدولة الإمارات في قيادة الثورة المضادة لموجات الربيع العربي منذ انطلاقها عام 2011 سعيا من أبو ظبي لمنع الديمقراطية والحريات عن العرب.

وأكد تقرير حديث نشرته مجلة فرنسية أن الإمارات تواصل دورها المشبوه التخريبي لموجات الربيع العربية بدليل ما يحدث حاليا في السودان والجزائر عبر أدواتها من العسكر.

وفي مقال افتتاحي في العدد الأخير من مجلة “بوليتيس” الأسبوعية الفرنسية، يتحدث الرئيس والمدير السابق للمجلة، دونيس سييفير، عن الثورات المضادة في العالم العربي، التي وصلت، وفقا له، إلى حد “التدويل” في المنطقة بعد ما حققه العسكر بمصر ومخافة انتشار المطالب الداعية للتغيير.

ويستحضر سييفير أمثلة السودان وليبيا ومصر، حيث الجيش يبدأ بمنح الشعب بعضَ الأسباب للأمل، “في انتظار ساعته من أجل استعادة الوضعية التي تُفلت من يديه”. ويعود للتجربة المصرية المريرة قائلا: “مصر، للأسف، بسطت هذا السيناريو حتى النهاية”، موضحا أنه “في سنة 2013، انتهى الأمر بمشير الكاريكاتور إلى السيطرة على الحكم، من أجل قمع كل نية في الاحتجاج، بوحشية”، في إشارة إلى الانقلاب الذي قاده عبد الفتاح السيسي، على أول رئيس منتخب في مصر، محمد مرسي.

وعلى الرغم من إقرار سييفير بأن الوضع في السودان والجزائر ما زال مفتوحاً أمام سيناريوهات، إلا أنه أشار إلى “أننا نعرف، على الأقل، ما يمكن انتظاره. فالعسكر الذين يمارسون السطو على هذه البلدان، منذ فترة طويلة، لن يتخلوا عن الحكم، بسهولة”. ويقدم بعض الأمثلة عن القمع الدموي للعسكر في السودان للمتظاهرين، وإلغاء الاتفاقات مع ممثليهم، إذ إن “نموذجهم المعلن ليس سوى الماريشال المصري السيسي”.

ويتابع قائلا: “ليس المشير السيسي وحده من يدعم النظام السوداني، بل توجد المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وتوجد، أيضاً، روسيا والصين”، إذ “بينما تقصف روسيا محافظة إدلب، مع حليفها بشار الأسد، لا تنسى أن تُشهر الفيتو في مجلس الأمن أمام قرار يدين مجزرة 3 يونيو/ حزيران الماضي، بدعوى أنه ليس من عادتها التدخل في الشؤون الداخلية للدول”.

موقف يدعو للضحك الساخر، يعلق سييفير، قبل أن يضيف: “الجبهة الواسعة للثورة المضادة، لا يمكن تفسيرها، فقط، بالمصالح الاقتصادية المشتركة، إذ يقودها، أيضا، الخوفُ من العدوى”.

ويطالب الصحافي الفرنسي بـ”قطع الصمت عما يحدُثُ في محافظة إدلب، مع المطالبة الملحة من فرنسا بوقف مبيعات أسلحتها للسعودية ومصر”، معتَبِراً أن “الكذب الرسمي، في ما يَخُص مبيعات الأسلحة الفرنسية، ليس فقط غيرَ مسموح به، أخلاقياً، بل ويُسمِّم ديموقراطيتنا”.

وفي التفاتة معبرة من الصحافي الفرنسي تجاه الراحل سمير قصير، وخاصة كتابه اللافت: “تأملات في شقاء العرب”، الصادر سنة 2004، يكتب سييفير: “هذا الكتاب الذي حرَّك، في حينه، الضمائر، لا يزال يرنّ، اليوم، بشكل غريب. فقد عبّر سمير قصير عن القلق من خضوع العالم العربي وعن الشعور بالعجز”.

ويعتبر الصحافي الفرنسي أنه “بعد كثير من الانتفاضات ومن التعبئة التي يمكن وصفها، من دون تشدق، بالبطولية.. حلّت عقلية التمرد مكان الاستسلام”. وفي ما يتعلق بالعجز، الذي تحدث عنه قصير، فهو “ليس فعل شعوب، بل فِعْل تدويل الثورة المضادة، ولم يَعُد عجزا عربيا”.

وتمنى سييفير، لو أن قصير “هذا الذي كلَّفَته نضالاتُه من أجل القضية الفلسطينية وضد الاحتلال السوري للبنان حياتَهُ” لا يزال حيّاً بيننا، حتى “يستطيع تمديد تأملاته اليوم”.