لم يمضِ يومٌ واحدٌ على تأكيد حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الاستمرار في معركة الحديدة والسيطرة عليها دون تراجع لتتلقى رسالة سلبية من الإمارات بأنها صاحبة السلطة والقرار.
إذ جاء الرد من أبو ظبي، ليؤكد أن سلطة الحرب والسلم ليست بيد من تدّعي الإمارات أنها جاءت إلى اليمن من أجل استعادة سلطته وشرعيته، فقد كان الرد الإماراتي سريعاً ومفضوحاً، ومؤكداً أن حكومة هادي لا تملك أي قرارات مصيرية، بل هي حكومة صورية تستخدم كـ “دمية” من قبل التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات.
لذا كان هذا الرّد متناقضاً كلياً مع موقف الحكومة من معركة الساحل الغربي، وهو ما أثار موجة استياء ممن يوالون الحكومة التي اعتبروها منزوعة الصلاحيات من قبل التحالف والإمارات تحديداً.
الموقف الإماراتي المفاجئ لم تكترث له حكومة صنعاء، بقدر ما كان صادماً لحكومة هادي التي وجدت نفسها أمام واقع آخر تفرضه أبو ظبي، وتعرّيها وسلطاتها، فوزير الشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش أعلن وقف معركة الحديدة بشكل مؤقت لإتاحة الفرصة لجهود الأمم المتحدة، بعد ساعات من إعلان حكومة هادي أنه لا تراجع عن المعركة.
وبرر قرقاش إعلان توقيف المواجهات إلى الجهود المتواصلة التي يبذلها المبعوث الخاص للأمم المتحدة، مارتن غريفيث، والذي بدوره وصل اليوم للعاصمة صنعاء، بعد أيام من إجراءه محادثات في العاصمة المؤقتة عدن.
واشتكى هادي من تسلط الإمارات مرارا وتكرارًا، حتى قدم بها شكوى رسمية للأمم المتحدة، لكن دون جدوى.