موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

الإمارات تدعم الأسد دبلوماسيا بعد سنوات من تعزيزه بالسلاح ضد شعبه

124

بعد سنوات من تقديمها السلاح لقتل شعبه، دعمت دولة الإمارات نظام بشار الأسد في سوريا دبلوماسيا عبر إعادة فتح سفارتها في دمشق.

ويقول مراقبون إن خطوة الإمارات تمثل دفعة دبلوماسية كبيرة للأسد من دولة عربية حليفة للولايات المتحدة كانت ذات يوم تقدم الدعم لمعارضيه.

وقالت الإمارات إن الخطوة تهدف إلى “إعادة العلاقات بين البلدين الشقيقين إلى مسارها الطبيعي… ودرء مخاطر التدخلات الإقليمية في الشأن العربي السوري” في إشارة فيما يبدو إلى إيران التي كان دعمها للأسد حاسما في الحرب.

وشهدت سفارة الإمارات وسط العاصمة السورية دمشق أعمال صيانة في الفترة الأخيرة، في ما بدا أنه إشارة إلى اقتراب موعد افتتاح السفارة التي أغلقت منذ ستة أعوام بسبب الجرائم التي ارتكبها النظام السوري بحق المدنيين، وتزامن معها تعليق عضوية دمشق في الجامعة العربية.

لكن الإمارات أبقت قسماً قنصلياً في السفارة السورية بأبوظبي قيد الخدمة، من أجل تقديم الخدمات للجالية السورية الموجودة على الأراضي الإماراتية.

وكشفت تقارير إعلامية عن زيارة وفد اقتصادي من الإمارات للعاصمة السورية، الأسبوع الماضي، بهدف إقامة مشاريع استثمارية جديدة في المرحلة المقبلة.

وتتخذ أبوظبي، منذ فترة، خطوات باتجاه إعادة العلاقات مع نظام الأسد، رغم الانتقادات الحقوقية والدولية للمجازر التي ارتكبها بحق شعبه، والمطالبات المستمرة بمحاكمته على مقتل قرابة نصف مليون سوري.

وقبل أيام دخلت قافلة تجارية إماراتية الأراضي السورية من خلال معبر “نصيب” الحدودي مع الأردن حملت بضائع جافة ومواد غذائية، حيث وصلت إلى لبنان، ثم عادت إلى دبي محملة بالفواكه والخضروات، وفق جريدة البيان الإماراتية.

وكانت مصادر دبلوماسية أشارت قبل أشهر إلى أن رئيس الاستخبارات الإماراتي علي محمد الشامسي التقى في دمشق مدير مكتب الأمن الوطني السوري علي مملوك لمناقشة إعادة العلاقة الدبلوماسية بين الطرفين، فيما أعلن النظام السوري استئناف الرحلات الجوية بين مدينتي اللاذقية السورية، وإمارة الشارقة الإماراتية في الاتجاهين.

ولم تنقطع طيلة السنوات الماضية التقارير الإعلامية عن تعاون غير معلن بين الإمارات والنظام السوري، وصل إلى حد قيام الإمارات بتمويل موسكو لتجنيد متطوعين من القوقاز وكثير من دول العالم للانضمام إلى المليشيات من أجل القتال في سورية.

وتستضيف الإمارات العديد من شخصيات النظام السوري، ورجال الأعمال الموالين للنظام، من بينهم والدة رئيس النظام أنيسة مخلوف.

كذلك تحدثت وسائل إعلام قريبة من النظام السوري عن قيام الإمارات بدور الوساطة بين النظام والسعودية للتوصل إلى مصالحة سياسية.

ويرى مراقبون أن افتتاح السفارة الإماراتية بدمشق، والذي سبقه قبل أيام زيارة الرئيس السوداني عمر البشير للعاصمة السورية، يشير إلى أن مساعي التقارب العربي مع نظام الأسد قابلة للتوسع وقد تكون مصر ودول خليجية أخرى مثل البحرين، في قلب هذه المساعي خلال الفترة المقبلة.

كما يرى هؤلاء أن التململ في مواقف هذه الأنظمة العربية تجاه الأسد عززه فشل سياسة سبع سنوات من عزل النظام السوري عربيا.

وعلقت الجامعة العربية عضوية سوريا قبل سبع سنوات. ورُفع علم الإمارات على مبنى السفارة المغلقة منذ الأشهر الأولى من الصراع المستمر منذ نحو ثماني سنوات في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الإماراتية إن القائم بالأعمال باشر مهام عمله اعتبارا من يوم الخميس.

وقالت مصادر من المعارضة إن الإمارات كانت واحدة من عدة دول في المنطقة قدمت الدعم لجماعات تقاتل الأسد وإن كان دورها أقل أهمية من أدوار السعودية وقطر وتركيا. وارتبط الدعم الإماراتي بجماعات تعارض هيمنة الإسلاميين على الانتفاضة السورية.

وقد قوبلت خطوة الإمارات في سوريا بانتقادات عربية واسعة بوصفها خيانة للشهداء وتغطية لجرائم حرب متورط بها النظام السوري.