في فضيحة مدوية وسقطة غير مسبوقة، عمدت شركة الاتحاد للطيران الإماراتي إلى الترويج للسياحة في إسرائيل بعرض الهيكل المزعوم الذي يطالب اليهود ببنائه على أنقاض المسجد الأقصى في القدس المحتلة.
ونشرت الشركة على صفحتها الإنجليزية بموقع تويتر، فيديو ترويجياً للسياحة في إسرائيل تحت عنوان “زيارة تل أبيب”، وذلك بالتزامن مع استعدادها للبدء برحلات مباشرة مع تل أبيب، في مارس/آذار المقبل.
ويظهر الفيديو إحدى مضيفات الطيران التابعة للاتحاد المملوكة بالكامل للحكومة الإماراتية، وتشجع من خلالها على زيارة تل أبيب والقدس وأماكن أخرى، مستخدمة صورة لمجسم سمّته “الهيكل الثاني” اليهودي، إضافة إلى صورة لأحد الأزقة بالبلدة القديمة من مدينة القدس الشرقية المحتلة، باعتباره أحد المعالم في إسرائيل.
والأمر اللافت في هذا الفيديو أنه يُظهر مجسّماً كُتب أسفله “الهيكل الثاني” باللغة الإنجليزية، باعتباره أحد المعالم في إسرائيل.
حيث تقول وزارة الخارجية الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني إن الهيكل الثاني دُمر على يد القوات الرومانية في عام 70 ميلادية، فما تؤكد رسمياً أن “الهيكل الثاني” كان موجوداً في المكان الذي يتواجد فيه المسجد الأقصى بالقدس الشرقية المحتلة الآن.
يذكر أن المتطرفين اليهود في إسرائيل يطالبون بهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل على أنقاضه.
كما يستخدم المتطرفون هذا الادعاء كمبرر لاقتحام حرم المسجد الأقصى بشكل شبه يومي وإقامة الصلوات فيه.
من جانبهم يرفض المسلمون والعرب الزعم اليهودي، ويؤكدون أن المسجد الأقصى مكان مقدس للمسلمين فقط.
كما تضمن الشريط الترويجي الإماراتي صورة لأحد الأزقة بالبلدة القديمة من مدينة القدس المحتلة باعتباره أحد المعالم في إسرائيل.
وبحسب قرارات جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة، فإن القدس الشرقية، حيث يتواجد المسجد الأقصى، هي مدينة عربية فلسطينية محتلة، وجزء لا يتجزأ من الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967.
وكانت الاتحاد أول شركة طيران خليجية تُسير رحلة ركاب تجارية إلى ومن تل أبيب، عندما أقلت إحدى طائراتها في تشرين أول/ أكتوبر الماضي وفدا إماراتيا زار إسرائيل، في أول زيارة على مستوى وزاري من الإمارات إلى إسرائيل.
ونقلت بيان نشرته الشركة اليوم على موقعها الإلكتروني عن محمد عبدالله البلوكي، الرئيس التنفيذي للعمليات التشغيلية في مجموعة الاتحاد للطيران، القول :”يسر الاتحاد للطيران، بعد توقيع الاتفاقية الثنائية الجديدة، أن تُعلن عن إطلاق أحدث رحلاتها التي تربط بين العاصمة الإماراتية أبوظبي والعاصمة الاقتصادية لإسرائيل تل أبيب”.
وأضاف: “مما لا شك فيه، أن هذه الخطوة التاريخية الهامة بالبدء بتسيير رحلات منتظمة بين البلدين يدعم التزام الاتحاد، بصفتها شركة طيران، إزاء تعزيز اقتصاد البلدين وزيادة فرص النمو التجاري والسياحي، بالإضافة إلى تحقيق مكاسب عديدة على الدولتين وعلى امتداد المنطقة وما بعدها من وجهات”.
وكانت شركة “فلاي دبي” أعلنت أنها ستبدأ رحلاتها المنتظمة بين دبي وتل أبيب اعتبارا من 26 تشرين ثاني/ نوفمبر الجاري، وستقوم بتشغيل رحلتين يوميا بواقع 14 رحلة في الأسبوع بين مطاري دبي الدولي وبن غوريون في تل أبيب، وأتاحت حجز الرحلات عبر موقعها الإلكتروني.
