احتفت القناة الرسمية الأولى الإسرائيلية بأسلوب جديد انتهجه النظام الحاكم في دولة الإمارات لتكريس التطبيع الثنائي مع إسرائيل.
وعرضت القناة الإسرائيلية مقطع فيديو وجهه الناشط الاماراتي وائل الشريف تحدث فيه باللغة العبرية عن سعي النظام الإماراتي لإقامة علاقات مع إسرائيل وتعزيز التطبيع معها.
وقالت القناة إن الشريف تم تجنيده من قبل السفير الاماراتي لدى الولايات المتحدة الأمريكية يوسف العتيبة الذي طلب منه تسجيل وبث مقاطع بالعبرية لتوجيه رسائل مباشرة إلى عامة الإسرائيليين.
وقبل أيان سعت دولة الإمارات عبر مقال غير مسبوق للعتيبة تم نشره في صحيفة إسرائيلية إلى تسويق نفسها لدى الرأي العام الإسرائيلي واستعراض دعم حكامها للتطبيع.
وأفردت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية النصف العلوي من الصفحة الثانية لمقال للعتيبة الذي يعد أحد أكبر مؤيدي التطبيع مع إسرائيل وتربطه علاقات جيدة مع السفير الإسرائيلي في واشنطن رون دريمير.
وبدل استعراض موقف إماراتي تاريخي مؤيد للقضية الفلسطينية، اختار العتيبة تسويق سياسات النظام الحاكم في الإمارات والقائمة على دعم عار التطبيع ومناهضة حركات المقاومة الفلسطينية والعربية.
وقال العتيبة في مقالته: “أبدت الإمارات على مدار سنوات تأييداً غير محدود للسلام في المنطقة. لقد ساهمنا في الجهود وتقليص النزاعات، وساعدنا في توفير المحفزات، الجزر بدلاً من العصي، وركزنا الجهد على الأمور التي يمكنها أن تساعد كل الأطراف”.
وأضاف “لقد عارضنا بشكل مثابر وناشط العنف: صنفنا حزب الله (اللبناني) كمنظمة إرهابية، وشجبنا تحريض حركة حماس (الفلسطينية)، واستنكرنا الاستفزازات الإسرائيلية، وبقينا طيلة الوقت مؤيدين متحمسين للشعب الفلسطيني ومريدين لمبادرة السلام العربية”.
واستذكر العتيبة أنه كان واحداً من بين ثلاثة سفراء عرب شاركوا وحضروا إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب تفاصيل خطة “صفقة القرن” لتصفية القضية الفلسطينية.
وروح السفير الإماراتي لنفسه بأنه عمل مع إدارة الرئيس باراك أوباما على خطط لخطوات بانية للثقة، تعود بالفوائد الكبيرة على إسرائيل – على صورة علاقات مشتركة مع الدول العربية – مقابل حكم ذاتي موسع واستثمارات في فلسطين.
وحاول العتيبة تقديم الإمارات كمعارض –علنا على الأقل- لخطة الحكومة الإسرائيلية ضم أراض فلسطينية والتي تستهدف تقويض أي فرص لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وقال بهذا الصدد “تحدث قادة إسرائيليون بحماس عن التطبيع مع الإمارات العربية المتحدة ودول عربية إضافية. لكن هذه الأقوال تتناقض مع خطة الضم الإسرائيلية”.
وأضاف أن خطة الضم الإسرائيلية تتحدى الإجماع العربي – وعملياً الدولي أيضاً – في ما يتعلق بالحق الفلسطيني. ستؤثر أساساً على الأردن، التي يعود استقرارها – الذي يبدو كأمر مفروغ منه أحياناً – بالفائدة على المنطقة كلها وتربح منه إسرائيل على نحو خاص”.
وقال السفير الإماراتي في مقالته، إن “الضم سيقلب رأساً على عقب، بداية وقبل كل شيء، التطلعات الإسرائيلية لعلاقات أمنية واقتصادية وثقافية جيدة مع العالم العربي ومع الإمارات العربية المتحدة”.
وركز العتيبة على العلاقات الوثيقة بين الإمارات وإسرائيل بقوله إن البلدين لديهما “مخاوف مشتركة في مجال الإرهاب والعدوان، وتربطهما علاقات طويلة ووثيقة مع الولايات المتحدة الأميركية”، لافتاً إلى أنه كان بمقدور الدولتين أن تخلقا تعاوناً أمنياً أكثر عمقاً وفعاليةً، “باعتبارهما الدولتين اللتين تملكان اقتصاداً متطوراً ومتنوعا”.
وأقرّ العتيبة في مقالته بأن الضم “سيزيد من تصلب وجهات النظر العربية ضد إسرائيل، في الوقت الذي تبادر فيه الإمارات إلى مشاريع للتبادل الثقافي وفهم أوسع لإسرائيل، فقد شجعت الإمارات الإسرائيليين على التفكير في الجانب الإيجابي لعلاقات أفضل أكثر انفتاحاً وتطبيعاً، وقمنا بشيء مماثل في أوساط المواطنين الإماراتيين ومع العرب عموماً، مثل دعوة إسرائيل للمشاركة في معرض إكسبو”، وفق قوله.
وكشف المسؤول الإماراتي عن أن للدبلوماسيين الإسرائيليين حضوراً في أبو ظبي، في إطار مقر وكالة الأمم المتحدة للطاقة المتجددة.
وبعد أن كرر أن الضم هو نقيض التطبيع، خلص إلى القول إنّ “رغبتنا في الإمارات وفي جزء كبير من العالم العربي أن نؤمن (نصدق) أن إسرائيل هي فرصة وليست عدواً”، مضيفاً: “نحن نواجه كثيراً من المخاطر المشتركة، ونرى القدرة الكبيرة المحتملة في علاقات أحسن. قرار إسرائيل بالضم سيكون مؤشراً إلى أنه يمكن أن نكون مخطئين في ما إذا كانت إسرائيل ترى الأمور بنفس الشكل”.