موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

أنور قرقاش.. ذراع الإمارات المشبوه لدفع الرشاوي والصفقات الفاسدة

345

كشف تحقيق دولي عن الدور المشين للمسئول الإماراتي أنور قرقاش في دفع رشاوي لشراء ذمم مسئولين أوروبيين ودفع إبرام صفقات فاسدة منها الصفقات العسكرية.

وسلط التحقيق الذي نشرته مجلة Gli Stati Generali الأوروبية، الضوء على السجل الأسود لأنور قرقاش الذي شغل لسنوات طويلة منصب وزير الدولة للشئون الخارجية، وحاليا منصب مستشار رئيس الإمارات للشئون الدبلوماسية.

وقال التحقيق إن الإمارات ومن خلال قرقاش ترتبط بقائمة طويلة وعلاقات مشبوهة مع جماعات الضغط الدبلوماسية، بهدف التأثير على موقف الاتحاد الأوروبي بشأن العديد من القضايا الدولية في العقود الأخيرة.

وذكر أن هنالك أبطال لجماعات الضغط والمقصود هنا الشخصيات التي بفضل الأموال التي يمكن أن تنفقها، تلعب دورا حاسما في التأثير على السياسة الأوروبية، وأنور قرقاش هو بلا شك أحد أهمهم.

علاوة على ذلك، كان قرقاش لسنوات عنصرا مركزيا في آلية تأثير الإمارات على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وهي آلية معقدة تعتمد على مشاركة دبلوماسيين سابقين في الاتحاد الأوروبي في مجالس إدارة المنظمات التي تروج للسياسة الخارجية الإماراتية وعلاقاتها الاستراتيجية.

وأظهر التحقيق أن “أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية” (AGDA) وهي مدرسة للدبلوماسية الدولية ومركز أبحاث تموله حكومة أبو ظبي، يديرها (حتى فبراير 2022) برناردينو ليون جروس الممثل الخاص السابق لجنوب البحر الأبيض المتوسط للاتحاد الأوروبي، والمبعوث الخاص السابق للأمم المتحدة إلى ليبيا، والأمين العام لرئاسة الحكومة الإسبانية ووزير الدولة للشؤون الخارجية.

وقد تم إقناع ليون بتولي منصبه في عام 2015 براتب قدره 35 ألف جنيه إسترليني، بالإضافة إلى بدل سكن يبلغ حوالي 130 ألف جنيه إسترليني. ثمن يستحق وزنه بالذهب، لأن ليون يقبل موقف بلد يدعم فصيلا من المتنافسين في الحرب الأهلية الليبية التي تحاول بعثتها في الأمم المتحدة إيقافها.

تهدف أكاديمية قرقاش إلى تدريب الأجيال الجديدة من الدبلوماسيين ورؤساء الحكومات ودعم وزارة الخارجية والتعاون الدولي في دولة الإمارات.

ويقصد بذلك أن الأكاديمية تريد تدريب الدبلوماسيين الأجانب على اتباع الخط السياسي للإمارات: يجلس في مجلس إدارتها الفرنسي جان دافيد ليفيت، مستشار دبلوماسي للرئيسين شيراك وساركوزي، سفير فرنسا لدى الولايات المتحدة والممثل الدائم لفرنسا لدى الأمم المتحدة.

قرقاش هو عنصر أساسي في استراتيجية الهجوم على دولة قطر وفرض الحصار عليها من قبل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر.

وقد عمل قرقاش في التأثير على موقف الولايات المتحدة الأمريكية من حصار قطر كونه يحافظ على علاقة ودية مع كيليان فيتزباتريك كونواي مدير حملة دونالد ترامب ومستشاره السياسي.

وعندما تفشل مكائد كونواي ومستشاري ترامب الآخرين (إليوت برويدي وجورج نادر)، في التعامل مع محمد بن زايد آل نهيان – الزعيم الفعلي للإمارات منذ عام 2014، منذ يونيو 2022 رسميا رئيسا – يتعين على قرقاش الإسراع في نفي أي تورط إماراتي في إنشاء مجموعة ضغط على ترامب لدعم الخط المتشدد ضد قطر.

قبل أن يثبت نفسه كسياسي وعضو في جماعات الضغط، أسس قرقاش نفسه كرائد أعمال: حتى عام 2019 هو ترأس مشاريع اقتصادية ومستورد لأرقى العلامات التجارية والموزع الحصري لشركة جي أيه سي موتور (أكبر مصنع للسيارات في الصين).

ومنذ مايو 2019، شاركت مشاريع قرقاش في تشكيل مجموعة أعمال تجار السيارات، التي تأسست تحت رعاية غرفة تجارة دبي.

في ديسمبر 2022، وقعت أكاديمية أنور قرقاش مذكرة تفاهم مع وكالة الإمارات للفضاء بهدف تطوير برامج مشتركة وأوجه تآزر وتنظيم ندوات يدعى إليها متحدثون دوليون، مما يزيد من مكانة الأكاديمية وتأثيرها، فضلا عن المعرفة في مجال التكنولوجيا (المفيدة أيضا للأغراض العسكرية) لبيئة قرقاش.

دخل السياسة رسميا في عام 2006 كوزير دولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي. وفي شباط/فبراير 2008، عين وزير دولة للشؤون الخارجية ووزير دولة لشؤون المجلس الوطني. في فبراير 2016 أصبح وزير الدولة للشؤون الخارجية مرة أخرى.

تم تطوير عمله السياسي بشكل رئيسي في وزارة الخارجية والتعاون الدولي لدولة الإمارات، وبعد التعديل الحكومي في عام 2016، أصبح قرقاش وجه الحملة الإنسانية العسكرية الإماراتية في اليمن.

أقيل قرقاش من منصب وزير الدولة للشؤون الخارجية في فبراير 2021، ليصبح مستشارا دبلوماسيا للرئيس محمد بن زايد آل نهيان، وهو المنصب الذي يسمح له بقناة مباشرة مع واشنطن.

أحد العوامل الرئيسية في القضية اليمنية هو العلاقات التي تحتفظ بها أبو ظبي وقرقاش مع الرئيس آنذاك دونالد ترامب.

ترحب الإمارات بنية ترامب الراسخة بمواصلة التدخل العسكري الأمريكي في الصراع اليمني، باستخدام حق النقض ضد قرار مخالف في الكونغرس.

على الجبهة الإقليمية، يلعب القرب من ترامب دورا مهما في التزام قرقاش بالمساعدة في تطبيع العلاقات مع إسرائيل، في عملية تتوج، في عام 2020، بتوقيع اتفاقيات إبراهيم.

وهكذا تحصل أبو ظبي على موافقة اللوبي القوي لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية على بيع الأسلحة الأمريكية إلى الإمارات، والتي ستشتري في ديسمبر 2020 خمسين طائرة من طراز F-35 وطائرات بدون طيار وأسلحة خفيفة مقابل 23000 مليون دولار.

تبرز الإمارات في استخدام جماعات الضغط من أجل التأثير بشكل حاسم على القرارات الأوروبية على مدى ربع القرن الماضي، وهو إنجاز تحقق من خلال منح الهدايا والتعيينات لبعض الشخصيات الرئيسية التي تخفي الفساد وتضارب المصالح.