موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

النظام السوري يهين الإمارات رغم التطبيع الثنائي

200

تعمد النظام السوري توجيه إهانات بالغة لدولة الإمارات على الرغم من هرولة النظام الحاكم في أبو ظبي لتعزيز التطبيع الثنائي بين الجانبين وترويج ذلك إعلاميا على أنه يستهدف الحد من النفوذ الإيراني في سوريا.

واستخدمت دمشق وسائل إعلام موالية لها لتوجيه رسائل سلبية إلى الإمارات تقلل من نفوذها وتأثيرها وتعرى محاولة تضخيم دورها في إبرام العلاقات مع نظام بشار الأسد.

ومن ذلك ما نشرته صحيفة “الأخبار” اللبنانية الموالية لحزب الله ودمشق، نقلا عن مصادر دبلوماسية في النظام السوري، من أن دمشق لن تقدم تنازلات في علاقاتها مع إيران، وأنها لم تقدم مثل هذه الخطوة لدولة صغيرة محدودة التأثير كالإمارات.

وذكرت الصحيفة، أنه على واقع زيارة وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد الأسبوع الماضي إلى دمشق، والمعلومات التي وردت حول دعوة بشار الأسد لزيارة أبو ظبي، زعم أن دمشق قدمت تنازلات سياسية أفضت إلى تزخيم جهود إعادتها إلى “الحضن العربي”.

وأشارت إلى أن مسؤولين رفيعين في النظام السوري، أكدوا طوال ثلاث سنوات ماضية، أن مستوى العلاقات بين أبو ظبي ودمشق “كما يحكى في الإعلام، وليس فيها أي بنود خفية أو خطط مستقبلية، خارج المجال الاقتصادي”.

وتابعت أن هذه العلاقات بدأت تتخذ منحى سياسيا، وخصوصا بعدما ثَبت لدى السوريين أن المبادرة الإماراتية ليست سوى مهمّة استطلاعية، تقوم بها أبو ظبي نيابةً عن عدة عواصم عربية، أبرزها الرياض التي تابعت هذه الجهود بعدما اطمأنّت إلى أنها لن تقابَل بالرفض.

وأوضحت أنه في أيار/ مايو الماضي، زار رئيس جهاز المخابرات السعودي، خالد الحميدان، دمشق وقدم عرض بلاده المعروف، والذي قضى حينها بـ”موازنة علاقات سوريا مع إيران والسعودية”، في مقابل إعادة سوريا إلى “المنظومة العربية”.

ولفتت إلى أن دمشق لم تتجاوب مع هذا العرض، لكن الرياض لم تمتنع عن مواصلة جهودها وسط معلومات عن زيارة “علنية” يتوقع أن يقوم بها وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، إلى سوريا في الأسابيع المقبلة.

وأشارت إلى تحولات إقليمية دفعت بأبو ظبي إلى تمتين علاقاتها مع دمشق وإظهارها إلى العلن، والتبرّع بالقيام بدور الوسيط الذي يعيدها إلى “الحضن العربي”.

ورأت أنه لا يمكن اعتبار ما يجري بين سوريا والإمارات تحالفا سياسيا، كما أنه لا يشبه التحالف السوري ـــ الإيراني.

وتبرز إحدى الدوافع الإماراتية، أن تحركها يأتي ضمن المحاولات العربية الروسية المشتركة لإعادة سوريا إلى المنظومة العربية بهدف احتوائها وإيجاد نوع من التوازن في مقابل النفوذ الإيراني.

وحول حفاوة الاستقبال في دمشق، أشارت الصحيفة اللبنانية، إلى أنها تأتي ضمن المساعي لتوسيع شرعية النظام والحصول على اعتراف عربي ودولي بانتصاره في الحرب وأهليته للاستمرار والعودة إلى “الحضن العربي”.

بالإضافة إلى الحاجة الماسّة إلى الأموال والاستثمارات الأجنبية، لكسر الحصار وتنشيط الاقتصاد، والشروع بمرحلة إعادة الإعمار، مع إدراكٍ سوري أن الدول الخليجية تستطيع الحصول على استثناءات ولو محدودة من العقوبات الأمريكية، كما حصل مع الأردن.

وتابعت بأن إيران غير قادرة على إعادة الإعمار في سوريا، كما أن روسيا ليست لديها الرغبة بتحمل المسؤولية، والصين غير جاهزة لتحمل هذا العبء، ما دفع السوريين للبحث عن مصادر تمويل أخرى لإعادة الإعمار.

وأكدت مصادر دبلوماسية في دمشق بأن “ما لم تقدمه سوريا من تنازلات قبل الحرب، أو في ذروتها، لن تقدمه في نهايتها وهي منتصرة”.

وأضافت المصادر أن: “العلاقة بين دمشق وطهران أمتن بكثير مما يعتقد البعض”، متسائلة: “هل العلاقات بين إيران والإمارات مقطوعة؟ وماذا عن التبادلات التجارية المرتفعة بينهما؟”.