اتهم الحرس الثوري الإيراني كلا من باكستان والسعودية والإمارات “بدعم منفذي هجوم زاهدان، بأوامر أميركية وإسرائيلية”، وتوعد “بإجراءات مختلفة” ضدهم.
وقال قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري “إن السعودية والإمارات، وبأوامر من أميركا وإسرائيل، دعمتا منفذي هجوم زاهدان”، وأضاف أن تعامل طهران مع البلدين “سيختلف كليا، وستكون هناك إجراءات مختلفة بعد الهجوم”.
وأوضح أن من نفذوا هجوم زاهدان يتمتعون بحماية ودعم الأجهزة الأمنية الباكستانية، وأشار إلى أن على باكستان تغيير تعاملها مع الإرهابيين، وإلا فإن إيران ستتحرك وتتخذ إجراءات مختلفة.
وفي تصريحات بثها التلفزيون الحكومي الإيراني اتهم جعفري “القوات الأمنية الحكومية الباكستانية بدعم الجماعة المسلحة التي نفذت هجوما انتحاريا أودى بحياة 27 من أفراد الحرس الثوري في محافظة سيستان بلوشستان.
وقال اللواء جعفري “إن الحكومة الباكستانية آوت هذه العناصر الخطرة على الإسلام وعلى الثورة في المنطقة، وتعلم أين مواقعها، وتحظى بدعم القوات الأمنية الحكومية الباكستانية”. في إشارة إلى جماعة “جيش العدل” التي تبنت الهجوم.
وأضاف أنه “على الحكومة الباكستانية أن تتحمل مسؤولية هذه الجريمة التي نفذتها هذه العناصر”. وتابع اللواء جعفري “لا شك إن لم يعاقبهم الباكستانيون، فسيتم تنفيذ إجراءات انتقامية من هذه العناصر المعادية للثورة، وسترى الحكومة الباكستانية تبعات دعم العناصر المعادية للثورة”.
وأدلى جعفري بهذه التصريحات على هامش مراسم لتشييع ضحايا الاعتداء الذين دفنوا بعد صلاة الظهر في محافظة أصفهان في المدينة التي تحمل الاسم نفسه وسط إيران.
وأشار في تصريحاته أيضا إلى “المؤامرات المدعومة من قبل الدول الرجعية بالمنطقة، خاصة السعودية والامارات، وبأوامر من أميركا والكيان الصهيوني”، مؤكدا أن “نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية وانتقاما لدماء هؤلاء الشهداء، سيقوم من المؤكد بإجراءات انتقامية”.
وفي سبتمبر الماضي قال التلفزيون الرسمي في إيران إن وزارة الخارجية استدعت القائم بالأعمال الإماراتي بسبب تصريحات حول هجوم العرض العسكري الذي أسفر عن سقوط 25 قتيلا بينهم أفراد في الحرس الثوري.
وذكر تلفزيون (برس تي في) الرسمي، أن القرار اتخذ بسبب تصريحات أدلى بها مسؤول إماراتي لم يذكر اسمه. واتهم مسؤولون إيرانيون دولا عربية خليجية تساندها الولايات المتحدة بدعم منفذي الهجوم الذي وقع السبت، حسب وكالة رويتر للأنباء.
وكان عبد الخالق عبد الله أستاذ العلوم السياسية الإماراتي والمستشار السابق لولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، قد أثار جدلا كبيرا بعد أن نشر على “تويتر”، بعد انتشار خبر الهجوم على عرض عسكري في الأحواز جنوب إيران، الذي خلف عشرات القتلى و الجرحى، قائلا: “10 قتلى عسكريون في هجوم على عرض عسكري بمدينة الأهواز جنوب غربي إيران. الهجوم على هدف عسكري ليس بعمل ارهابي ونقل المعركة الى العمق الإيراني خيار معلن وسيزداد خلال المرحلة القادمة.
بدوره قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، إنّ الجماعة التي تقف وراء هجوم العرض العسكري في الأهواز جنوب غربي البلاد “تلقّت دعماً مالياً وعسكرياً من دول خليجية”، دون أن يسميها.
وأضاف روحاني أن “أميركا توفر موارد لدول الخليج، لارتكاب مثل هذه الجرائم”.
وأطلق أربعة مسلحين النار، صباح أمس السبت، مستهدفين عرضاً عسكرياً أُقيم في الأهواز في محافظة خوزستان جنوب غربي إيران، ما أدى إلى مقتل 29 شخصاً فضلاً عن إصابة 57 آخرين، من المدنيين والعسكريين على حد سواء، بينما توعّدت طهران بالرد.
ووجهت إيران أصابع الاتهام لـ”المنظمة الأحوازية”، وهي جهة انفصالية معارضة، بالوقوف وراء الهجوم، في حين أعلنت “حركة النضال العربي لتحرير الأحواز”، في تغريدة على “تويتر”، عن مسؤوليتها عنه، ومن ثم أعلن تنظيم “داعش” الإرهابي المسؤولية عنه أيضاً.
وقال المتحدث الأول باسم القوات المسلحة الإيرانية أبو الفضل شكارجي، للتلفزيون الإيراني، السبت، إنّ دولتين خليجيتين متورطتان في تدريب وتنظيم ودعم منفذي العملية، موجهاً أصابع الاتهام كذلك لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد)، وللولايات المتحدة الأميركية.
واتهم روحاني، الولايات المتحدة الأميركية، بأنّها “تريد إثارة انعدام الأمن في إيران”، مشدداً على أنّها “لن تنجح”.
وقال إنّ “أميركا تعتقد أنّ من يملك القوة، يمكنه أن يعمل دون عقاب في كل أنحاء العالم”.
وتوعّد الرئيس الإيراني بأنّ بلاده “سترد على هذه الجرائم في سياق القانون والمصلحة الوطنية”، وشدد على أنّ “إيران ستحاول التغلب على العقوبات، وتجعل أميركا تندم على موقفها العدواني”، بحسب قوله.