استنكر رئيس المجلس الرئاسي في ليبيا فايز السراج ما تقدمه دولة الإمارات ومصر من دعم مباشر لمن وصفه بمجرم الحرب واللواء المتمرد خليفة حفتر ضمن مؤامرات نشر الفوضى والتخريب في البلاد.
ودعا السراج خلال كلمة ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، المدعية العامة في المحكمة الجنائية الدولية إلى التحقيق فيما يجري في بلاده، وطالب بإدراج حفتر على قائمة العقوبات الدولية ومحاسبة داعميه.
وأعرب السراج عن أسفه لكون “ليبيا تمرّ بأزمة خطيرة بسبب تدخل أجنبي سلبي”، منتقدا أدوار كلّ من الإمارات التي “سمحت لنفسها بأن تكون منصة إعلامية للمليشيات”، و”مصر التي تريد إعطاء دروس لليبيا”، مشيرا إلى العثور على “صواريخ فرنسية” في منطقة انتزعتها قواته من قوات حفتر.
وقال السراج بأن قوات الحكومة هي التي حاربت تنظيم الدولة الإسلامية وأخرجته من مدينة سرت. واعتبر أن “ما شجّع مجرم الحرب هذا هو حصوله على دعم دول أجنبية”، لكنه أكد “سنهزمه بغضّ النظر عمّن يدعمه”، مؤكّدا رفضه أي حوار مع حفتر.
وقبل أيام جدد المجلس الأعلى للدولة في ليبيا اتهامه لقوات حفتر بالاستعانة بالمرتزقة والطيران الأجنبي، وقال إن لديه معلومات “مؤكدة” عن أن الهجوم الذي شنته قوات حفتر أخيرا كان مدعوما بالمرتزقة ومسنودا بالطيران الأجنبي.
وسبق أن اعترف العقيد فوزي بوحرارة القائد بقوات حفتر في أواخر أغسطس/آب الماضي بأن طائرات مسيرة إماراتية شاركت في هجمات استهدفت مدينة غريان جنوب طرابلس.
وتواصل الإمارات دعم حفتر سياسيا إلى جانب دعمه بالمال والعتاد العسكري، وذلك عبر محاولة ترويجه دوليا خدمة لمؤامراتها التي تستهدف ليبيا.
وقبل أيام أعلنت السفارة الأميركية في ليبيا أن السفير ريتشارد نورلاند التقى الخميس اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر في العاصمة الإماراتية أبو ظبي.
وأوضحت أن الرجلين ناقشا الأوضاع الراهنة في ليبيا وإمكانية التوصّل إلى حلّ سياسي للصراع الدائر في البلاد.
وقال المكتب الإعلامي لقوات حفتر بيان صحفي إن حفتر التقي بالسفير الأمريكي في إطار بحث “الأوضاع العسكرية في ليبيا وحرب القوات المُسلحة على الإرهاب وتعزيزا للعلاقة بين الدولتين الليبية والأمريكية”.
وتواصل أبوظبي دعمها للجنرال حفتر ضد حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دولياً، والذي يقود هجوم منذ أشهر على العاصمة طرابلس.
وفشلت قوات حفتر رغم الدعم الإماراتي والمصري المقدم لقواته حتى الآن من احراز أي تقدم تجاه العاصمة الليبية، وتكبدت ميلشياته خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.
وفي بداية الشهر الجاري، استنكر المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية سماح الإمارات لأحمد المسماري المتحدث باسم قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر بعقد مؤتمر صحفي في العاصمة أبوظبي.
ووصف المجلس الرئاسي -في بيان- سماح أبو ظبي للناطق باسم حفتر بعقد مؤتمره بأنه “موقف عدائي”. وقال المجلس إن هذا الموقف يدل على “سماح الإمارات بأن تكون عاصمتها منصة إعلامية للمليشيات المعتدية على طرابلس”.