أكدت مجلة أمريكية واسعة الانتشار، أن إنهاء الحرب الأهلية في السودان يتطلب الضغط على دولة الإمارات التي “تعمل على إطالة أمد الحرب” خدمة لمؤامراتها من خلال تسليح ميليشيات المتمردين الوحشيين من قوات الدعم السريع.
ونشرت مجلة “فورين بوليسي” مقالا تحليلا بعنوان (لإنهاء حرب السودان.. الضغط على الإمارات)، أكدت فيه أنه يتعين على المجتمع الدولي أن يتوقف عن التغاضي عن دعم أبوظبي لإطالة أمد الحرب في السودان.
قالت المجلة إن السودان الذي مزقته حرب كارثية، يعاني الآن “استجابة إنسانية فاشلة ومُسيّسة”، لافتةً إلى أن الأزمة المستمرة هناك وصلت إلى أبعاد كارثية، ومع ذلك تظل استجابة المجتمع الدولي غير كافية على الإطلاق، مُشدّدةً على أن إيقاف الحرب يتطلب “ضغطاً على الإمارات”.
وأبرزت أن سلسلة من الأخطاء والمناورات السياسية أدت إلى “تقويض الجهود الرامية إلى تقديم المساعدة لأولئك الذين هم في حاجة ماسة إليها”، وأنّه لم تتم محاسبة قوات الدعم السريع عن كثير من أعمال العنف، وعن مواصلة تدمير احتياطيات البلاد الغذائية، مطالباً بـ”اهتمامٍ فوري وتحولٍ جذري في النهج من جانب القادة والمؤسسات العالمية”.
وبحسب المجلة فإن جوهر هذا الفشل يتمثّل بـ”التأخّر المستمر لمجلس الأمن في معالجة النتائج التي توصّلت إليها لجنة الخبراء بشأن السودان”، مُذكّراً بأن هذه النتائج “توثّق مزاعم موثوقاً بها بشأن تورط الإمارات في انتهاك حظر الأسلحة المفروض على دارفور، من خلال تزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة والذخيرة”.
وأكدت أن هذا التسويف لا يقوّض الحالة الطارئة للأزمة فحسب، بل يسمح أيضاً للتدخل الخارجي المحتمل بـ”الاستمرار من دون رادع”، مشيرةً إلى أنّ المناقشات “لا تقدم آلياتٍ جديدة لفرض إنهاء الهجمات على المدنيين”، في الوقت الذي تُعَدّ الجهود الدبلوماسية حاسمة، بحسب ما جاء في مقال المجلّة.
ونبهت إلى “الافتقار إلى المساءلة لأولئك الذين يرتكبون العنف ويستغلون المجاعة سلاحاً يؤدي إلى تفاقم أزمة السودان”، مشيرةً إلى أن “الدعم السريع تواصل أعمالها من دون عقاب، وتستمر في تدمير احتياطيات البلاد من الغذاء، في حين شهدت المناطق، التي لا تزال تحت سيطرة القوات المسلحة السودانية، محاصيل طبيعية”.
ووفق مقال “فورين بوليسي” فإن من الأهمية بمكان “وقف إمدادات الأسلحة من الإمارات لقوات الدعم السريع عبر تشاد”، وخصوصاً في مطار “أمجراس”، حيث يُقال إنّ طائرات الشحن الجوي الإماراتية تهبط وتفرغ الأسلحة التي يتم نقلها بعد ذلك عبر الحدود إلى معاقل قوات الدعم السريع في دارفور”.
وقال المقال إن “النهج الحالي في التعامل مع حرب السودان فاشل”، داعياً إلى محاسبة الإمارات و”الدعم السريع” على جرائمهما بحق المدنيين في السودان”.
وأضافت “أن الجهود الدولية المتضافرة والموحدة لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع من شأنها أن تمهد الطريق للسلام والاستقرار الدائمين، وتخفيف معاناة الشعب السوداني”.