موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

مصير مجهول لعشرات المعتقلين السياسيين في الإمارات منذ أربعة أشهر

398

يخيم المصير المجهول على عشرات المعتقلين السياسيين في الإمارات منذ أربعة أشهر في الإمارات في ظل منع السلطات في أبوظبي أي تواصل لهم عن العالم الخارجي تكريسا لنظام القمع والقضبة الامنية.

فمنذ العاشر من تموز/ يوليو الماضي أخفت السلطات الإماراتية المعتقلين تماما، ومنعتهم من التواصل مع ذويهم منذ حضورهم جلسة النطق بالحكم ضدهم منذ أربعة أشهر ونصف، في قضية “لجنة العدالة والكرامة”.

واللافت أن الإخفاء القسري طال 25 معتقلا كان من المفترض أن يتم الإفراج الفوري عنهم بعد جلسة النطق بالحكم في 10 تموز/ يوليو الماضي، حيث قضت المحكمة بانقضاء الدعوى الجزائية لـ24 معتقلا، وبراءة آخر.

وبحسب المصدر، فإن النيابة العامة رفضت الأحكام حينها، واستأنفتها مطالبة بإعادة المحاكمة لإنزال أشد العقوبات بالمعتقلين.

وكانت دائرة أمن الدولة بمحكمة أبوظبي الاتحادية الاستئنافية، قضت بالسجن المؤبد بحق 43 شخصا، والسجن 10 سنوات بحق 5 متهمين، والسجن 5 سنوات أيضا بحق 5 آخرين.

وأشار المصدر إلى أن قضية الإخفاء القسري الجديدة قد يتم تصعيدها والحديث عنها من قبل منظمات حقوقية قريبا.

وفي تصريح سابق لموقع “عربي21” الإخباري،  قال المستشار القضائي محمد بن صقر الزعابي، وهو معارض إماراتي بارز، إن الـ24 شخصا الذين قرر القضاء انقضاء الدعوى ضدهم، كان الأصل أن يُفرج عنهم، لكونهم انتهت أحكامهم قبل سنتين، وبعضهم منذ خمس سنوات في قضية “دعوة الإصلاح”، ولم يفرج عنهم على أساس أنهم في المناصحة”.

ويتيح القانون الإماراتي للادعاء العام، وللمتهمين، حق الطعن في الحكم لدى المحكمة الاتحادية العليا في مدة أقصاها شهر.

وحول المتهم الوحيد الذي قضت المحكمة ببراءته، قال المصدر إن المقصود هو رجل الأعمال خلف الرميثي الذي قامت السلطات الأردنية بتسليمه إلى الأردن في آذار/ مارس من العام الماضي.

وأشار المصدر إلى أن الرميثي كان متهما أيضا في قضية “التنظيم السري”، وحُكم عليه بالسجن الغيابي 15 سنة، ولا يُعرف ما إن كان القضاء الإماراتي سيعيد محاكمته في تلك القضية أم لا.

وتتهم منظمة هيومن رايتس ووتش، ومنظمات حقوقية دولية، الحكومة الإماراتية بانتهاج سياسة تهدف إلى إبقاء المعتقلين السياسيين في السجن.

وبعد انتهاء جل أحكام السجن في قضية “التنظيم السري” التي اعتقلت على إثرها السلطات العشرات في 2012، فإنه جرى العام الماضي توجيه تهم جديدة لهم، علما بأنهم قيد الاعتقال منذ 12 سنة.

وكان القضاء الإماراتي أطلق اسم “تنظيم لجنة العدالة والكرامة” على المتهمين في القضية، وأكد أنها قضية جديدة، كمخرج قانوني له لمخالفته الأنظمة المعمول بها في القانون الإماراتي.

وانتهكت الإمارات، بحسب الخبراء القانونيون، المادة 19 من الميثاق العربي لحقوق الإنسان، التي تنص على أنه “لا يمكن محاكمة شخص مرتين بنفس التهمة. يحق لأي شخص يُقام ضده مثل هذا الإجراء أن يطالب بشرعيته بالإفراج عنه”، وهو ما أكد عليه بيان مشترك لـ43 منظمة حقوقية في كانون الأول/ ديسمبر الماضي.

من جهته استعرض مركز حقوقي أهوال التعذيب في السجون الإماراتية بحق معتقلي الرأي والمعارضين سلميا ومنها الاعتداءات الجنسية والصعق بالكهرباء والضرب والإذلال إلى جانب الحرمان من النوم والإهمال الطبي.

وأكد مركز مناصرة معتقلي الإمارات أن التعذيب يُعتبر سمة أساسية في السجون الإماراتية، حيث تُواصل المنظمات الحقوقية الدولية تلقي استغاثات المعتقلين السياسيين، التي تصف حالات التعذيب والمعاملة القاسية التي يتعرضون لها على يد السلطات الإماراتية.

وبحسب المركز تتنوع وسائل التعذيب المستخدمة لتشمل أساليب نفسية وجسدية، معتمدة على تقنيات تُماثل تلك المستخدمة في بعض السجون سيئة السمعة عالميًا.

وفيما يلي أبرز وسائل التعذيب الموثقة من قبل المنظمات الدولية ومركز مناصرة معتقلي الإمارات (EDAC):

  1. التحكم في درجات الحرارة: تُستخدم درجات الحرارة القصوى كسلاح لتعذيب المعتقلين. يُبقى المعتقلون في زنازين انفرادية بدرجات حرارة شديدة البرودة، حيث يُجبرون على الوقوف تحت المكيفات لساعات طويلة بدون غطاء، مما يسبب لهم آلامًا جسدية شديدة.

كما يستغل السجانون حرارة الصحراء المرتفعة، ويغلقون أجهزة التكييف في الزنازين، خاصة في سجن الرزين، مما يجعل المعتقلين يعانون من الاختناق والضيق. مثل هذه المعاملة وُثقت من قبل المعتقلة أمينة العبدولي، التي أشارت إلى أن الضابط أغلق المكيف في السيارة التي كانت تُنقل فيها، مما تسبب في شعورها بالاختناق.

  1. الحرمان من النوم: يُعد الحرمان من النوم أحد أساليب التعذيب الأكثر شيوعًا، ويستخدم بشكل مكثف في السجون الإماراتية لإرهاق المعتقلين نفسيًا وجسديًا.

ويتم إجبار المعتقلين على البقاء مستيقظين لعدة أيام، ويتم تشغيل أصوات عالية وإضاءة شديدة طوال الوقت، مما يؤدي إلى إرهاقهم. رجل الأعمال الليبي رفعت حداقة ذكر أن الحراس منعوه من النوم لأكثر من ثلاثة أيام، وأخرجوا فراشه، وإذا حاول النوم على الأرض، كان يتم تهديده وإيقافه.

  1. الإضاءة الساطعة والموسيقى الدعائية الصاخبة: يُستخدم التعذيب الصوتي والضوئي بشكل منهجي لمنع المعتقلين من النوم وخلق حالة من الانزعاج المستمر.

في سجن الرزين، تُشغَّل الموسيقى الدعائية الصاخبة على مدار اليوم والليل، مما يُسبب توترًا نفسيًا شديدًا لدى المعتقلين. وقد تسببت هذه الأصوات العالية بحالة من الهلع للدكتور محمد الركن، الذي أُصيب بالإغماء وارتفع ضغط دمه نتيجة هذه الممارسات.

  1. الإجبار على الوقوف لفترات طويلة: يُعتبر الوقوف لمدد طويلة من أساليب التعذيب التي تؤدي إلى آلام مزمنة في الساقين والظهر، كما تؤدي إلى مشاكل في الدورة الدموية على المدى الطويل.

وقد أُجبر العديد من المعتقلين، مثل إبراهيم المرزوقي، على الوقوف لساعات طويلة على أقدامهم، وفي حال حاولوا الجلوس، يتم ضربهم بقسوة.

  1. التحقيقات الطويلة والضرب المستهدف: يتم استهداف مناطق معينة من الجسم بالضرب لإحداث أقصى درجة من الألم، حيث وُثِّقت حالات مثل المعتقلة أمينة العبدولي، التي تعرضت للضرب المستمر على وجهها، مما أدى إلى ضعف الرؤية وتضرر أسنانها.

كما تُستخدم التحقيقات الطويلة بهدف إنهاك المعتقلين، حيث أبلغ المعتقل خليفة النعيمي عن التحقيق معه عدة مرات يوميًا، مما يُفقده القدرة على التركيز ويُرهقه جسديًا.

  1. التعذيب النفسي والتهديد بالموت: يتعرض المعتقلون لضغوط نفسية شديدة تتراوح بين التهديد بالترحيل وإلغاء الإقامة، إلى التهديد بالإعدام.

في إحدى الحالات، قالت ضابطة للمعتقلة أمينة العبدولي أثناء تلقيها العلاج أن بإمكانهم “وضع السم في العلاج”، مما خلق حالة من الخوف الشديد لديها.

  1. الصعق الكهربائي: يُعد الصعق الكهربائي أحد أكثر وسائل التعذيب إيلامًا وإرهابًا، وقد وثّق العديد من المعتقلين، مثل اللاجئ الفلسطيني خالد أحمد، تعرضهم لصدمات كهربائية متكررة خلال التحقيقات.

وأفاد رجل الأعمال الليبي رفعت حداقة بوجود كراسي كهربائية في غرف التحقيق، حيث تُستخدم أحيانًا كوسيلة للتهديد، وفي أحيان أخرى يتم استخدامها فعليًا لتعذيب المعتقلين.

  1. الاعتداءات الجنسية: الاعتداءات الجنسية والتهديد بها تُعد إحدى أساليب الإذلال التي تُستخدم لإضعاف المعتقلين نفسيًا وكسر إرادتهم.

وقد تعرّض بعض المعتقلين من جنسيات أوروبية، مثل البولندي تور ليغيسكا، للاغتصاب من قبل الحراس، في حين ذكر رجل الأعمال البريطاني ديفيد هيغ تعرضه للتحرش والاغتصاب الجماعي من قبل مجموعة من الحراس.

  1. نزع الأظافر: يُعتبر خلع الأظافر من أساليب التعذيب القديمة والمعروفة بقسوتها الشديدة، وقد وُثِّقت هذه الممارسة بحق معتقلين، مثل الدكتور أحمد الزعابي، الذي أفاد أمام النيابة العامة بتعرضه لهذا النوع من التعذيب.
  2. الضرب والإذلال: لا تزال الضربات المباشرة وسيلة رئيسية للتعذيب، حيث يتم ضرب المعتقلين باستخدام أدوات قاسية مثل أنابيب المياه، كما أفاد بذلك المعتقل إبراهيم المرزوقي.

بالإضافة إلى ذلك، تتعمد السلطات إذلال المعتقلين لدفعهم إلى الانهيار النفسي، كإجبارهم على شرب الماء من أحذيتهم، كما حدث مع رجل الأعمال الليبي.

تهدف هذه الأساليب المتعددة إلى إجبار المعتقلين على الاعتراف بتهم لم يرتكبوها، وإلى كسر إرادتهم وتدميرهم نفسيًا وجسديًا بحسب مركز مناصرة معتقلي الإمارات الذي أكد مواصلته توثيق هذه الانتهاكات لفضح ممارسات التعذيب الممنهج في السجون الإماراتية، والعمل على حماية حقوق الإنسان.