نددت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا بانقلاب الإمارات عبر ميليشياتها المسلحة في العاصمة المؤقتة عدن ضمن خطط أبوظبي الإجرامية لدعم تقسيم اليمن.
وحمّلت الحكومة الإمارات وحليفها ما يسمى “المجلس الانتقالي الجنوبي” تبعات الانقلاب على الشرعية في مدينة عدن، التي تتخذها مقرا لها جنوبي اليمن.
وقالت نائب وزير الخارجية في الحكومة المعترف بها محمد عبدالله الحضرمي، في بيان نشر على حساب الوزارة بتويتر: تحمل الجمهورية اليمنية المجلس الانتقالي ودولة الإمارات العربية المتحدة تبعات الانقلاب على الشرعية في عدن.
وطالب الحضرمي حكومة أبوظبي بإيقاف دعمها المادي وسحب دعمها العسكري المقدم لهذه المجاميع المتمردة على الدولة بشكل كامل وفوري.
وأوضح المسئول اليمني أن ما تعرضت له عدن ومؤسسات الدولة فيها هو انقلاب على الشرعية من قبل المجلس الانتقالي المدعوم من قبل دولة الامارات العربية المتحدة.
وأكد أنه يخالف بشكل صريح وواضح الهدف الرئيسي الذي دعي من أجله تحالف دعم الشرعية.
وأشار المسؤول اليمني إلى أنه جاء تحالف دعم الشرعية بدعوة من فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للتدخل العسكري في اليمن بعد استنفاد كافة الوسائل الممكنة استنادا إلى القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة لحماية الجمهورية من الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران.
في السياق اتهم وزير الداخلية اليمني أحمد الميسري، مؤسسة الرئاسة والسعودية بالصمت إزاء انقلاب المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، على الحكومة اليمنية في مدينة عدن.
وقال الميسري في مقطع فيديو، إن مؤسسة الرئاسة اليمنية لم تكن موفقة في صمتها المريب عما حدث ويحدث في عدن.
كما انتقد السعودية على صمتها 4 أيام، “وشريكنا في التحالف (الإمارات) يذبحنا من الوريد إلى الوريد”.
وكشف أن 400 عربة إماراتية يقودها مأجورون نزلت شوارع عدن، وشاركت في المواجهات، و”نحن قاتلناهم بأسلحتنا البدائية”.
وأضاف أن قادة المقاومة تصدوا للمحاولة الانقلابية الناجحة التي أدت إلى القضاء على ما تبقى من سيادة الدولة.
وأقر وزير الداخلية اليمني بالهزيمة، وبارك للإمارات متهكما بـ”النصر المبين علينا”. وتوعد بأن “هذه المعركة لن تكون الأخيرة، وأنهم لن يتركوا الوطن للعابثين”.
ودعا أنصار الشرعية إلى الإبقاء على جذوة الحرية في صدورهم، وعدم الانبطاح لأصحاب المشروع الهدام، والتمسك بقيم الحق والعدالة والعيش المشترك.
وقد هاجم عبد العزيز جُبَاري نائب رئيس مجلس النواب اليمني التحالف العسكري الذي تقوده السعودية والإمارات، فقال في تغريدة له: إلى قيادة التحالف؛ أصبح حديثكم عن دعم الشرعية في اليمن يثير السخرية ويدعو للضحك والبكاء في آن معا. عن أي شرعية تتحدثون وقد ذبحتموها من الوريد إلى الوريد، لم يفعل الحوثي بالشرعية مثلما فعلتم بها.
أما في الإمارات؛ فقد أثارت شماتةُ مغردين إماراتيين بسقوط عدن الكثيرَ من ردود الفعل، إذ أعاد الأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبد الله التذكير برمز دولته (971) بعد أحداث الانقلاب في عدن، وقال في تغريدة: “مجدداً يؤكد الرمز الدولي 971 أنه إذا قال فعل”.
وأضاف عبد الخالق محتفيا بنجاح الانقلاب الذي تقوده قوات تسعى إلى الانفصال بجنوب اليمن عن شماله: “حدث بسرعة ودقة وإتقان، وبمساندة شعبية عارمة، وبأقل قدر من الخسائر المادية والبشرية”.
وأثارت هذه التغريدات غضبا سعوديا يمنيا على تويتر؛ إذ غرد الإعلامي عبد الباسط الشرفي قائلا: “تعتبر هذه التغريدة المبطنة رسالة للسعودية، ففيها الكثير من الإيحاءات التي تدل على الخلاف السعودي الإماراتي”.
وكتب سعد التميمي مغردا: “هل تقصد أن الإمارات طعنت السعودية بظهرها وخالفت أهداف التحالف العربي المعلن؟! لا نشك في الإمارات وشيوخها، ولكن كلامك يجعلنا نعيد النظر كسعوديين عن أهداف الإمارات الخفية في اليمن، وبالتالي صدق أقوال إعلام قطر فيكم!؟ نتحرى من الإمارات كل خير ولا نتمنى منها ما يسوؤنا”.
أما سليمان الهتلان فكان له رأي مغاير؛ إذ قال في تغريدة له: “من المهم أن نعي دائماً أن العلاقات السعودية الإماراتية ليست مرتبطة بموضوع واحد أو تحدّ آني أو مصلحة عابرة. إنها فعلاً مسار إستراتيجي يخطط ويعمل من أجل مستقبل مشرق للبلدين. وما التحالف السعودي الإماراتي إلا لمصلحة المنطقة كلها فـ#السعودية و#الإمارات فعلاً صمام أمن العالم العربي!”.
وبدوره؛ هاجم ضاحي خلفان تميم نائب قائد شرطة دبي الحكومة الشرعية في اليمن وأعلن دعمه للانفصاليين قائلا: “ليش أوجع راسي بشريك… أكون أعمل لوحدي خسرت خسرت بنفسي.. ربحت ربحت بنفسي.. ألوم نفسي فقط إذا خسرت ولا ألام من آخرين”.
وأضاف في تغريدة أخرى: “نحن بحاجة أن نرى قوات الشرعية تلعب دورا في غير المناطق المحررة… سنصفق لها.. ونحييها”.
وأثارت تغريدات خلفان سخطا لدى مغردين سعوديين اعتبروا أن أبرز وجوه الإمارات -على مواقع التواصل الاجتماعي- يطعن في بلدهم على نحو واضح؛ فقد كتب عكرمة الهزازي مغردا: “كانوا إخواننا اليمنيين يصيحون ويقولون الإمارات تتجه بغير المسار اللي متجهة عليه المملكة وكنا نكذبهم ونقول لهم أنتم تريدون أن تشقوا صف التحالف، والآن ضاحي خلفان يجعلنا نصدق كلام إخواننا اليمنيين الذين كانوا يصيحون من توجه الإمارات بعدن والجنوب كافة”.
وخاطبه المغرد محمد الحربي قائلا: “الحين وجعك رأسك، بعد استخدام الشريك صرت تتكلم، لكن الخطأ على من اتخذكم شريكا، التحالف يكون مع الكبار وليس العكس، لكن فرصة جاتكم على غفلة والأيام طويلة”.