موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

اعترافات قائد ميداني في ميليشيات حفتر تفضح الإمارات في ليبيا

486

كشف آمر حماية غرفة العمليات الرئيسية التابعة لميليشيات خليفة حفتر في مدينة غريان (جنوبي العاصمة الليبية طرابلس) المقدم علي محمد الشيخي عن أن عددا من العسكريين من الإمارات وفرنسا شاركوا في إدارة العمليات العسكرية على طرابلس من داخل غرفة العمليات بالمدينة.

وقال الشيخي -أثناء استجوابه من قبل قوة حماية غريان التابعة لحكومة الوفاق- إن العسكريين (الذين لم يحدد رتبهم) كانوا مكلفين بإدارة العمليات اللوجستية وطائرات الاستطلاع المسيرة والدعم الفني.

كما توقع الشيخي في التسجيل المصور المتداول للاستجواب انسحاب هذه المجموعة إلى قاعدة الجفرة العسكرية (وسط البلاد) بعد أن استعادت حكومة الوفاق السيطرة على مدينة غريان.

ووجهت القوات الموالية لحكومة الوفاق الليبية المدعومة دوليا ضربة موجعة لقوات حفتر، بعد إحكام سيطرتها بشكل مفاجئ على مدينة غريان التي تعتبر القاعدة الخلفية الرئيسية لحفتر في معاركه جنوب العاصمة.

وشنت قوات حكومة الوفاق عملية خاطفة أول أمس الأربعاء تمكنت خلالها من السيطرة على المدينة الجبلية الواقعة على بعد مئة كيلومتر جنوب غرب العاصمة، والتي تعتبر مركز عمليات مهم لحفتر وخط إمداد لقواته.

وكانت مصادر ليبية ميدانية ذكرت أن قوات حكومة الوفاق الوطني تمكنت من أسر عشرات من قوات حفتر، بينهم عشرات المرتزقة السودانيين والتشاديين في مدينة غريان عقب سيطرتها عليها.

وأظهرت صور تداولها نشطاء على مواقع التواصل عددا من المقبوض عليهم وصفوا بأنهم “مرتزقة” من الجنسيتين التشادية والسودانية يرتدون زيا عسكريا ويقاتلون في صفوف قوات حفتر.

وتتورط الإمارات في تقديم إمدادات عسكرية متنوعة لحلفيها خليفة حفتر خدمة لمؤامراتها في ليبيا لنشر الفوضى ودفع البلاد إلى حرب أهلية تخدم خططها في التوسع والنفوذ.

وقبل أسبوع نشرت إمارات ليكس عن تعزيزات وآليات عسكرية هجومية عبرت الحدود الغربية المصرية إلى داخل الأراضي الليبية ضمن شحنات من المساعدات والإمدادات الإماراتية، لمليشيات حفتر.

ودخلت تلك الآليات الأراضي الليبية مصحوبة بعسكريين مصريين وخبراء إماراتيين، تم الدفع بها إلى محاور القتال حول العاصمة طرابلس.

وهذه الشحنات تضمنت صواريخ محمولة على الكتف مضادة للطائرات، وذخائر مدفعية، وأنظمة رؤية ليلية، لافتة إلى أن أهم ما تضمنته تلك الشحنات هي منظومة “بانتسير – أس 1” الصاروخية.

وكانت صحيفة “روسيسكايا غازيتا” الروسية أشارت قبل ذلك إلى إمداد الإمارات مليشيات حفتر بمنظومة دفاع جوي من طراز “بانتسير ــ أس 1″، وأن المنظومة وصلت إلى قاعدة الجفرة جنوب شرق طرابلس.

وأشارت الصحيفة إلى أن صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي نشرت صوراً تظهر المنظومة على ظهر ناقلة عسكرية، مؤكدة أن الإمارات هي الدولة الوحيدة التي تمتلك هذا الطراز.

وفيما نبهت الصحيفة إلى إمكانية وجود خبراء وفنيين وصلوا برفقة المنظومة للعمل على تشغيلها، فقد أكدت أن أبو ظبي قدمت في السابق دعماً عسكرياً لمليشيات حفتر ممثلاً في مروحيات وطائرات مسيرة وصواريخ مضادة للدبابات.

وبحسب مصدر ليبي وثيق الصلة بمليشيات حفتر، فإن تزويد القوات المحاربة في معركة طرابلس، بتلك المنظومة الصاروخية جاء في ظل التفوق الجوي لقوات مصراتة، والتي أوقعت خسائر كبيرة في صفوف مليشيات حفتر من خلال غارات جوية ليلية على مواقع تمركزها.

تجدر الإشارة إلى أن منظومة “بانتسير أس1” هي نظام دفاع جوي أرض- جو قصير ومتوسط المدى، روسي الصنع، كان موجّها في البداية للقوات الروسية، لكن التطوير توقف لسنوات بسبب قلة الموارد، ثم أعيد إطلاق المشروع بعد طلب من الإمارات التي تبنّت تمويل مشروع التطوير في العام 2000.

والمنظومة قادرة على مجابهة جميع أنواع التهديدات المعادية، سواء كانت طائرات مقاتلة، أو مروحيات، أو طائرات دون طيار أو صواريخ “كروز”، وذلك على مدى يصل إلى 20 كيلومتراً وارتفاع يصل حتى 15 كيلومتراً. كما أن بوسعها إطلاق النار في حالة الحركة والتوقف، ومتابعة 20 هدفاً في وقت واحد، وإطلاق الصواريخ على 4 منها. وتصل سرعة الصاروخ إلى 1300 كيلومتر في الساعة.

وتأتي الإمدادات وشحنات الأسلحة الإماراتية، التي تدخل إلى الأراضي الليبية بدعم مصري، على الرغم من القرار الأممي الذي يحظر بيع الأسلحة لكافة الأطراف الليبية.

وكانت تقارير سابقة لخبراء الأمم المتحدة قد أثبتت تقديم دولة الإمارات لدعم عسكري مباشر لقوات حفتر، بل وبنائها قاعدة “الخادم” العسكرية القريبة من معسكر الرجمة، شرق البلاد، الذي يتخذه حفتر مقرا لقيادة قواته.

وقرر مجلس الأمن في العاشر من الشهر الجاري تمديد قرار حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا لمدة سنة إضافية.

وكانت  قوات حكومة الوفاق الليبية أسقطت الشهر الماضي عبر الدفاعات الجوية التابعة للمنطقة العسكرية الغربية طائرة إماراتية من دون طيار جنوب طرابلس.

وفي حينه تناقلت وسائل الإعلام فيديوهات وصوراً تظهر حطام طائرة مسيّرة تحمل علم دولة الإمارات، قالت إن قوات عملية “بركان الغضب” أسقطتها، جنوب طرابلس.

ومؤخرا كشف تقرير تلفزيوني عن تنسيق سري بين دولة الإمارات وإسرائيل لدعم هجوم حفتر على العاصمة الليبية طرابلس التي يقع فيها مقر حكومة الوفاق المعترف بها دوليا.

وبثت قناة الجزيرة الفضائية ضمن برنامج “المسافة صفر” صور فضائية وبيانات لحركة طائرات عسكرية إبان هجوم ميليشيات حفتر على طرابلس  بما في ذلك استعانة قوات حفتر بطائرتين تابعتين لشركة كزاخية-إماراتية للقيام بمهمات في ليبيا.

وتبين أن الطائرتين -وهما من طراز إليوشن 76 للنقل والدعم اللوجستي- تقومان برحلات شبه منتظمة بين مصر وإسرائيل والأردن وليبيا، مع اتباع نمط التخفي من حين إلى آخر.

ظهرت إحدى الطائرتين في صورة فضائية ملتقطة يوم 13 أبريل/نيسان الماضي في قاعدة الخادم الجوية الإماراتية شرق بنغازي.

وقد وثق مصدر محلي وصول الطائرة إلى القاعدة في إحدى المرات برقم تسجيل محدد، ومع تتبع هذا الرقم تم رصد مسار مريب تتنقل فيه الطائرة بشكل شبه منتظم بين مصر وإسرائيل والأردن، وذلك قبل ظهورها في ليبيا وبعد ذلك.

وبمواصلة التحقيق، لوحظت طائرة أخرى من الطراز نفسه تتبع نمط التخفي من حين إلى آخر وتتنقل في المسار نفسه.

وظهرت هذه الطائرة يومي 12 و19 أبريل/نيسان في قاعدة الجفرة التابعة لقوات حفتر، كما ظهرت في قاعدة بنينا جنوب شرق بنغازي يوم 2 مايو/أيار الجاري.

وبالبحث وراء الطائرتين تبين أنهما مسجلتان في كزاخستان تحت اسم شركة “إير ألماتي” قبل أن تغير اسمها إلى “سيغما للطيران”.

وتبين أن الوكيل التجاري لسيغما للطيران هو شركة إماراتية تدعى “ريم ترافل” وتمتلك 49% من أسهم شركة سيغما.

ووفقا لما يرد في موقع شركة سيغما، فإن طائرتها يمكن أن تستخدم لشحن مروحيتين من طراز “إم آي 8” أو خمس سيارات دفع رباعي، إضافة إلى الحاويات بمختلف مقاساتها.

ويبدو أن قوات حفتر تعتمد على الطائرة إليوشن بشكل كبير في عملياتها العسكرية، لظهورها وتنقلها كثيرا بين قواعدها العسكرية.

وقد ظهرت إحدى الطائرتين في فيديو نشرته قوات حفتر في مطار قاعدة تمنهنت جنوب ليبيا وهي محملة بشحنة أموال طائلة، وتم التعرف عليها بعد التدقيق في رقم التسجيل تحت جناح الطائرة، وهو “يو بي آي 7645”.

وكشف التحقيق أيضا عن قيام طائرتي تجسس ورصد مستأجرتين لصالح الاستخبارات الفرنسية بعمليات استطلاع فوق ليبيا.

كما تظهر البيانات قدوم طائرة شحن عسكرية مصرية إلى ليبيا يوم 15 أبريل/نيسان.

يشار إلى أن قوات حفتر تشن هجوما عسكريا على طرابلس منذ بداية أبريل/نيسان، لكنها فشلت في اقتحام تحصينات أقامتها قوات حكومة الوفاق حول المدينة.

ويحظى حفتر بدعم قوي من فرنسا والإمارات ومصر والسعودية، ويشن غارات جوية على مواقع مدنية وعسكرية تابعة لحكومة الوفاق في العاصمة طرابلس.

والشهر الماضي أظهر تقرير سرّي أنّ خبراء للأمم المتحدة يحقّقون في ضلوع دولة الإمارات عسكرياً في النزاع الدائر في ليبيا حيث أُطلقت في نيسان/أبريل صواريخ من طائرات مسيّرة صينية الصنع يمتلك مثلها الجيش الإماراتي.

وبحسب التقرير فإنّ الصواريخ التي قصفتها الطائرات المسيّرة في الضاحية الجنوبية لطرابلس يومي 19 و20 نيسان/أبريل هي صواريخ جو-أرض من طراز “بلو آرو” وذلك استناداً إلى شظايا درسها الخبراء الأمميّون.

ولا تمتلك هذا النوع من الصواريخ إلّا ثلاث دول هي الصين وكازاخستان والإمارات العربية المتّحدة، ذلك أنّ هذه الصواريخ تطلقها حصراً طائرات بدون طيار تنتجها شركة وينغ لونغ الصينية.

ولفت التقرير إلى أنّ “مجموعة الخبراء تحقّق في الاستخدام المحتمل لمتغيّرات من طائرة وينغ لونغ المسيّرة من قبل الجيش الوطني الليبي” بقيادة المشير خليفة حفتر، “أو من قبل طرف ثالث داعم للجيش الوطني الليبي”.

وبحسب التقرير فإنّه “من شبه المؤكّد” أنّ هذه الصواريخ لم تحصل عليها ليبيا مباشرة من الشركة المصنّعة أو من الصين.