موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

وكالة عالمية: الإمارات رتّبت لقاء البرهان ونتنياهو

194

نقلت وكالة “أسوشييتد برس” العالمية للأنباء عن مسؤول عسكري سوداني رفيع المستوى، أنّ اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، برئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان في أوغندا، رتّبته دولة الإمارات.

وصُدم الشارع السوداني، مساء أمس الإثنين، بلقاء جمع البرهان بنتنياهو في أوغندا، قبل أن تتبرأ حكومة عبد الله حمدوك من اللقاء، وتؤكد أنها “تنتظر توضيحات”.

وقال المسؤول السوداني إنّ اللقاء هدف إلى المساعدة في رفع السودان عن قائمة الإرهاب، التي أُدرج عليها في التسعينيات، عندما استضاف لفترة وجيزة زعيم تنظيم “القاعدة” آنذاك أسامة بن لادن وغيره من المتشددين المطلوبين.

وأشارت الوكالة إلى أنّ السودان يائس من أجل رفع العقوبات المرتبطة بإدراجه على لائحة الولايات المتحدة للدول الراعية للإرهاب، وهي خطوة أساسية نحو إنهاء عزلته وإعادة بناء اقتصاده بعد الثورة التي أطاحت بنظام عمر البشير.

ولفت المسؤول، الذي تحدث شرط عدم الكشف عن اسمه لأنه غير مخوّل بالتصريح إلى وسائل الإعلام، إلى أنّ البرهان وافق على لقاء نتنياهو لأنّ المسؤولين اعتبروا أنّ هذا الأمر قد يساعد في تسريع عملية رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب. وأكد أنّ “دائرة صغيرة” من كبار المسؤولين في السودان، وكذلك السعودية ومصر، كانت على علم بالاجتماع.

وعلى الرغم من كشف الاحتلال الإسرائيلي عن اللقاء، إلا أن الحكومة السودانية انتظرت ساعات قبل أن يعلق المتحدث باسمها على ما أكده نتنياهو عبر “تويتر”، حيث أشار إلى أنه اتفق مع البرهان على تطبيع العلاقة بين تل أبيب والخرطوم، فيما كشفت مصادر لـ”العربي الجديد” عن أن رئيس حكومة الاحتلال طلب، خلال اللقاء، من البرهان، السماح كخطوة مبدئية، للطيران الإسرائيلي بعبور الأجواء السودانية.

وفي ردّ فعل أميركي لافت، شكر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، البرهان، “على مبادرته لتطبيع العلاقات مع إسرائيل”، بعد لقائه نتنياهو، موجّهاً إليه دعوة لزيارة واشنطن في وقت لاحق من العام الجاري.

وقال بيان للخارجية الأميركية إنّ حديث بومبيو جاء خلال اتصال هاتفي أجراه مع البرهان، الإثنين. ووفق البيان، “أكد بومبيو والبرهان رغبتهما المشتركة في تحسين مشاركة السودان الفعالة في المنطقة والمجتمع الدولي، والتزامهما بالعمل من أجل إقامة علاقة ثنائية أميركية سودانية أقوى وأكثر صحة”.

وبدأ التكتم الرسمي في السودان على لقاء البرهان بنتنياهو بعدم الإعلان مسبقاً، كما هي العادة، عن زيارة رئيس مجلس السيادة إلى أوغندا.

وفي أول تعليق سوداني رسمي، قال وزير الإعلام السوداني المتحدث باسم الحكومة فيصل محمد صالح، في بيان مقتضب ليل الإثنين، إن الحكومة الانتقالية تلقت عبر وسائل الإعلام خبر لقاء البرهان بنتنياهو في عنتبي الأوغندية.

وأوضح البيان أنه لم يتم إخطار مجلس الوزراء أو التشاور معه بشأن اللقاء، مشيراً إلى أن المجلس ينتظر توضيحات بعد عودة رئيس مجلس السيادة.

ويعد البرهان حليف دولة الإمارات في السودان، حيث كانت أبو ظبي أول دولة تعترف بالمجلس العسكري الذي تشكل برئاسة البرهان بعد الإطاحة بالرئيس السوداني السابق عمر البشير العام الماضي.

وقالت مصادر إسرائيلية إنه تم الاتفاق بين نتنياهو والبرهان على بدء التعاون المشترك، الذي من شأنه أن يؤدي إلى تطبيع العلاقات بين البلدين.

وكانت كشفت مصادر إعلامية إسرائيلية سودانية متطابقة، أن الفريق البرهان غادر إلى العاصمة الأوغندية كمبالا في زيارة غير معلنة تستمر ليوم واحد. وقالت مصادر إن البرهان سيلتقي الرئيس الأوغندي ويناقش معه عددا من الملفات.

وتزامنت زيارة البرهان إلى كامبالا مع وصول نتنياهو إلى أوغندا، لعقد اجتماع مع رئيسها يوري موسيفيني، في زيارة تهدف لتعزيز العلاقات مع الدولة الواقعة في شرق إفريقيا.

وتعتبر السعودية والإمارات من أبرز المانحين للسودان، وقد أودعتا 500 مليون دولار مبدئيا في المصرف المركزي منذ الإطاحة بالبشير، ضمن حزمة مساعدات قيمتها 3 مليارات دولار للحفاظ على نفوذهما في هذا البلد العربي الإفريقي.

وتولّى البرهان في 12 نيسان/أبريل منصبه رئيسا للمجلس الذي أطاح البشير بعدما تنازل الفريق أول ركن عوض ابن عوف عن رئاسته.

وتشير وسائل الإعلام السودانية ومحللون إلى أن البرهان تولى عملية تنسيق إرسال جنود سودانيين إلى اليمن في إطار التحالف السعودي الإماراتي ضد الحوثيين المدعومين من إيران.

وقبل يومين كشفت قناة التلفزة الإسرائيلية “13”، أنّ رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، عرض ترتيب لقاءٍ بين نتنياهو، وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وذلك خلال زيارته إلى تل أبيب، مطلع سبتمبر/ أيلول الماضي.

وعرضت القناة العبرية مقابلة مع آبي أحمد، قال فيها إنه أبلغ نتنياهو بارتباطه بعلاقات صداقة وثيقة مع بن زايد، ويمكن أن يبذل جهوداً لترتيب لقاء بينهما في أديس أبابا.

وقال أحمد، وفقاً لقناة “13”، “عندما التقيت برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تحدثنا حول الكثير من القضايا والملفات، وجئنا على ذكر الإمارات، عندها اقترحت عليه أن أقوم بالتوسط بينه وبين ولي العهد الإماراتي”، والذي وصفه المعلق السياسي للقناة براك رفيد، بأنّه “الحاكم الفعلي للدولة”.

وجاء عرض مقابلة أحمد، في إطار سلسلة من الحلقات التي أعدها رفيد حول العلاقات السرية بين إسرائيل وعدد من الدول العربية التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع تل أبيب، وسيبدأ بثها مساء اليوم الأحد.

وتعهد رفيد بأنّ الحلقات ستكشف قضايا تتعلق بشبكة العلاقات السرية بين إسرائيل ودول خليجية، وتحديداً الدور الذي يؤديه نتنياهو في ذلك.

وكان “مركز دراسة السياسة الخارجية والعلاقات الإقليمية لإسرائيل”(ميتفيم) قد أكد، الأسبوع الماضي، أنّ الإمارات العربية هي أكثر الدول العربية التي وسعت مجالات التعاون مع إسرائيل، العام الماضي.

وفي تقدير موقف أعده الباحث موران زاجا، لفت المركز إلى وجود مظاهر وسمات عامة لطابع التعاون والعلاقات بين تل أبيب وأبوظبي، والتي باتت تشمل المجالات: الدبلوماسية الرسمية، التعاون الأمني والتواصل في مجال السياحة و”الأديان”.

وأشار المركز إلى أنّ “العام 2019 شهد، بشكل خاص، تعاظم التعاون في المجالات المدنية، بشكل دل على حدوث تقارب كبير بين القيادتين، بشكل يشي بتوفر بيئة تسمح بتواصل هذه العلاقات في المستقبل وتطورها”.

وشدد المركز على أنّ ما يدلل على تعاظم العلاقات بين الإمارات وإسرائيل وشمولها المجالات المدنية، حقيقة أنّ وزارة الخارجية في تل أبيب باتت تلعب دوراً مهماً في تطوير هذه العلاقات.

وبيّن المركز أنّ “التعاون مع الإمارات تعاظم بشكل خاص في مجال المبادرات المتعلقة بالأديان ونشر أفكار التسامح”، لا سيما مع إعلان الإمارات عام 2019 “عاماً للتسامح”.

وفي هذا الإطار، نظمت الإمارات مؤتمراً شارك فيه عدد من الحاخامات، بينهم الحاخام الأكبر السابق لإسرائيل شلومو عمار.

ولفت إلى أنه من المنتظر أن تشارك إسرائيل في معرض “إكسبو الدولي 2020” في دبي في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، ما يعد الحدث الأهم على صعيد العلاقات بين الإمارات وإسرائيل، معتبراً أنّ هذا التطور سيسمح بتكريس التعاون في المجال الدبلوماسي والاقتصادي والمدني.

وذكر أنه من المتوقع أن يتم خلال المعرض تدشين فرع لإسرائيل سيظل مفتوحاً لمدة نصف عام لعرض المخترعات الإسرائيلية.