“تقتل القتيل وتمشي في جنازته”.. الإمارات قلقة من تدهور الأوضاع الإنسانية في اليمن
في موقف مثير للغثيان يذكر بالمثل الشعبي الشهير “تقتل القتيل وتمشي في جنازته” أعربت الإمارات عن قلقها العميق إزاء التدهور الخطير للحالة الإنسانية في اليمن في وقت تواصل فيه ارتكاب جرائم حرب متعددة بحق المدنيين اليمنيين.
وحاولت الإمارات أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة التنصل من جرائمها وما تفرضه من حصار غير إنساني على اليمنيين، من خلال تحميل جماعة الحوثي مسئولية “الانتهاكات الجسيمة بحق المدنيين وعرقلة جهود التحالف العربي في إيصال المساعدات الإنسانية لليمن”.
جاء ذلك في كلمة الإمارات التي ألقاها عبيد سالم الزعابي المندوب الدائم لدولة الامارات لدى الأمم المتحدة في جنيف أمام الدورة السابعة والثلاثين لمجلس حقوق الإنسان في إطار البند العاشر الخاص بالمساعدة التقنية وبناء القدرات.
وادعى الزعابي أن الإمارات تولي اهتماما خاصا للوضع الإنساني الصعب في اليمن وأنها ساهمت منذ بداية الأزمة بما يزيد عن 2.73 مليار دولار أمريكي لرفع المعاناة عن المواطنين تم تخصيصها للمشاريع المستدامة تشمل الصحة والتعليم والأمن والمرافق العامة والبنية التحتية والإعمار .
كما ادعى المندوب الإماراتي أن بلاده تبني مدارس وعيادات صحية وتناسي حجم ما تحدثه من دمار يومي بحق اليمنيين وممتلكاتهم وأعيانهم المدنية.
وزعم الزعابي دعم بلاده الحل السياسي في اليمن “استنادا إلى الشرعية الدستورية وضرورة الحفاظ على وحدة اليمن واحترام سيادته واستقلاله على أسس ومرجعيات واضحة” في تعمل فيه بلاده على أرض الواقع في تقسيم اليمن والسيطرة على مقدراته وثرواته.
ويشهد اليمن حرباً مدمرة بدأت نهاية عام 2014 بعد سيطرة جماعة الحوثيين على العاصمة صنعاء ومؤسسات الدولة، وتصاعدت وتيرة الصراع منذ مارس/ آذار 2015، عندما قادت السعودية تحالفاً عسكرياً بدعم من الإمارات، شن ضربات جوية مكثفة في مناطق متفرقة من البلاد.
ونشرت الإمارات (ثاني أكبر قوة في التحالف العربي) قواتها جنوبي اليمن، ودشّنت عمليات عسكرية لتحرير مناطق تمتدّ من حضرموت شرقاً إلى الحديدة غرباً وهي متورطة بقتل مئات الالاف من المدنيين اليمنيين.
وأعلن وزيران يمنيان قبل يومين استقالتهما من الحكومة المعترف بها دوليا في اليمن بسبب قيام التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات بعرقلة أعمال الحكومة الشرعية وفرضهما حصارا غير إنساني على البلاد.
كما يعاني البنك المركزي اليمني نقصا في السيولة النقدية بالعملة المحلية، على خلفية احتجاز قوات موالية لدولة الإمارات شحنة مطبوعات نقدية بمليارات الريالات قادمة من روسيا، ومنع وصولها إلى المصرف المركزي، ما يهدد بتوقف العمليات المصرفية وينذر بالعجز عن صرف رواتب موظفي الدولة ويفاقم وضع المواطنين المعيشي.
وبسبب حرب السعودية والإمارات وفرض حصار مشدد على اليمن يعاني المدنيين في البلاد من نقص حاد في الخدمات الأساسية خاصة الغاز وانتشار قياسي للأمراض والأوبئة.