يثير البحث في تاريخ وطبيعة نادي (بيتار يورشليم) الإسرائيلي الذي اختارت دولة الإمارات الاستثمار فيه صدمة بالغة بالنظر إلى طبيعته العنصرية ومواقفه الاستفزازية بشكل بالغ.
واختار رجل الأعمال الإماراتي حمد بن خليفة أن يستثمر 300 مليون شيقل إسرائيلي في نادي فريق بيتار يورشليم لكرة القدم وأن يهتف عند اتمام الصفقة بلا خجل وبشكل استفزازي (يلا بيتار).
ويعتبر فريق بيتار يورشليم الأكثر عنصرية وقد وضع لنفسه شعار (טהורה לעד) أي نقية الى الأبد (من العرب طبعا) ولازال جمهوره يرفض فكرة وجود لاعب عربي في صفوفه، وهو الفريق الذي يرمز للتيار التصحيحي في الحركة الصهيونية التي أسسها جابوتنسكي الأب الروحي لليمين الفاشي ولرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وهو يعتبر احد مؤسسيه في العام 1936.
بيتار בית״ר هي اختصار للأحرف الاولى من كلمات تخلد مأثر واسم يوسف ترومبلدور (ברית יוסף תרומפלדור) الذي يعتبر التجسيد الحي للبطولة اليهودية في العصر الحديث والتي اتبعتها العصابات الصهيونية لتقابل بطولة متسادا في العصر القديم.
حركة بيتار التي يعتبر فريق بيتار امتداد لها هي كما قلنا حركة الشبيبة التي تخرج منها قادة إتسيل وليحي الفاشيتان وغلاة المتطرفين في الحركة التصحيحية التي اصبح شعارها الجدار الحديدي الذي يعيد نتنياهو صياغته تحت مسمى السلام من موقع القوة ومقابل السلام.
بن خليفة يكرس مقولة الجدار الحديدي الذي يعتبر جدار من الرفض والقوة العسكرية والارهاب والردع كفيل بأن يدفع العرب وفق جابوتنسكي الى القبول بوجود اسرائيل والتعايش معها من موقع المتفوق والقوي.
وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية بإتمام صفقة شراء حمد بن خليفة لأسهم في نادي “بيتار” لكرة القدم الإسرائيلي العنصري على الرغم من المعارضة الواسعة للخطوة.
وسيستثمر بن خليفة في المرحلة الأولى 30 مليون دولار، ونحو 300 مليون دولار على مدار عشر سنوات بحسب ما نشرت صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية.
ونقلت الصحيفة عن بن خليفة قوله، بعد توقيع الاتفاق “أنا متأثر لأنني سأصبح شريكاً في نادٍ فخم كما سمعت عنه، وفي مدينة مثل هذه، عاصمة إسرائيل وإحدى المدن المقدسة في العالم. سمعت كثيراً عن التغير الجاري في النادي والطريقة التي تدار بها الأمور، ويسرني أن أكون جزءاً من ذلك”.
وأضاف “نرى أمام أعيننا النتيجة الهائلة لثمار السلام والأخوة بين الشعوب، ونقوم برسم طريق جديدة لتقريب القلوب بين الشعوب عبر الرياضة، سندعم معاً فريقاً يتطلع لأعلى درجة، ونرغب في أن يصل فريق بيتار القدس إلى أعلى مكانة في كرة القدم. يا الله بيتار”.
وتأتي هذه التصريحات لتبرير الصفقة خلافاً لحقيقة النادي المذكور، والمعروف إسرائيليا بأنه أحد أبرز مظاهر تسييس إسرائيل للرياضة والعنصرية ضد العرب والمسلمين، خصوصاً من قبل مشجعيه المعروفين بـ”لافامليا”.
وكانت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية قد أوردت أنّ بن خليفة التقى بمالك النادي الإسرائيلي موشيه حوجيج وإدارة النادي، وذكرت أن الطرفين توصلا إلى مرحلة تبادل مسودة لاتفاقية شراء الأسهم من النادي، و”يبدو أن التوقيع على الاتفاقية بات قريباً”.
وأضافت أنّ مدراء نادي “بيتار القدس” يتوقعون أن يتم عرض الاتفاق اليوم الثلاثاء في مؤتمر صحافي. ووفقاً للمعلومات، فإنّ الطرف الإماراتي سيشتري 49% من أسهم نادي “بيتار القدس”، ما يبقي حوجيج مسيطراً على النادي وقادرا على اتخاذ القرارات بشأن سياسة تجنيد لاعبين للفريق.
وبحسب التقديرات الإسرائيلية، سيستثمر الطرف الإماراتي نحو 30 مليون دولار في المرحلة الأولى، ويحتمل أن يتم ضخ أموال أخرى لاحقاً لجعل نادي “بيتار القدس” النادي الأول في كرة القدم في دولة الاحتلال.
ويعتبر نادي “بيتار القدس” من أكثر أندية كرة القدم في إسرائيل عنصرية، ويردد مشجعوه في كل المباريات، خاصة إذا كانت ضد ناد رياضي عربي من الداخل، شعارات عنصرية ضد العرب والإسلام.
وكان خبر المفاوضات والنية الإماراتية لشراء أسهم في النادي قد أثار موجة رفض في صفوف المشجعين، ونشرت الصحف قيام مشجعي الفريق بخط شعارات مسيئة للإسلام وللعرب وللإمارات.
ورفض نادي “بيتار القدس” في الماضي أن يلعب في صفوفه لاعبون عرب، بل حتى لاعبون مسلمون من أصول غير عربية، مثل لاعبين من الشيشان.