موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

الأمم المتحدة تبحث في ملف وكالة تجسس ممولة من الإمارات

476

أعادت الأمم المتحدة فتح ملف وكالة “ألب سيرفس Alp Services” السويسرية التي قامت بـ”أنشطة تجسس” نيابة عن أبوظبي، بهدف تشويه الإسلاميين في أوروبا، في القضية المعروفة باسم “أسرار أبوظبي“.

جاء ذلك خلال فعالية أقيمت على هامش الدورة الخامسة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، وفق موقع “ميدل إيست مونيتور” البريطاني.

وذكر الموقع أن الفعالية التي نظمها المعهد الدولي للحقوق والتنمية في جنيف، جمعت خبراء وإعلاميين وأكاديميين وبعثات دولية وباحثين وضحايا لمناقشة تداعيات فضيحة “أسرار أبوظبي”.

وحملت الفعالية عنوان “التجسس والأخلاق والتأثير – الأمن السيبراني والحق في الخصوصية (أسرار أبوظبي) للنظر في قضية الوكالة السويسرية المثيرة للجدل وأنشطتها التجسسية المزعومة، المتعلقة بمهام استخباراتية خاصة لصالح أجهزة المخابرات الإماراتية.

وشملت المواضيع الرئيسية التي تمت مناقشتها أهمية المخاوف الأخلاقية في عمليات الاستخبارات والتحقيق؛ ودور وسائل الإعلام، ومشاركة الصحفيين.

وما يترتب على ذلك من تأثير على ثقة الجمهور؛ والتحديات القانونية التي تفرضها تصرفات شركات الاستخبارات الخاصة وتعقيداتها التنظيمية؛ والأثر الإنساني، مع مشاركة قصص الضحايا للتأكيد على العواقب الشخصية والتنظيمية للتجسس.

وتعهد المعهد بمتابعة هذه الفضيحة وإيصالها إلى الرأي العام ووسائل الإعلام. وقال أيضاً إنه سيدعم الضحايا في رفع أصواتهم وطلب الحماية القانونية. مشيراً إلى أن الكثيرين ربما لا يزالون غير مدركين أنهم تعرضوا أو ما زالوا مستهدفين.

ومن المقرر أن يعقد المعهد مؤتمرا صحفيا في مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل للتعريف بالقضية على أمل أن يتقدم المزيد من الضحايا لمناقشة الآثار الأخلاقية والاجتماعية والاقتصادية للفضيحة على حياتهم.

وقبل أشهر كشفت تقارير عن تقديم أبوظبي ما لا يقل عن 5.7 مليون يورو للوكالة السويسرية بين 2017 و2020 للتجسس على الإسلاميين في أوربا، في القضية المعروفة باسم “أسرار أبوظبي”.

وخلال الفترة استهدفت الوكالة السويسرية أكثر من 1000 شخصية وأكثر من 400 منظمة إسلامية في أوروبا.

القصة الكاملة لذراع الإمارات في التحريض ماريو بريرو

سلطت دراسة بحثية نشرها مركز الديمقراطية للشفافية (DCT) السيرة الذاتية لذراع الإمارات في التحريض وتشويه السمعة ماريو بريرو مؤسس ورئيس وكالة الاستخبارات السويسرية ألب سيرفيسز Alp.

وأبرزت الدراسة أن بريرو انخرط على مدار سنوات في حملة ممولة من الإمارات لتدمير سمعة سياسيين ونشطاء رأي وحقوق إنسان في مناطق مختلفة من قارة أوروبا.

وأشارت إلى أن الإمارات تعد رائدة عالميا في حملات التحريض وتشويه السمعة لخصومها وبموازاة ذلك الترويج لنفسها على أنها دولة تسامح وتحترم الحقوق.

وبحسب الدراسة فإن “النتيجة هي صناعة معلومات مضللة حقيقية يغضب فيها محترفو الأكاذيب، واكتشفت أبو ظبي هذا قبل أي طرف آخر واعتمدت على وكالة استخبارات سويسرية كان رئيسها هو رجل أعمال قديم ولد في عام 1946 هو ماريو بريرو”.

وقبل الشروع في العمل كمحقق، قام ماريو بريرو في عام 1986 بتصدير أجهزة الكمبيوتر ومعدات تصنيع أشباه الموصلات من الولايات المتحدة إلى أوروبا.

ومع ذلك ، وجهت إليه لائحة اتهام من قبل قضاة سان فرانسيسكو لانتهاكه القوانين ضد تصدير التقنيات الأمريكية ذات الأهمية العسكرية إلى الكتلة الشرقية: لقد كان مشترين وهميين ، استخدموا لإخفاء المشترين الحقيقيين.

بعد ذلك مباشرة ، في عام 1989 في جنيف ، أسس ALP Services SA ، وهي شركة توظف حوالي عشرين شخصًا – بما في ذلك مهندسو الكمبيوتر والمتخصصون في الجغرافيا السياسية وضباط الشرطة السابقون متخصصة رسميًا في “التحقيقات الدولية” ، ومكافحة الجرائم الاقتصادية بحسب موقعها الإلكتروني.

على الرغم من أن بريرو يقدم نفسه على أنه خريج مدرسة البوليتكنيك في لوزان ، تشير الوثائق إلى أنه تخلى عن دراسته بعد فصل دراسي واحد فقط (رفضت الجامعة مناقشة منهجه الأكاديمي).

يعمل ماريو بريرو في الظل لعدة سنوات، يخدم العملاء في جميع أنحاء أوروبا الوسطى وروسيا، على الرغم من أن أنشطته يبدو أنها تفضل فرنسا، حيث يقوم بالعديد من المهام القذرة.

وبعد أن استعرضت سلسلة فضائح في سيرته المهنية ومعاملاته التجارية، أبرزت الدراسة انخراط بريرو في قيادة وتوجيه شبكة تضليل قوية تعمل في فرنسا ممولة من الإمارات.

وقد تعاون بريرو  مع الضابط الإماراتي مطر الرميثي وهو جاسوس إماراتي، مهمته: تنسيق عمليات أبو ظبي السرية في أوروبا التي استهدفت شن أوسع حملة تحريض وتشهير للسمعة.

ومطر هو وكيل مكتب المعلومات السويسري الخاص بالاستخبارات، وهو محور التحقيق الصحافي الدولي “أسرار أبو ظبي” استناداً إلى وثائق حصلت عليها ميديا بارت وتم تحليلها مع شبكة EIC ومشاركتها مع موقع “درج” اللبناني.

إذ مقابل 5.7 مليون يورو على الأقل، قامت وكالة الاستخبارات السويسرية ألب سيرفيسز Alp بتنفيذ المهام المتكررة للشيخ مطر، التي تهدف إلى النيل من دولة قطر وجماعة الإخوان المسلمين.

وتم ذلك عبر التجسّس غير القانوني على أكثر من 1000 أوروبي، وعمليات التأثير على القضاء، والتحقيقات السرية في الاتحاد الأوروبي، والتلاعب ببعض وسائل الإعلام من خلال شبكة من الصحافيين المأجورين.

سلسلة تحقيقات “أسرار أبو ظبي ” تستند إلى وثائق سرية تم الحصول عليها من خلال اختراق لشركة ألب سيرفيسز، وتم تنفيذها من قبل أعضاء شبكة الإعلام الأوروبية للتحقيقات (EIC) بالتعاون مع هايدي.نيوز وRSI تلفزيون (سويسرا) ودوماني (إيطاليا) و”درج”.

تكشف تحقيقات “أسرار أبو ظبي” عن العمليات الخاصة التي نفذتها ألب سيرفيسز نيابة عن دولة الإمارات العربية المتحدة: تجميع معلومات عن أشخاص أو منظمات، وعمليات تأثير عبر الإنترنت، والترويج لقضايا لدى المنتخبين في الجمعية الوطنية، واستخدام صحافيين مأجورين، ويستمر موقع Mediapart في عمله المتعلق بالتدخلات والقضايا التي تنطوي على تدخل دول أجنبية في فرنسا.

وبحسب وثائق مسربة فإنه لضمان التواصل الآمن، أنشأ رئيس خدمات Alp، ماريو بريرو، على بريده الإلكتروني المشفر Protonmail عنواني بريد إلكتروني مجهولين (مثل 123456@protonmail.com): الأول لشركة Alp والثاني للشيخ مطر، ما يجعل أي اعتراض مستحيلاً.

لكن، ارتكب الجاسوس الإماراتي خطأ قاتلاً، ففي 2 تشرين الأول/ أكتوبر 2017، كتب عبر تطبيق WhatsApp إلى ماريو بريرو وطلب منه إعادة إرسال اسم عنوان البريد الإلكتروني وكلمة المرور الخاصة به، لأنه “خارج المكتب”.

النتيجة: عندما نجح قراصنة في سحب بيانات الوكالة السويسرية في 19 آذار/ مارس 2021، في عيد ميلاد ماريو بريرو، تمكنوا من الوصول إلى البريد الإلكتروني السري للجاسوس الإماراتي.

كان الشيخ مطر يثق جداً في هذا البريد الذي لم يستخدمه فقط للتواصل مع Alp، وتوثيق المراسلات هذه بشكل غير مسبوق، بل وثّق بشكل مرئي الطرق والأساليب المستخدمة من أبوظبي في التحقيقات الخاصة ضد خبراء الأمم المتحدة في اليمن واستغلال أعداء قطر ومحاولة التأثير على الحكومة الفرنسية.

بين المتحدثين المعتادين مع الشيخ مطر، هناك الفرنسي رولان جاكار، الصحافي السابق الذي أصبح خبيراً معلناً في الإسلام المسلح.

هو رئيس “المرصد الدولي للإرهاب” والعضو الوحيد فيه، ويظهر بانتظام على شاشات التلفزيون، حيث قدم معلومات مزيفة مرات عدة.

على سبيل المثال، قدم رقم هاتف قمر اصطناعي قال إنه يعود الى تنظيم القاعدة، لكنه كان رقم الصليب الأحمر، وفقاً لوكيل سابق لمديرية الاستخبارات العامة الفرنسية، الذي يصف رولان جاكار بأنه “المتخصص الوطني في الأخبار المزيفة”.

في الكواليس، يقوم بنشاطات عدة، منها استشاري في الشؤون الخاصة، إذ عرّف الكثير من العملاء والعقود إلى Alp Services السويسرية، بما فيها العقد الإماراتي، وهو من عرّف ماريو بريرو في عام 2017 إلى العميل مطر.

كانت الصفقة مربحة للرجلين، إذ كان يحق لرومان جاكارد الحصول على 10 في المئة من المدفوعات وأقل قليلاً، على رغم أن ماريو بريرو ينسى تقديم العمولة الموعودة له في بعض المهام.

تظهر الوثائق الداخلية أن رولان جاكار استلم على الأقل 300،000 يورو في ما يتعلق بالعقد الإماراتي. يشير ملف بعنوان “Jacquard-pmt-commission” إلى دفعة بقيمة 80،000 يورو للمهام الأولى في عام 2017، و 60،000 يورو في عام 2018، و 102،000 يورو في عام 2019.

وفي عام 2020، تشير وثيقة إلى الحاجة إلى دفع 90،000 يورو على دفعتين: 70،000 يورو على الفاتورة، و 20،000 يورو سيتم دفعها لرومان جاكارد “نقدًا خلال زيارته المقبلة”.

من الصعب احتساب المبلغ الإجمالي بدقة، نظراً الى طبيعة العلاقة المالية غير التقليدية، هناك دفعات مقدّمة وقروض لا نعرف ما إذا تم سدادها، ودفعات نقدية، وتحويلات إلى حسابه البنكي في CIC في نورماندي.

المبالغ الأكبر كانت تدفع إلى شركة African Sentinel and Solutions المسجلة في لندن. والأخيرة كانت تديرها شركة مقرها موريشيوس، ولكنها كانت تحمل عنواناً في ليختنشتاين، وصار ملك رولان جاكارد في عام 2018.

الأمر الغريب هو أن “خبير الإرهاب” أعلن في هذه المناسبة، أن لديه جنسية الغابون ويقيم في هذا البلد، بينما هو ولد في تونس ويقيم في فرنسا.

السيد “10٪” Alp Services يتمتع بامتياز نادر: يتواصل مباشرة مع الشيخ مطر. تمكنا من الاطلاع على 44 بريداً إلكترونياً، كشفنا عن بعضها في آذار/ مارس الماضي خلال تحقيقنا السابق.

كرولان جاكار، الرجل ذو العلاقات الواسعة، قرر أن يعرض نفسه على وكيله بشكل مبهر. أرسل الى الجاسوس مطر، من دون أي تفسير، رسالة قال فيها إن جو بايدن أرسلها إليه في 8 تشريم الأول 2020، عندما كان نائباً للرئيس في الولايات المتحدة.

“عزيزي الصديق من فرنسا، العزيز رولان، شكراً مرة أخرى على مساهمتك الممتازة في برنامجي لمكافحة الإرهاب الدولي” ، تقول الرسالة، الذي يختتمها بـ: “هذا يذكرني بمحادثاتنا في Number One Observatory Circle [ مكان إقامة نائب الرئيس الأميركي] مع أصدقائنا المشتركين”.

رسائل رولان جاكار كانت في بعض الأحيان تنبيهات ببضع جمل بسيطة وبلغة إنكليزية ركيكة.

ولكن في الكثير منها، يزعم الخبير أنه يقدم للعميل الإماراتي معلومات سرية تم الحصول عليها من جهاز المخابرات والحكومة، وحتى من الرئيس الفرنسي نفسه.

على سبيل المثال، يذكر محادثات مفترضة “غير عامة” يقال إن إيمانويل ماكرون أجراها مع البابا أو أنجيلا ميركل.

“ناقوس خطر في فرنسا”،  هذا ما كتبه في 27 تشرين الأول 2020 ، مدعياً أنه أمضى اليوم في “اجتماع أمني” بسبب قنبلة اكتشفت في باريس، و”خلية لداعش تحت السيطرة في أرجونتوي”.

بخصوص تأثير جماعة الإخوان المسلمين في فرنسا وتمويلهم من قبل قطر، وهو مصدر قلق رئيسي للإمارات، يؤكد رولان جاكار للشيخ مطر أنه محترف في بناء لوبي ويتمتع بفعالية كبيرة، الى درجة أنه نجح في التأثير على قانون الفصل بين الدين والدولة في عام 2020، من خلال لقاءات “خاصة” مع مستشاري الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء جان كاستيكس ووزير الداخلية جيرالد دارمانان ووزير العدل إريك دوبوند-موريتي.

توجد تناقضات في بعض الرسائل الإلكترونية، إذ تم تقديم معلومات على أنها سرية على الرغم من كونها عامة.

في كانون الأول/ ديسمبر 2020، أرسل رولان جاكار إلى الشيخ مطر مذكرة مفترضة على أنها ملخص لدراسة استراتيجية للمديرية العامة للاستخبارات (DGR) والأمانة العامة للدفاع والأمن القومي (SGs,l,sDSN)، لكنها تحتوي فقط على تفاصيل تافهة حول البريكزيت.

في النهاية، هل باع رولان جاكار أسرار الدولة بأسعار مرتفعة لقوة أجنبية؟ أم أنه وقع في خطأ من خلال تزويد وكيله بمعلومات مزيفة؟ رفض الرد على تساؤلاتنا.

تنطلق عملية أخرى، على الأقل هي عبارة عن سرد مدهش، من “مراسل كريم” لشركة Alp Services: الصحافي الفرنسي إيان هامل، الذي يعمل مع مجلة Le Point ومجلة Marianne.

تبدأ القصة مع جان بيير مارونجيو، رائد الأعمال الفرنسي المقيم في قطر. يدعي أنه وقع في فخ شريكه المحلي، واتُّهم زوراً على الرغم من أنه فقد كل شيء. وقد اعتُقل في عام 2013 عندما حاول الهرب من البلاد، وتم احتجازه من دون محاكمة لمدة خمس سنوات.

في عام 2017، تمكن من الاتصال بإيان هامل من داخل السجن. يقول إن كثراً من أفراد العائلة الحاكمة القطرية محتجزون معه، وهو ما قاله الصحافي في مقال نشرته مجلة Le Point، في حين تنفي السلطات القطرية ذلك.

بعد إطلاق سراحه في عام 2018، قام جان بيير مارونجيو برفقة إيان هامل، بتأكيد سبقه الصحافي الكبير. إذ قام بدعوته للقاء الشيخة أسماء آريان، زوجة أحد الأمراء القطريين: الشيخ طلال الثاني، ابن عم أمير قطر.

بعد خمسة أيام فقط، وعلى الرغم من أنه لم يكن قد نشر شيئاً بعد، أرسل إيان هامل تقريراً إلى شركة Alp Services. يكشف فيه تفاصيل كواليس تحقيقه وهوية مصدريه، وهذا ينتهك قواعد الصحافة وأخلاقياتها.

تم نشر مقاله في مجلة Marianne بعد ثلاثة أسابيع فقط، في 14 كانون الأول 2018. وردت فيه الشيخة بشكل مجهول الهوية، قائلة إن طلال الثاني “يستطيع أن يشهد على أشياء مزعجة بالنسبة الى النظام، مثل توزيع التمويل على منظمات إرهابية في الصومال ومنطقة الساحل وسيناء”. وطبعاً، تشكل هذه الاتهامات مصدر سعادة للإمارات.

في 23 شباط/ فبراير 2019، أرسل إيان هامل إلى ماريو بريرو نسخاً سرية من كتاب “InQarcéré”، الذي لن يُنشر سوى بعد ثلاثة أسابيع، والذي يحكي فيه جان بيير مارونجيو عن احتجازه. يُشير الصحافي إلى أن الكتاب مثير للاهتمام ويتضمن في الصفحة 70 تقريراً عن تمويل قطر لعضوين مزيفين من تنظيم “الدولة الإسلامية” على أراضيها.

في 7 آذار/ مارس، أرسلت شركة Alp تقريراً إلى الجاسوس الإماراتي مطر تفصح فيه عن التفاصيل التي قدمها “وكيلها” إيان هامل، بما في ذلك هوية مصادره: جان بيير مارونجيو وأسماء آريان.

وأوضحت Alp أنه “وفقاً لمصادرنا، تشعر قطر بالإحراج الشديد” بسبب مقال ماريان، وستكون في القدر نفسه من الإحراج عندما يصل الكتاب في المكتبات.

في الوقت نفسه، قررت الإمارات استغلال مصادر الصحافيين. طلب ماريو بريرو من إيان هامل أن يُعرفه على جان بيير مارونجيو، وهو ما قبله. أعدت Alp خطة عمل تمت الموافقة عليها من قِبل الشيخ مطر. الهدف: إعطاء أقصى قدر من الصدى لكتاب “InQarcéré”.

تم إنشاء مجموعة واتسآب لجمع جان بيير مارونجيو وماريو بريرو وفريقه. تُظهر المحادثات أن الكاتب تلقى أجراً. يكتب له موظف في Alp: “يمكننا دفع آخر 2000 يورو في نهاية الأسبوع”، ويطلب فاتورة، بالإضافة إلى أخرى للدفعة السابقة “من 3000 يورو”.

في نهاية عام 2019، تبارك Alp نفسها في تقريرها النهائي لجعل جان بيير مارونجيو، على الرغم من شخصيته المتشددة، “ناشطاً موثوقاً في مجال حقوق الإنسان ضد قطر”.

تمكنت أسماء آريان، ثاني مصدر للصحافي الفرنسي، من مغادرة قطر مع أطفالها. كألمانية من أصل مغربي، عادت إلى ألمانيا وبدأت حملة عامة للإعلان عن احتجاز زوجها الشيخ طلال بشكل تعسفي، إذ حكم بالسجن لمدة 25 عاماً بسبب الديون، على الرغم من أنه ثري.

نظمت مؤتمراً صحافياً في جنيف، حيث التقطت صوراً مع أطفالها أمام مقر الأمم المتحدة. أجرت مقابلات عدة، مع إيان هامل لموقع Oumma.com أو لشبكة فوكس نيوز الأميركية.

في حربها المشروعة في سبيل الإفراج عن زوجها، تلقت أسماء آريان المساعدة من نجم المحاماة: المحامي الأميركي مارك سوموس، الذي كان أستاذاً سابقاً في جامعة هارفارد، وأنشأ في ألمانيا مكتباً متخصصاً في حقوق الإنسان.

تقدم بشكوى ناجحة إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الذي حكم في العام الماضي بأن احتجاز طلال الثاني هو تعسفي.

مارك سوموس كتب تقارير منتظمة عن عمله مع أسماء آريان إلى الجاسوس الإماراتي مطر، الذي يعمل معه أيضاً في قضايا أخرى. في بريد إلكتروني، يتحدث معه عن رحلته المقبلة إلى أبو ظبي في أيلول/ سبتمبر 2019 لعقد اجتماع عمل في وزارة الشؤون الخارجية.

في 25 حزيران 2019، أرسل مارك سوموس إلى مطر نسخة من مقابلة أجرتها أسماء آريان مع قناة “العربية”. يقول مستاء “لم أنصح بذلك”. ويندد بأنها اتهمت قطر بـ “التآمر”، ما يمكن أن يؤثر سلباً على قضيتها أمام الأمم المتحدة. “طلبت منها مرة أخرى أن تتوقف عن ارتكاب أخطاء في وسائل الإعلام. […] سنقوم بتدريب إعلامي جديد لها صباح اليوم”، يختم رسالته. “حسناً، من فضلك أطلب منها حقاً أن تتوقف عن ذلك”، يرد الشيخ مطر.

في حزيران 2019، سأل سوموس الجاسوس الإماراتي ما إذا كان موافقاً على تكلفة 650 يورو شهرياً التي اقترحتها شركة الأمن التي يجب أن تحمي أسماء آريان. “سأوقع العقد وأدفع من حسابي المصرفي الخاص. ليست له أي صلة بدولة الإمارات العربية المتحدة”، يوضح. “أرجو الاستمرار”، يجيب الشيخ مطر. بعد ثلاثة أسابيع، يرسل المحامي إلى الجاسوس عقد إيجار سكن عميلته، ويقترح دفع الإيجار (3630 يورو شهرياً) من “حسابه الخاص”.