موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

مجلة أمريكية: دعم ترامب للتحالف السعودي الإماراتي يدفع باليمن نحو الكارثة

127

حذر تقرير في مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية من الكارثة المقبلة في اليمن وأن دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتحالف السعودي الإماراتي يهدد البلاد.

وقال مراسل المجلة للدبلوماسية روبي غريمر ومراسلة المجلة في البنتاغون لارا سليجمان إن دعم الولايات المتحدة للسعودية والإمارات في حربهما باليمن يقود إلى كارثة.

وذكرا أن كبير دبلوماسيي الأمم المتحدة يحاول التوصل إلى هدنة بين الجماعات المتناحرة في وقت يحذر فيه الخبراء من الكارثة الإنسانية التي تتخمر.

وقالا إن المبعوث الدولي لليمن مارتن غريفيثس يحاول التوسط بين قوات الحكومة والمتمردين الحوثيين في الحرب التي يراها الكثيرون حرباً بالوكالة بين التحالف الذي تدعمه الولايات المتحدة وذلك الذي تقف وراءه إيران.

وتدعم الإمارات العربية المتحدة والسعودية القوات الحكومية وأرسلت قوات نحو ميناء الحديدة الذي تصل إليه نسبة 70% من المساعدات الإنسانية والبضائع التجارية.

وتخشى المنظمات الإنسانية من تدمير الحرب لمنشآت الميناء بشكل يجعل منشآته غير متاحة وحرمان 8.4 مليون نسمة ممن هم على حافة المجاعة وملايين آخرين بحاجة للمساعدة الإنسانية.

وبحسب السفير الأمريكي السابق في قضايا جرائم الحرب ستيفن راب “نواجه في هذه المرحلة من النزاع وهذا مقلق تهديد الكارثة الإنسانية”. وكان راب يتحدث في مؤتمر نظمه مركز ستيمسون بواشنطن: “نحن في نقطة تحول في حالة مضت الحملة فإنه سيصبح أكثر سوءاً”.

وقابل غريفيثس الذي توسط في عدد من النزاعات حول العالم الرئيس اليمني عبد ربه منصورهادي وكبير المفاوضين الحوثيين محمد عبد السلام وقال إنه يأمل بجلب الأطراف إلى طاولة المفاوضات والتوافق على وقف القتال. وتقول إليزابيث ديكنسون، المحللة البارزة في شؤون الجزيرة العربية بمجموعة الأزمات الدولية: “لديه أحسن فرصة لم تتوفر لأي مبعوث ويحظى بثقة من الاطراف أكثر من المبعوثين السابقين”.

وفي الوقت الذي أوقف الإماراتيون الحملة على ميناء الحديدة لمنحه فرصة إلا أنه لا يملك إلا وقتاً قليلاً للتوصل إلى تسوية قبل التقدم إلى المدينة التي حصنها الحوثيون بالقناصة والخنادق والألغام.

ويقول الدبلوماسيون الإماراتيون إن حملة الحديدة ساعدت في الضغط على الحوثيين لمقابلة غريفيثس ومنحوه نفوذاً للتفاوض حول محادثات السلام وتسوية الحرب التي مضى عليها ثلاثة أعوام. ويقول دبلوماسي إماراتي إن حملة الحديدة هي بالضبط ما سيحرف الموازين والتوصل إلى تسوية سياسية تنهي الحرب وذلك بعد جمود ثلاث سنوات من الجمود العسكري والسياسي.

ويقول الإماراتيون إنهم سيواصلون المساعدات الإنسانية وحضروا أطناناً من المواد المساعدات حتى لا يتوقف الدعم حالة تضرر الميناء بسبب المعركة وتعذر الوصول إليه. لكن منظمات الإغاثة قلقة من أن تؤدي مواجهة جديدة مع الحوثيين لقطع الإغاثة خاصة عن السكان الذين يعيشون تحت حكم الحوثيين.

يقول سكوت بول، الخبير في اليمن بمنظمة أوكسفام: “ما لم تكن هناك خطة يتم من خلالها نقل الإمدادات عبر خطوط القتال وبدون معوقات يقوم بها أي من الأطراف، فأي حديث هو مجرد عبث”.

وقال إن شحنات الإغاثة وشاحنات الإمدادات قد تعلق وسط النيران بشكل يعرقل تدفق المساعدات للمدنيين. وأضاف: “ما يخيف بشأن هذه العملية هي الطرق المتعددة التي سيقود فيها لتدهور الاوضاع ولا يمكن منع أي منها”.

وتواجه إدارة الرئيس دونالد ترامب ضغوطاً للحد من دعمها للتحالف الذي تقوده السعودية وسط تزايد في أعداد القتلى واتهامات جديدة عن السجون السرية التي تديرها الإمارات والتي ينتشر فيها التعذيب والانتهاك الجنسي.

وتنفي الإمارات الاتهامات فيما وصفت الخارجية الأمريكية مزاعم الانتهاكات بالمثيرة للقلق. وقالت الجنرال ريبيكا ريباريتش المتحدثة باسم البنتاغون “تتعامل الولايات المتحدة مع اتهامات الانتهاك بجدية”.

ووصفت المتحدثة باسم الخارجية الإمارات بـ “الشريك القوي” مضيفة أن الوزارة تدير نقاشات دورية مع الحكومة الإماراتية “في موضوعات مثل هذه”.

وتتعامل إدارة ترامب مع الحرب هذه كوسيلة لمواجهة التأثير الإيراني المتزايد في اليمن حيث قدمت طهران للحوثيين الصواريخ الباليستية التي أطلقوها باتجاه الاراضي السعودية. ووفرت الولايات المتحدة لطيران التحالف العربي التزويد بالوقود أثناء الطلعات الجوية والمعلومات الاستخباراتية.

وبحسب معلومات القيادة المركزية فقد زودت الطائرات الأمريكية منذ بداية الحرب أثناء إدارة باراك أوباما عام 2015 حوالي 2.868 عملية تزويد وقود حول القرن الأفريقي بما فيها اليمن.

وأكد وزير الدفاع جيمس ماتيس ان الولايات تقوم بتقييم الدعم الاستخباراتي للسعوديين ومحاولة تجنب القتلى المدنيين. وبعد تقرير للأمم المتحدة عن مقتل 100 مدني يمني بسبب القصف السعودي قال ماتيس للصحافيين “لم اكن يوما مرتاحا لسقوط مدنيين”.

وقال ”نحاول تعليمهم كيفية استخدام المعلومات الاستخباراتية بدقة من أجل تجنب قتل المدنيين”. وفي الوقت الذي تواصل فيه إدارة ترامب دعم التحالف إلا أن صبر الكونغرس ينفد.

وهدد السناتور بوب ميننديزـ العضو البارز في لجنة الشؤون الخارجية بوقف صفقة بقيمة ملياري دولار مع السعوديين وأكثر من 120.000 ذخيرة دقيقة للإماراتيين.

وعلى ما يبدو فالصفقة هي جزء من 110 مليارات دولار أعلن عنها ترامب أثناء زيارته للسعودية العام الماضي. وفي رسالة كتبها ميننديز في 28 حزيران (يونيو) إلى وزير الخارجية مايك بومبيو وماتيس “أشعر بالقلق من أن سياستنا تساعد على إدامة النزاع الذي تسبب بأكبر كارثة إنسانية في العالم”.

وأكد مسؤول في الخارجية تسلم الرسالة لكنه أضاف “تظل أهدافنا في اليمن متناسقة: العمل مع شركائنا الدوليين لجلب السلام والازدهار والامن لليمن” وقال إن حلاً دائماً لن يحصل إلا من خلال خطة شاملة تقتضي تنازلاً من كل الأطراف.

وتشارك الولايات المتحدة بالفعل عددًا محدودًا من المعلومات الاستخبارية مع الإمارات والسعودية، معظمها يركز على محاربة القاعدة، وليس قوات الحوثي، كما تساعد الولايات المتحدة التحالف الذي تقوده السعودية من خلال القيام بعمليات إعادة التزود بالوقود للطائرات الحربية في الجو، وبيع الصواريخ الموجهة للدول الخليجية، وتوفير قوات خاصة للعمل مع قوات الإمارات داخل اليمن لاستهداف المتشددين الإسلاميين الذين استفادوا من الفراغ الأمني.

وفي الولايات المتحدة، حاول المشرّعون من كلا الحزبين قطع الدعم العسكري الأمريكي عن القتال في اليمن، ويرجع ذلك جزئياً إلى المخاوف من أن الرياض وأبوظبي لا يبذلان ما في وسعهما لتقليل عدد المدنيين الذين يُقتلون بواسطة الغارات الجوية، والتي تعتمد الكثير منها على ذخيرة أمريكية الصنع.

وكان مسؤولون أمريكيون قالوا الأسبوع الماضي  أن الولايات المتحدة حذرت حليفتها المقربة الإمارات من شن هجوم على مدينة الحديدية الساحلية في اليمن، وهو ما يخشى خبراء الأمم المتحدة من أنه قد يتسبب في أزمة إنسانية جديدة.

وصدر التحذير بينما تقدمت قوات يمنية تساندها الإمارات حتى صارت على مسافة 10 كيلومترات من الميناء الواقع على البحر الأحمر، والذي يستقبل معظم الإمدادات الإنسانية لسكان البلد الذي مزقته الحرب.

كما كان معهد أمريكان انتربرايز اعتبر في تقرير له الأسبوع الماضي أن الهجوم العسكري الذي تقوده الإمارات في مدينة “الحديدة” (غربي اليمن) يعرض المصالح الأمنية الأمريكية للخطر في شبه الجزيرة العربية في ظل الظروف الحالية حيث  شكك باحث بارز مهتم بشؤون اليمن في نوايا الدولة من العملية وقال إنها تبحث عن نفوذ جديد يعزز سلطتها.