موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

الإمارات تضرب اليمن بسلاح تنظيم القاعدة.. نشر للفوضى والتخريب

427

عادت دولة الإمارات مؤخرا إلى سلاح تنظيم القاعدة لنشر الفوضى والتخريب لتحقيق أطماعها في التوسع والنفوذ وتنفيذ مؤامراتها الرامية إلى تقسيم البلاد.

وسجل تنظيم القاعدة مؤخرا عودة لأنشطته المشبوهة من بطش وإعدامات وتفجيرات في مناطق خاضعة لسيطرة الإمارات والميليشيات التابعة لها.

ووفي بلد مدجج بالفصائل المسلحة وسلطات الأمر الواقع، يبدو أنّ عناصر التنظيم يتجهون لأداء أدوار أكبر خلال الفترة المقبلة، وذلك بتوسيع خارطة نفوذهم في محافظة البيضاء، أبرز معاقلهم الرئيسية داخل البلاد منذ سنوات.

وبعد أيام من تنفيذه عقوبة إعدام وصلب بحق طبيب يمني في مديرية الصومعة بالبيضاء وسط اليمن، بعد اتهامه بالتخابر لصالح الولايات المتحدة الأميركية، قام عناصر من “القاعدة” بتفجير المرفق الصحي الريفي بالمديرية ذاتها، في ما يشبه تدشيناً نارياً لحقبة جديدة يتطلع إليها التنظيم الغائب عن الأضواء منذ تعيين القيادي خالد عمر باطرفي زعيماً له أواخر فبراير/شباط الماضي.

ومنذ أكثر من سبع سنوات، ظلّت البيضاء أرضاً خصبة لعناصر تنظيم “القاعدة” الذين يتوزعون على 4 مديريات هي الصومعة والزاهر ومكيراس وولد ربيع ويديرون أمورها بالكامل كسلطة أمر واقع بعيداً عن الأنظار، لكنها المرة الأولى التي يظهرون فيها للعلن، بحادثة صادمة للمجتمع اليمني تمثّلت بإعدام وصلب طبيب الأسنان مظهر اليوسفي، قبل أنّ يعودوا بعد أيام لتفجير مركز الصومعة الطبي الذي كان يعمل بداخله الطبيب منذ عشر سنوات.

وأكد مصدر إعلامي في محافظة البيضاء أنها ليست المرة الأولى التي يقوم فيها “القاعدة” بتنفيذ عقوبة الإعدام ضدّ من يصنّفهم بأنهم “جواسيس” أو “عملاء للغرب”، لكنه أراد هذه المرة إشاعة الخوف في أوساط المجتمع بشكل أكبر.

وذكر المصدر، أنّ هناك أنباء مؤكدة عن إعدام “القاعدة” خلال الأيام الأخيرة 4 أشخاص بتهمة التجسس، لكنهم مواطنون عاديون. ولفت إلى أنّ “حرص التنظيم على إشهار عملية إعدام وصلب الطبيب فقط، الهدف منها التلويح بالحديد والنار لكل من يخالفونه، بمختلف مستوياتهم ودرجاتهم العلمية”.

وبدت عملية إشهار التنظيم لحقبته الجديدة، محاكية إلى درجة كبيرة للطريقة التي كان يلجأ إليها الحوثيون في إخضاع المجتمعات بمزيد من الترويع والتفجيرات.

ففي حين تشابهت لهجة بيان تبني عملية إعدام الطبيب مع البيانات الحوثية التي تتحدث عن العفو العام، ودعوة المغرر بهم لتسليم أنفسهم مقابل العفو والأمان، كان تفجير منازل الخصوم القبليين والمدارس الدينية، سياسة انتهجها الحوثيون طيلة مشوارهم من صعدة إلى عمران وصولاً إلى اجتياح صنعاء أواخر عام 2014.

ولا يُعرف ما إذا كان الزعيم الجديد لتنظيم “القاعدة”، خالد باطرفي، يسعى لتدشين مرحلة دموية أم لا، خصوصاً أنّ خلفيته العسكرية متواضعة مقارنة بزعماء سابقين مثل ناصر الوحيشي أو قاسم الريمي، اللذين قتلا بغارات جوية في 2015 و2019 على التوالي.

وتوقعت مصادر مطلعة، أنّ باطرفي يتواجد في المديرية ذاتها التي شهدت العمليات الجديدة للتنظيم في البيضاء، وهي المحافظة التي يمتلك فيها “القاعدة” أكبر خارطة نفوذ له على مستوى اليمن بشكل عام.

وقالت المصادر إنّ عناصر القاعدة في البيضاء يتواجدون في مديريتي الصومعة والزاهر وبعض مناطق مديرية مكيراس، فضلاً عن بعض مناطق مديرية ولد ربيع التي زعم الحوثيون قبل أيام سيطرتهم الكاملة عليها، على الرغم من نفي مصادر قبلية لتلك المزاعم واعتبارها “انتصارات وهمية”.

وبعيداً عن البيضاء، لا يزال التنظيم يمتلك حضوراً صامتاً، في بعض مناطق محافظة شبوة الجبلية، وتحديداً الصعيد والحوطة، التي زعم التحالف السعودي الإماراتي أنه “طهرها” من “القاعدة” مراراً بعمليات عسكرية منذ العام 2016 وحتى 2019.

كما يمتلك التنظيم حضوراً في بعض مناطق وادي حضرموت الخاضع عملياً لسيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، وبعض مناطق محافظة مأرب النفطية، التي يشنّ الحوثيون هجمات مكثفة عليها، في مسعى للانقضاض على مصادر الثروة فيها من نفط وغاز.

وفي محافظة أبين، التي يسيطر “المجلس الانتقالي الجنوبي” المدعوم إماراتياً على المساحة الأوسع فيها، يحتفظ تنظيم “القاعدة” بحضوره في مثلث مودية والمحفد والوضيع، فضلاً عن بلدة المراقشة، وفقاً لمصادر قبلية يمنية.

ومنذ العام 2015، يطمح “القاعدة” للزعامة وإقامة “إمارات إسلامية” كما فعل سابقاً في مديرية لودر في محافظة أبين. لكن الظهور العلني كان دائماً ما يجعل قياداته أهدافاً سهلة لضربات الطائرات من دون طيار الأميركية، التي نجحت خلال السنوات الخمس الماضية، في اصطياد العشرات من قيادات الصف الأول بالتنظيم، ابتداءً بناصر الوحيشي وجلال بلعيد والسعوديين إبراهيم الربيش وسعد الشهري، وصولاً إلى قاسم الريمي.

ولم يعد “القاعدة” يمتلك الكثير من القيادات المؤثرة كما كان في السابق. ووفقاً لمراقبين، فإنّ التنظيم يعيش أضعف فتراته الحالية، لكنه يستفيد من التعاون وتبادل الأدوار مع جماعة الحوثيين التي تعمل على إنعاش الروح فيه لتحقيق مكاسب سياسية وتسويق نفسها لدى المجتمع الدولي فضلا عن التعاون مع الميليشيات التابعة للإمارات.

وسبق أن كشف تحقيق أجرته شبكة “سي أن أن” الأميركية أن السعودية وحلفاءها خصوصا دولة الإمارات نقلوا أسلحة أميركية الصنع إلى تنظيم “القاعدة” ومليشيات متشددة في اليمن.

كما بيّن التحقيق أن جزءا من هذه الأسلحة الأميركية وصل أيضاً إلى أيدي الحوثيين، ما من شأنه أن يكشف تفاصيل حساسة عن بعض التكنولوجيا العسكرية الأميركية لطهران، ويحتمل أن يعرض حياة القوات الأميركة في مناطق الصراع الأخرى للخطر، بحسب الشبكة.

ولفت التحقيق إلى أن السعودية والإمارات استخدمتا الأسلحة الأميركية لشراء ولاءات المليشيات أو القبائل اليمنية، للتأثير على المشهد السياسي المعقد، وفق ما نقلت “سي إن إن” عن قادة ميدانيين ومحللين.

وفي هذا السياق قال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) إن التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات في الحرب على اليمن يخرق شروط مبيعات الأسلحة مع الولايات المتحدة، وإن هناك تحقيقاً يجري في هذا الشأن.

وسبق أن نشرت الشبكة الأميركية تحقيقات تفيد بأن أسلحة أميركية الصنع استخدمت في سلسلة من هجمات التحالف السعودي وأدت إلى مقتل عشرات المدنيين، العديد منهم من الأطفال.

كما أنه سبق أن كشفت وكالة “أسوشييتد برس”، في أغسطس /آب الماضي أن التحالف الذي تقوده السعودية، أبرم اتفاقات سرية مع مقاتلي تنظيم القاعدة، ودفع لهم أموالاً للخروج من مناطق رئيسية، كما أنه أبرم اتفاقات معهم للانضمام إلى التحالف.

وقالت الوكالة إنه “خلال العامين الماضيين لم يتوقف التحالف العربي الذي تقوده السعودية وتدعمه الولايات المتحدة، عن ادعاء تحقيقه انتصارات مهمة أدت إلى طرد القاعدة من معاقله في اليمن، وقلصت قدرته على تنفيذ هجمات ضد الغرب”، لكن بحسب تحقيق أجرته الوكالة، فقد كشف أن “العديد من نجاحات هذا التحالف، جاءت من دون إطلاق رصاصة واحدة، وذلك لأنه أبرم اتفاقات سرية مع مقاتلي التنظيم، ودفع أموالاً لبعضهم لمغادرة مدن وبلدات رئيسية وسمح لبعضهم بالانسحاب مع سلاحهم وعتادهم وأموال طائلة منهوبة”.

ومما كشفه تحقيق أسوشييتد برس أيضاً، أن “صفقة” التحالف السعودي الإماراتي مع “القاعدة”، تضمنت كذلك الاتفاق مع بعض مقاتلي التنظيم على الانضمام إلى “التحالف” نفسه.

وبحسب الوكالة الأميركية، فإن هذه “التسويات والتحالفات” بين التحالف وتنظيم القاعدة سمحت للأخير بمواصلة القدرة على القتال حتى اليوم، وهي تهدد بتقوية أخطر فرع لـ”القاعدة”، وهو التنظيم الذي نفذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001.

وتأتي هذه التطورات أيضاً في الوقت الذي ينظر فيه الكونغرس، فيما إذا كان سيضطر إلى إنهاء دعم إدارة دونالد ترامب للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن.