تناقلت وسائل إعلام إسرائيلية صور رئيس مؤسسة إسلامية فرنسية مدعومة إماراتيا وهو يعانق جنودا إسرائيليين في تل أبيب في حلقة جديدة ضمن تورط أبو ظبي بعار التطبيع مع إسرائيل.
وظهر الشيخ التونسي الأصل حسن الشلغومي المدعوم من الإمارات وهو يقول إن إسرائيل لا تعادي المسلمين بل “الإرهابيين”.
واحتفى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي بزيارة الشلغومي إلى تل أبيب، ونشر صوره وهو على الجبهات الساخنة يعانق جنود الاحتلال ويدعو لهم بالنصر.
عندما تكون عظيماً يزداد الأشرار سعاراً. شكرًا للإمام #حسن_الشلغومي على الزيارة المثمرة الى #إسرائيل وفِي #جيش_الدفاع والكلام الرائع عن الحقيقة بعيدًا عن الشعارات الدعائية الزائفة التي يطلقها الاعلام المنحاز ومندوبيه @Benguennak @ghadaoueiss pic.twitter.com/CorWEj0Uei
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) June 20, 2019
وقال الشلغومي في فيديو نشره أدرعي إن “إسرائيل لا تعادي المسلمين، وإنها فقط تحارب الإرهابيين مثل حزب الله وحماس والحوثيين والنظام الإيراني، وإنها ستجلب الأمان والسلام للمنطقة وللمسلمين”.
وخلال الفيديو، ردّ أدرعي على الشلغومي بعد دعائه بالنصر للجيش الإسرائيلي، قائلا “أنتم من القلائل الذين تتفهمون الخطر الذي نعانيه من غزة والحدود الشمالية”.
ونشر حساب “إسرائيل بالعربية” التابع لوزارة الخارجية الإسرائيلية على تويتر، صورا من زيارة الشلغومي مع تعليق “هذا ما يقوله رئيس الأئمة المسلمين في فرنسا حسن الشلغومي الذي يزور إسرائيل”.
"إن كان الإسرائيليون يكرهون المسلمين لما كانوا يستقبلونهم"، هذا ما يقوله رئيس الأئمة المسلمين في فرنسا حسن الشلغومي الذي يزور إسرائيل. "هذه القوة لكم ان تكونوا ضد الشر الذي سيمس الدول العربية وخاصة نظام الشر الذي ينفق على الاجرام في حزب الله وحماس والحوثيين" pic.twitter.com/lwhpf4t1ab
— إسرائيل بالعربية (@IsraelArabic) June 20, 2019
وذكرت مصادر إعلامية أن حسن الشلغومي نشأ في تونس من أب جزائري وأم تونسية، وتلقى تعليمه في مدارس علمانية، ثم انتسب إلى جماعات صوفية وتنقل بين دول عربية وإسلامية عدة قبل أن يستقر في فرنسا عام 2000، حيث اشتهر خلال إمامته لمسجد “درانسي” في ضواحي باريس بدعواته المستمرة للحوار مع اليهود والعلمانيين.
وسبق للشلغومي أن زار إسرائيل بعد العدوان على الغزة عام 2009، وهو يرأس ما يسمى “منتدى أئمة مسلمي فرنسا” الذي تلقى دعما من الإمارات، وهو مؤسسة لا تحظى بتأييد الكثير من الأئمة في فرنسا.
ومؤخرا أبرز كاتب إسرائيلي معروف تسريع النظام الحاكم في دولة الإمارات العربية المتحدة خطوات تورطه بعار التطبيع مع إسرائيل وتجاهله الانتقادات المواجهة له فلسطينيا وعربيا وإسلاميا.
وقال الكاتب يوني بن مناحيم الخبير بالشؤون العربية في مقاله بالمعهد المقدسي للشؤون العامة إن إسرائيل ماضية في حملات التطبيع مع الدول العربية خاصة الإمارات رغم قرارات الجامعة العربية والمعارضة الفلسطينية.
وأشار بن مناحيم إلى قرار الإمارات استضافة إسرائيل في معرض إكسبو 2020 الدولي ما يشير إلى أن أبو ظبي لا تخشى ردود الفعل العربية المعارضة للتطبيع، وتسير في هذه العملية بخطى وئيدة تمهيدا لإعلان صفقة القرن الخاصة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأضاف أن “خبر موافقة الإمارات على استضافة إسرائيل انتشر كالنار في الهشيم مع اقتراب إعلان الصفقة، وستعرض إسرائيل في معرض اكسبو اختراعاتها في المياه والطب والتكنولوجيا والعلوم، وتقف السلطة الفلسطينية وحماس ضد التقارب بين الدول العربية المعتدلة وإسرائيل، التي أعلنت مشاركتها في المعرض، وتفاخرت بذلك”.
وأوضح بن مناحيم، الضابط السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “أمان”، أن “رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أعلن أن مشاركة إسرائيل في المعرض تمثل خطوة إضافية على صعيد زيادة الدور الإسرائيلي في المنطقة والعالم”.
وأشار إلى أن “الأشهر الأخيرة شهدت عملية تطبيع خفية بين إسرائيل والدول الخليجية، في حين أن التطبيع العلني سيكون مصاحبا لإعلان صفقة القرن، وبدأت إسرائيل تشارك علنا في فعاليات رياضية وثقافية وفنية في دول عربية مثل الإمارات وقطر وعمان والبحرين، وهنا يحظر نسيان الزيارة الرسمية لنتنياهو لسلطنة عمان، فيما بقيت السعودية الدولة الوحيدة التي ترفض استقبال وفود إسرائيلية بصورة علنية”.
وأضاف أن “العالم العربي يعلم أن خلف الكواليس تحصل اتصالات سياسية وأمنية وثيقة بين إسرائيل والقصر الملكي في الرياض، وستخرج إلى النور في اللحظة المناسبة للسعودية، لأنها تبدي حساسية مبالغ بها تجاه موضوع التطبيع مع إسرائيل”.
وأكد الكاتب الإسرائيلي أن “دولة الإمارات لا تبدي حساسية من الانتقادات الفلسطينية ضد تطبيعها مع إسرائيل، خاصة مشاركتها القادمة في معرض أكسبو، حيث شهد شهر آذار/ مارس دعوة أنور عشقي وزير الدولة للشؤون الخارجية الدول العربية لانفتاح أكثر على إسرائيل، لأن ذلك من شأنه التقدم بالسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين”.
وأوضح أن “بعض الدول العربية خاصة الإمارات ترى أن تطبيع علاقاتها مع إسرائيل ليس مرهونا بتقدم السلام مع الفلسطينيين، لأنه ليس لديها صراعات مع أي دولة عربية، بل تربطها اتفاقات سلام بمصر والأردن”.
وأضاف أن الإمارات تتجاهل قرارات الجامعة العربية بمنع التطبيع، وهي تعتقد أن تقاربها من إسرائيل والولايات المتحدة أهم لديها من تلك القرارات، لأنها تحميها من التهديدات المحدقة من إيران وتنظيم الدولة الإسلامية.
وختمت بالقول إن “دولة الإمارات العربية عارضت الموقف الفلسطيني خلال اجتماعات وزراء الخارجية العرب في القاهرة أواسط نيسان/ أبريل، حين دعت علانية للتطبيع مع إسرائيل، وتعتقد السلطة الفلسطينية أن أبو ظبي حصلت على ضوء أخضر من الرياض لإصدار هذا الموقف؛ لإرضاء ترامب، والتحضير لإعلان صفقته، وفيها ستصبح إسرائيل دولة صديقة للعرب لمواجهة الخطر الإيراني”.