عاد “مركز تريند للبحوث والاستشارات” التابع لدولة الإمارات ويمثل أحد أدواتها التحريضية في أوروبا، لاستئناف أنشطته بقوة في الأسابيع الأخيرة بدعم من منظمات يهودية وذلك عقب فضيحة كشف ضلوعه في أنشطة قرصنة وتجسس كبرى.
وبحسب متابعة “إمارات ليكس” ومصادر مطلعة فإن مركز تريند الذي يتخذ من أبو ظبي مقرا له، عاد للنشاط بقوة ويركز على تنظيم فعاليات في فرنسا ومنظمة الأمم المتحدة لتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” بالتعاون مع مراكز أبحاث أوروبية معروفة بصلاتها القوة مع أجهزة الاستخبارات والمنظمات اليهودية.
وأكدت المصادر أن مركز تريند يتعاون بقوة منذ أسابيع مع منظمات يهودية لتكثيف حملات التحريض والتشويه بحق الجاليات المسلمة في أوروبا وحركات الإسلام السياسي.
وأوضحت المصادر ذاتها أن الدوافع التحريضية لمركز تريند تشمل الترويج والدعاية للتطبيع العلني مع إسرائيل ومهاجمة فصائل المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق.
وأضافت المصادر أن مركز تريند تحول فضلا عن كونه أداة استخبارية إماراتية للتحريض، إلى منصة تستخدمها المنظمات اليهودية لمهاجمة الجاليات المسلمة والعمل على تبييض صورة إسرائيل.
ويأتي تكثيف أنشطة مركز تريند بعد تجميده عن الإعلام منذ أن كشفت مواقع وصحف دولية ضلوعه الصريح في فضيحة تجسس وقرصنة مولتها الإمارات عبر شركة استخبارات اقتصادية مقرها سويسرا تدعى “ألب سيرفيسس” (Alp Services)، والتي نفذت بشكل خاص مهام استخباراتية خاصة نيابة عن عملائها الإماراتيين.
وفي حينه كشف تحقيق لموقع “ميديا بارت” الفرنسي بالتعاون مع وسائل إعلام أوروبية، عن أنشطة عميل مخابرات إماراتي بالتعاون مع محققين سويسريين وباحثين، اضافة الى صحفيين فرنسيين مشهورين لتنفيذ أنشطة قرصنة وتجسس واستهداف المنظمات الإسلامية.
وتضمن البحث عن كشف تورط الصحفي الفرنسي من أصل جزائري عثمان تازاغارت، في هذه الأنشطة الاستخبارية وتواصله مع عملاء أبوظبي على العنوان الإلكتروني 842943@protonmail.com.
وقد اعترف عثمان لاحقا أنه كان يستخدم عنوان البريد الإلكتروني المذكور بصفته يعود إلى مركز تريندز للبحوث والاستشارات، الذي يتعاون معه، مقابل رسوم مالية منذ سنة 2019.
ولكن مبررات الصحفي المذكور تثير تساؤلات؛ حيث لا يظهر اسمه في أي مكان على صفحة الويب لمركز تريندز حيث تسرد “مؤشرات” قائمة طويلة من الخبراء الأجانب الذين تعاونوا مع المركز.
ويوجد لورينزو فيدينو، الأكاديمي الإيطالي الأمريكي الذي كان يتقاضى أجره من ألب سيرفيسس، ولكن هناك أيضا العديد من الفرنسيين، بما في ذلك الجيوسياسي باسكال بونيفاس، مدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية (IRIS).
ويدير محمد عبد الله العلي مركز تريندز وهو متخصص في الاتصال وقريب من جهاز المخابرات الإماراتي وسلطات أبوظبي، وصمم من أجلهم “نظاما متطورا لرصد وتقييم وتحليل جميع المعلومات المتعلقة بالإمارات، التي تنشرها وسائل الإعلام المحلية والدولية”.
وبناء على أنشطته الاستخبارية والتحريضية فليس من غير المستغرب أن يخصص مركز تريندز جزءا كبيرا من منشوراته لجماعة الإخوان المسلمين.
وكان تحقيق “جواسيس أبوظبي” كشف عن اعتماد الإمارات على شركة “ألب سيرفيسيز” للاستخبارات والتأثير السويسرية، التي أسسها ماريو بريرو المعروف بأساليبه المثيرة للجدل.
وأظهر التحقيق أن الإمارات أنشأت عبر منصاتها التحريضية بما في ذلك مركز تريند عددا كبيرا من المقالات الصحيفة الكاذبة، ولجأت إلى عمليات قرصنة واسعة لشخصيات عربية وإسلامية بمساعدة جواسيس إلكترونيين سابقين.
كما يشار إلى أن أحمد الهاملي ضابط الأمن الاماراتي وعضو القيادة العامة لشرطة دبي وأحد أدوات التحريض الإماراتي لسنوات طويلة كان ترأس مركز تريندز للبحوث والاستشارات قبل أعوام، وهو المنصب الذي شغله بعد أن انكشفت مؤسسته السابقة الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان وتبعيتها المباشرة للمخابرات الإماراتية.