كشفت إحصائيات رسمية إسرائيلية عن ارتفاع التبادل التجاري بين الإمارات وإسرائيل خلال العام الماضي وذلك في خضم حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على الفلسطينيين لا سيما في قطاع غزة.
وأفادت القنصل العام الإسرائيلي في دبي ليرون زاسلانسكي بأن العلاقات التجارية بين أبوظبي وإسرائيل “آخذة في النمو، بحيث أنهينا عام 2024 عند 3.24 مليار دولار، باستثناء البرمجيات والخدمات”.
وذكرت زاسلانسكي أن هذه الأرقام تمثل زيادة بنسبة 11٪ في الميزان التجاري بين إسرائيل والإمارات مقارنة بالعام السابق، مشيرة إلى أن العلاقات بين البلدين قوية كما كانت دائما، وإن كانت في الخفاء.
في الوقت ذاته عبرت الدبلوماسية الإسرائيلية عن استيائها من بقاء السياحة بين أبوظبي وإسرائيل من جانب الطرف الإسرائيلي فقط، ما يؤكد حجم الرفض الشعبي داخل الإمارات للتطبيع مع الاحتلال.
وقالت زاسلانسكي إن السياحة بين البلدين لا تزال من جانب واحد، وأن السفر من الإمارات إلى إسرائيل موجه في الغالب نحو الأعمال التجارية.
وبشأن تواجد الصهاينة في الإمارات، قالت زاسلانسكي إن “القيادة في الإمارات تعتبر الجالية اليهودية جزءًا لا يتجزأ من البلاد وهي ملتزمة بسلامة الجالية اليهودية”.
وأضافت: “لقد حافظنا على سياسة الباب المفتوح وحاولنا بناء شعور بالألفة؛ حيث أقمنا احتفالات إضاءة الشموع في عيد الحانوكا. كما استقبلنا بعض الوفود اليهودية الأمريكية مثل اللجنة اليهودية الأمريكية. ونحن نرى أنفسنا أيضًا كحلقة وصل بالعالم اليهودي وليس فقط إسرائيل”.
وتابعت: “كانت الحياة اليهودية مليئة بالتحديات، لكن المجتمع يشعر بالرعاية والحماية، وإذا نظرت إلى تصريحات المسؤولين الحكوميين بعد اغتيال الحاخام تسفي، فقد أدانوا ذلك باعتباره جريمة ضد الإمارات”.
وبشأن ضعف الإقبال الإماراتي الشعبي على دولة الاحتلال، أوضحت زاسلانسكي أنها تعمل حول بناء العلاقات بين المجتمعين. وقالت “نحاول تعريف السكان المحليين بالابتكار الإسرائيلي، ونرسل وفودًا إلى الفعاليات الاقتصادية في تل أبيب في شهر مارس ليتمكنوا من تجربة إسرائيل”.
ووقعت أبوظبي اتفاقية تطبيع علاقات مع الاحتلال الإسرائيلي في سبتمبر 2020 بوساطة أمريكية، وتضمن الاتفاق التعاون في مجال الاستثمار في الدفاع والأمن السيبراني والتكنولوجيا المالية والطاقة والتكنولوجيا الزراعية.
وقد فتحت سلطات الإمارات الأبواب على مصراعيها لشركات تصنيع الأسلحة الإسرائيلية، والتي ساهمت بشكل كبير في قتل الفلسطينيين في غزة، لتعرض أسلحتها ومنتجاتها الأخرى في معرض الدفاع الدولي (آيدكس) ومعرض الدفاع والأمن البحري (نافدكس) في أبوظبي بين 17 و21 فبراير 2025.
وشارك في الجناح الإسرائيلي بمعرض “آيدكس” 40 شركة صناعة أسلحة إسرائيلية، أبرزها شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية، وشركة تصنيع الأسلحة الإسرائيلية (إمتان)، وأنظمة الدفاع المتقدمة (رافائيل)، و”إلبيت سيستمز”، كشفت جميعها خلال المعرض عن أسلحة جديدة ومتطورة، بعضها تم اختباره فعلاً في الحرب على قطاع غزة.
وبحسب معهد ستوكهولم لأبحاث السلام، فإن ثلاثاً من الشركات الإسرائيلية المشاركة في المعرض والمصنفة ضمن أكبر 100 شركة أسلحة في العالم في عام 2023، ، كانت قد سجلت رقم مبيعات قياسي بلغ 13.6 مليار دولار في عام 2023، مدفوعاً بالحرب الإسرائيلية على غزة.
ولم يدفع الدمار الواسع، وأكثر من 160 ألف شهيد وجريح، أبوظبي إلى قطع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي ولو بشكل جزئي، بل كشفت تقارير ارتفاع قيمة التجارة البينية بين الجانبين خلال فترة الحرب بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025.