موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

اتهامات للإمارات والسعودية بإثارة الفتن في الأردن

189

 

وجهت أوساط أردنية وعربية اتهامات لكل من الإمارات والسعودية بإثارة الفتن في الأردن الذي يشهد احتجاجات شعبية واسعة منذ خمسة أيام للمطالبة بوقف ضرائب حكومية.

وترى تلك الأوساط أن الإمارات والسعودية تعملان بكل قوتهما على دفع الأردن إلى مربع خطير من الفوضى والتخريب الداخلي عقابا له على موقفه من رفض صفقة القرن الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية.

وبهذا الصدد تناول الكاتب الجزائري توفيق رباحي الدور الإماراتي والسعودي في التآمر ضد الأردن ودعم الاحتجاجات الدائرة من خلف الستار، انتقاما منه لموقفه المخالف لمخططات محمد بن زايد ومحمد بن سلمان.

ويقول رباحي في مقاله بصحيفة (القدس العربي)، إنه جرت مياه كثيرة تحت جسر الأردن في السنوات الماضية. والمحصلة أن هذا البلد الصغير والهشّ وجد نفسه في مواجهة جبهات مفتوحة، أشدها تعقيدا وخطورة يقودها من ظنَّ إلى وقت قريب أنه حليفهما الطبيعي السعودية والإمارات.

ويضيف أن السعودية والإمارات شكلا حلفا جديدا مع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ويعملان على عقاب الأردن بسبب مواقفه من رفض صفقة القرن وعدم دعم أبو ظبي والرياض في حصارهما على قطر.

ويشير رباحي إلى أن العاهل الأردني عبد الله الثاني ارتكب أكثر من “خطأ” بالمفهوم السعودي والإماراتي. أبرز الأخطاء مشاركته في مؤتمري القمة الإسلاميين في تركيا في منتصف كانون الأول (ديسمبر) 2017 وفي 18 من الشهر الماضي، على الرغم من ضغوط سعودية لثنيه عن المشاركة بسبب انعقاد القمتين في تركيا أولاً وحضور إيران ممثلة برئيسها ثانيا.

وثاني الأخطاء بالمفهوم السعودي، مصافحة العاهل الأردني للرئيس الإيراني حسن روحاني بينما كانت السعودية، ومعها الولايات المتحدة وإسرائيل، تنتظر منه الابتعاد عن روحاني قدر الإمكان.

وثالث الأخطاء أن الأردن اختار عدم الضلوع في معاداة قطر ومقاطعتها بالقوة التي تتمناها السعودية والإمارات (عدا عن المزاج العام الأردني غير المعادي لقطر، لا تخفي الأوساط السياسية والنخبوية قناعتها في لا جدوى تورط المملكة في الأزمة الخليجية).

ويتابع الكاتب الجزائري تحليله بقوله إن الأمريكيون تجار، والإسرائيليون يبحثون عن مصلحتهم. والأردن، الذي ظل يتصرف كدولة قوية، ليس زبونا بإمكانه منافسة السعودية لدى البيت الأبيض. وليس لاعبا يستطيع حماية المصالح الإسرائيلية، وتسويقها في الوقت المناسب، كما ستفعل السعودية.

ويتابع “في النهاية، همّ الأردن عنوانه لقمة العيش والاستقرار الأمني والاجتماعي. والعدو قبل الصديق يعرف أن الأردن يكافَأ ويُعاقَب من بوابة هذا الهمِّ. هذه المرة نحن أمام عقاب. والعقاب قد يكون ناعما في شكل خنق بطيء بتقليص المساعدات المالية والامتيازات الاقتصادية، وقد يكون أسوأ وأقسى فيأخذ شكل عبث بأمنه الداخلي”.

ويخلص الكاتب الجزائري إلى أن “العقاب الناعم موجود بلا شك. والسؤال هو: هل امتدت الأيادي السعودية والإماراتية للعبث بالأردن انتقاما منه؟ بالنظر إلى الأدوار التخريبية التي باتت تستهوي حكام السعودية والإمارات الجدد، لا يجوز سحب النوع الثاني من على طاولة الاحتمالات، والتاريخ وحده سيكشف الحقيقة، مشددا على أن الأردن مطالب بإنقاذ نفسه. وأولى خطوات الإنقاذ أن يبدأ رحلة التحرر من حلفاء مزيفين مزاجيين ولا يؤتمن جانبهم تتقدمهم السعودية والإمارات.