أبرزت وكالة “بلومبيرغ” الأميركية تصاعد الخلافات بين دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية داخل منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك في وقت لوحت فيه أبو ظبي بالانسحاب من تحالف أوبك +.
وذكرت الوكالة أنه من غير الواضح ما إذا كان التحذير عبارة عن مناورة لفرض مفاوضات حول مستويات الإنتاج، أو أنه يمثل مناقشة سياسية حقيقية.
إذ لم يعط المسؤولون الإماراتيون أي إشارة علنية إلى أنهم يناقشون عضويتهم في أوبك، ناهيك عن التخطيط للمغادرة، فيما أبلغوا وسائل الإعلام بهذا التوجه بشرط عدم ذكر أسمائهم، مما يتيح مجالاً للمناورة إذا أرادت الدولة لاحقاً أن تغير مسار بحثها.
تصاعد التوتر بين الرياض وأبو ظبي منذ أواخر الصيف، عندما زادت الإمارات إنتاجها فوق حصتها في أوبك+، مما دفع جارتها إلى التحذير الشديد. الآن، يبدو أن التوتر قد تصاعد مع تزايد إحباط صانعي السياسات الإماراتيين مما يرون أنه تخصيص غير عادل لأهداف الإنتاج.
يأتي ذلك في لحظة حساسة بالنسبة لأوبك +، التي عززت أسعار النفط باتفاق تاريخي لخفض الإمدادات لتعويض تأثير الوباء على الطلب. وأي علامات على حدوث تصدعات في التحالف ستقوض السوق الهشة بالفعل.
يتعين على المجموعة أن تقرر في الأسبوعين المقبلين ما إذا كانت ستمضي قدماً في زيادة الإنتاج المنصوص عليها في صفقة أبريل/ نيسان، أو تأجيلها. حتى الآن، أشارت الرياض وموسكو إلى أنهما على استعداد لتأجيل الزيادة مع استمرار الوباء في استنزاف الطلب.
في وقت سابق، ذكرت شركة إنتليجنس الاستشارية أن الإمارات تدرس إيجابيات وسلبيات عضوية أوبك. ولم يتسن الاتصال بأحد في وزارة النفط للتعليق.
تتخذ الإمارات خطاً بعيداً بشكل غير معتاد عن جارتها الخليجية – والزعيم الفعلي لمنظمة البلدان المصدرة للنفط – المملكة العربية السعودية.
بينما قالت الرياض إن المجموعة بحاجة إلى أن تكون استباقية وجاهزة للعمل، بدا وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي أكثر حذراً، قائلاً إنه يجب أن يقتنع الجميع أولاً بضرورة تأجيل زيادة الإنتاج المقرر مبدئياً في يناير/ كانون الثاني 2021.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، أبلغت لجنة من وزراء أوبك + المجموعة بتوخي الحذر بشأن السوق على الرغم من ارتفاع أسعار النفط.
وقالت اللجنة في بيان “يتعين على جميع الدول المشاركة توخي اليقظة والاستباقية والاستعداد للتصرف عند الضرورة لمتطلبات السوق”.
ارتفع النفط إلى أعلى مستوياته منذ أوائل سبتمبر/ أيلول يوم الأربعاء بسبب المزيد من المؤشرات على زيادة الطلب في الصين والهند ودول آسيوية أخرى، واحتمال إيجاد لقاح لفيروس كوفيد. أغلق غرب تكساس الوسيط عند 41.82 دولاراً للبرميل، بينما أغلق خام برنت عند 44.34 دولاراً.
كما أصر المزروعي على أن المنتجين المتعثرين يجب أن ينفذوا تخفيضات غير مكتملة في الإمدادات – ربما كانت انتقادات بسبب التوبيخ العلني الذي تلقاه من المملكة في الصيف، بعد أن تخلت الإمارات عن التزاماتها. كما قالت المملكة العربية السعودية إن جميع الأعضاء، بشكل جماعي، بحاجة إلى الوفاء بتعهداتهم.
غالباً ما تتميز الفترة التي تسبق اجتماعات أوبك بقرارات اللحظة الأخيرة، وقد يتبدد هذا الصراع، كما حصل في السابق. لكن الشروخ الناشئة في شراكة رئيسية ستكون تطوراً مقلقاً للكارتل، وفق بلومبيرغ.