موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

اجتماع إماراتي إسرائيلي في بروكسل بهدف التنسيق الدعائي للتحريض على المقاومة الفلسطينية

453

كشفت مصادر دبلوماسية متطابقة عن انعقاد اجتماع إماراتي إسرائيلي في العاصمة البلجيكية بروكسل بهدف التنسيق الدعائي للتحريض على فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة لا سيما مرحلة ما بعد حركة المقاومة الإسلامية “حماس” وفق الخطط الإسرائيلية.

وذكرت المصادر ل”إمارات ليكس”، أن الاجتماع ضم ستة من الإعلاميين ومن يقدمون أنفسهم محللين وباحثين سياسيين موالين لدولة الإمارات وينخرطون بأشكال مباشرة وغير مباشرة في برامج وأنشطة وسائل الإعلام الممولة من أبو ظبي.

وبحسب المصادر فإن من بين الحضور في الاجتماع كل من الوزير السابق في الحكومة الفلسطينية إبراهيم أبراش والإعلامي الفلسطيني رمضان أبو جزر الذي يعد أحد أبرز مرتزقة الإمارات في التحريض والمجال الدعائي، والناشط الفلسطيني في دعم التطبيع باسم عيد، إلى جانب الإعلامي العنصر في الاستخبارات السعودية عبد العزيز الخميس أحد عرابي التطبيع بتوجيهات إماراتية.

في المقابل شارك في الاجتماع مسئولين وصحفيين إسرائيليين في مقدمتهم أوفير جيندلمان المتحدث باسم رئيس الحكومة للإعلام العربي.

وذكرت المصادر أن الاجتماع ركز على تنسيق الجهود الإماراتية الإسرائيلية لتصعيد خطط التحريض والتشويه ضد فصائل المقاومة الفلسطينية بما في ذلك التعامل مع تطورات الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ عشرة أشهر.

وأفادت المصادر بأن إسرائيل تنسق مع الإمارات في هذه المرحلة في الخطط الدعائية لمرحلة ما بعد حكم حركة حماس في قطاع غزة وزيادة الضغط الإعلامي على الحركة وتقديم شخصيات من داخل غزة وخارجها لمحاولة تصدر المشهد الترويجي للخطط الإسرائيلية.

وأشارت المصادر إلى أن الاجتماع يأتي ترجمة لزيارة علنية قام بها الخميس وأخرى سرية لمسئولين إماراتيين إلى إسرائيل الشهر الماضي لبحث الرؤية والخطط الإعلامية والدعائية.

إبراهيم أبراش ورمضان أبو جزر في بروكسل

ويتزامن ذلك مع استنفار الذباب الالكتروني الإماراتي منذ أسابيع برزت في إنشاء عشرات الحسابات الوهمية على مواقع التواصل الاجتماعي للتعليق على تطورات الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة.

وتكشف متابعة تغريدات الذباب الالكتروني الإماراتي إجماعها على ثلاثة أهداف رئيسية: شيطنة المقاومة الفلسطينية ودعم إسرائيل إلى جانب الترويج للدور الإنساني المزعوم لأبوظبي في غزة.

وعمد الذباب الالكتروني الإماراتي إلى تكثيف حملات التحريض على الفصائل والمقاومة الفلسطينية عبر انتحال أسماء فلسطينية وهمية من أجل بث بذور الفتنة وتأليب الرأي العام المحلي في غزة على المقاومة.

وينطلق النشاط الإماراتي المشبوه من التحريض على المقاومة عبر تحميلها مسئولية تدمير غزة وأنها في خدمة كبار المسئولين فقط فضلا عن اتهامها بسرقة المساعدات الإنسانية.

في المقابل تقلل تغريدات الذباب الالكتروني الإماراتي من عمليات المقاومة الفلسطينية وصمودها في مواجهة المجازر وآلة القصف والتدمير الإسرائيلية.

وإلى جانب دعم إسرائيل وجيشها في مجازره اليومية بحق سكان قطاع غزة، فإن أنشطة الذباب الالكتروني الإماراتي تقوم بقوة على الترويج لمساعدات الإمارات وتبييض صورتها الملطخة بعار التطبيع.

وسخرت دولة الإمارات منذ أشهر ولا تزال أدواتها الإعلامية والسياسية المشبوهة من أجل أن تشيطن المقاومة الفلسطينية في وقت يتصاعد التنديد الشعبي في الدولة لتمسك نظام أبوظبي بالتطبيع مع إسرائيل.

إذ شن عراب التطبيع في الإمارات رئيس لجنة الدفاع والداخلية والخارجية في المجلس الوطني الاتحادي علي راشد النعيمي، هجوماً شديداً على المقاومة الفلسطينية، وتحديداً حركة حماس، زاعما أن “إسرائيل وُجدت لتبقى”.

وشارك النعيمي في مؤتمر صحفي خاص عبر الإنترنت نظمته الجمعية اليهودية الأوروبية (EJA) ولجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (AIPAC)، وأدلى بتصريحات مثيرة للجدل ضد المقاومة الفلسطينية.

وقال النعيمي إن اتفاقات التطبيع ليست في خطر وسط حرب إسرائيل الدموية على قطاع غزة، زاعما أن “الاتفاقات (التطبيعية) هي مستقبلنا. إنها ليست اتفاقية بين حكومتين، ولكنها منصة نعتقد أنها يجب أن تغير المنطقة”.

وأضاف أنه يريد من الجميع “أن يعترفوا ويقبلوا بأن إسرائيل موجودة لتبقى وأن جذور اليهود والمسيحيين ليست في نيويورك أو باريس بل هنا في منطقتنا”. زاعماً “إنهم جزء من تاريخنا ويجب أن يكونوا جزءاً من مستقبلنا”.

وزعم النعيمي، المقرب من دوائر صنع القرار في أبوظبي، أن الإمارات تريد تغيير النظام التعليمي والسرد الديني.

وليست هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها النعيمي عن تغيير النظام التعليمي بما يتوافق مع التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي؛ فقد اقترح في يناير 2021 -بعد أربعة أشهر من توقيع اتفاقية التطبيع- بتغيير المنهج لإنهاء ما أسماه “التطرف الإسلامي”.

وقال حينها إن “التعليم يمثل خط الدفاع الأول ضد أي تهديد، في منطقة لا تزال تعاني من الفكر المتطرف”.

وتعليقاً على الاحتجاجات الرافضة للحرب الإسرائيلية على غزة، قال النعيمي “نحن بحاجة إلى أولئك الذين يؤمنون بالسلام في أوروبا والولايات المتحدة وفي كل مكان لمواجهة خطاب الكراهية الذي نراه في المظاهرات في باريس ولندن”.

وبشأن عملية طوفان الأقصى، التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر، قال النعيمي إنه “من المهم للغاية أن نفهم أن هناك أعداء لما نقوم به. فهذه المنظمات الإرهابية لا تحترم حياة الإنسان. ولا تسمح لهم بتحقيق أهدافهم”.

وأضاف: “لن يوافق أي شخص لديه شعور إنساني وحس سليم على الهجوم الإرهابي البربري الذي ارتكبته حماس في 7 أكتوبر: لا أحد”. زاعماً أن “الأعداء” استغلوا الحرب، وأن هناك فرقا بين حماس والشعب الفلسطيني.

ويمثل النعيمي أحد أذرع أبوظبي لمهاجمة الإسلام والتحريض على المسلمين في أوروبا، حيث يرأس مركز “هداية” لمكافحة التطرف، الذي يقوده عدد من المتطرفين الأوروبيين الداعمين لطرد المسلمين من أوروبا.

ووقعت الإمارات اتفاقية تطبيع علني مع إسرائيل في سبتمبر 2020، تبعها عشرات اتفاقيات التعاون في عدة مجالات، وصولاً إلى اتفاقية التجارة الشاملة، لتكون أول دولة عربية توقع مثل هذه الاتفاقية مع تل أبيب.

ولم تقم أبوظبي بأي إجراء دبلوماسي رداً على الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة، عدا عن بيانات إدانة واستنكار وتجاهلت كل المطالب العربية والإسلامية بضرورة قطع العلاقات مع إسرائيل.