أثارت صحيفة العرب التابعة لدولة الإمارات سخرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب نشرها مقالا بشأن برنامج “أمير الشعراء” وخطأ رئيس لجنة التحكيم علي بن تميم المقرب من دوائر الحكم في أبوظبي.
وذهبت صحيفة العرب إلى حد وصف انتقادات تم توجيهها إلى بن تميم على خلفية خطأ ارتكبه علنا، بأن ذلك يندرج في إطار “حملة إخوانية لتصفية الحساب مع برنامج أمير الشعراء والإمارات!”.
وانتقد مغردون ربط أي انتقادات حتى لو كانت لغوية أو علمية إلى شخصيات إماراتية بالتنظيمات الإسلامية ودوائر المعارضة للإمارات كعادة الإعلام الإماراتي منذ سنوات.
ونشرت صحيفة العرب مقالا مطولا جاء فيه أن “مواقع محسوبة على الإخوان وقطر استغلت نقاشا في البرنامج ذائع الصيت أمير الشعراء حول رسم الهمزة لشن حملة على بن تميم وعلى الإمارات”.
بل أن الصحيفة اعتبرت أن الانتقادات إلى البرنامج الإماراتي “توحي بأن التهدئة التي حصلت في الأشهر الماضية لم تكن التزاما بالمصالحة بين قطر وشركائها الخليجيين، ولكن هدنة ظرفية تنتظر الحملات المغرضة انتهاءها لتعاود الظهور!”.
وأبرز مغردون حرص الإعلام الإماراتي على زرع الفتنة في مسار المصالحة الخليجية وتضخيم أي انتقادات موجهة للإمارات وشخصياتها من أجل التحريض على وحدة الموقف الخليجي.
يشار إلى أن قضية برنامج أمير الشعراء انطلقت بجدل حول رسم الهمزة في بيت تضمنته قصيدة لشاعر شاب ليبي اسمه عبدالسلام أبوحجر الذي يقول “ويعجبني في الذكريات سخاؤُها إذا شحت الأوقات في الذهن تغدقُ”.
وفيما قرأ الشاعر الهمزة بصيغة الرفع، قال علي بن تميم إنها منصوبة، وقال عضو آخر من لجنة البرنامج إنها مجرورة، وجرى جدل لغوي داخل اللجنة حول الصيغة الأصح.
بعد ذلك، قال علي بن تميم إنه أراد امتحان الشاعر وقدراته اللغوية بتغيير الشكل من الرفع إلى النصب، وأن الأمر ليس لحنا ولا تعسّفا على اللغة.
وكان علي بن تميم اعتبر على حسابه في تويتر أن “الحملة التي تشن ضدي تأتي ضمن مساعي جماعة الإخوان، وأذرعها لإثارة الفتن ونشر الكراهية ومحاولاتها تشويه سمعة كل من يقف ضدها ويرفض أفكارها”.
وتجاهل بن تميم ما تعرض له من انتقادات من مغردين إماراتيين ذهبت حد الدعوة إلى إقالته من منصبه بسبب جهله الصريح بأبسط قواعد اللغة العربية أنه لا يعد الرجل المناسب في المكان المناسب.
المغرد “بو غيث” طالب بإقالة ابن تميم من رئاسة مركز اللغة العربية، أكد أن “الجميع يعلم بأن المتسابق كان على حق، وأن الدكتور واللجنة التي معه أخطأت”، معقِّباً بأن “تبرير الخطأ بوجود اختبار للأعصاب (لهذا المتسابق دون غيره) أسوأ من الخطأ نفسه ومكابرة”.
وتابع بو غيث: “أظن بأن هناك من الكفاءات الإماراتية من هو أجدر بمنصب رئيس مركز اللغة العربية بأبوظبي”.
@MohamedBinZayed@ABZayed
الجميع يعلم بأن المتسابق كان على حق
و أن الدكتور واللجنة التي معه أخطأتو تبرير الخطأ بوجود إختبار للأعصاب (لهذا المتسابق دون غيره) أسوأ من الخطأ نفسه ومكابرة
أظن بأن هناك من الكفاءات الإماراتية من هو أجدر بمنصب رئيس مركز اللغة العربية بأبوظبي #إحراج https://t.co/vdQigtEtFW
— بـو غـــيــــث (@BU_GHAITH734) January 1, 2023
ولاقى مقترح بو غيث تأييداً من قبل العديد من المغردين الإماراتيين، حيث كتب بو حريب: “شكراً للدكتور علي، لكن هناك من هو أجدر منه”.
ويرى بو حريب أن “الدكتور علي واللجنة التي معه لم يخطئوا في الموقف فقط؛ بل تسببوا دون إدراك منهم إلى سيل من الهجوم على بلادنا ، وتلميح أعدائنا بأن برامجنا متحيزة وموجهة حسب الأهواء و بأن هناك دعم للمخطئ وتغطية على اخطائه وإسكات الأفواه، وهذا غير صحيح”.
حساب “مستر كاش” علق قائلاً: “صدقك، مثل هذه المناصب التي تعكس سمعة للإمارة لغوياً وثقافياً؛ لابد و أن يكون ممثلها يعطي جودة وقوة وجدارة، وان يكون منا وفينا حط تحتها ستين خط، مب ميووب من برع (ليس متعاقداً من خارج البلاد)”.
من جانبه كتب سلطان السعيدي للدكتور علي بن تميم: “للأسف انت تمثل دولة غالية اسمها الإمارات العربية المتحدة ووالله انها تستحق الأفضل وليس الترقيع بعد الجهل”.
أما حساب حسينوه فعلّق ساخراً: “ذكرني بأيام المدارس بعض المعلمين يغلطون ويوم تنبهه يقولك لا انا أدري بس اختبر تركيزك”.
وعلي بن تميم أكاديمي وناقد إماراتي، مقرب من السلطات في أبوظبي، وقد عمل مديرا عاما لشركة أبو ظبي للإعلام من ديسمبر 2016 إلى 2019، ويشغل حالياً رئيس تحرير موقع 24 الإخباري الأمني، إلى جانب رئاسة مجمع أبوظبي للغة العربية.