كشفت مصادر موثوقة خفايا اعترافات متهم بالتجسس لصالح الإمارات في تركيا وتعليمات أبوظبي السرية له.
وقالت المصادر ل”إمارات ليكس”، إن المواطن الأردني أحمد الأسطل أقر بتوجيه الإمارات له بالتسلل إلى المؤسسات الفكرية لجماعة الإخوان المسلمين عبر التخفي بهوية صحفي معارض لأبوظبي من أجل جمع معلومات ووثائق.
وأوضحت المصادر أن الأسطل الذي كان يعد تقارير حول “المعارضين العرب” و”الإخوان المسلمين”، يقيم في تركيا منذ العام 2013.
واعترف بأنه نقل معلومات للإمارات حول التطورات السياسية الداخلية والخارجية لتركيا وعلاقاتها مع العالم، إضافة إلى إعداده تقريرا حول محاولة الانقلاب الفاشلة لتنظيم “غولن” الإرهابية في 15 يوليو/ تموز عام 2016.
وخلال جلسة محاكمته التي انعقدت أمس أقر الأسطل بارتباطه باستخبارات أبوظبي.
وقدّم الأسطل دفاعه لهيئة المحكمة، عبر المترجم، وذكر فيه أن الاستخبارات الإماراتية هي التي تواصلت معه، ولم يتواصل هو معها، قائلا: “حددوا لي معاشاً، إلا أني مارست مهنتي، وقمت بالعمل الصحفي”.
وفيما أقرّ المتهم بإعداده الأخبار والمحتويات التي عُثر عليها في الوثائق الرقمية المضبوطة معه، أكد أنه مارس ذلك في إطار مهنته كصحفي، رافضاً التهم الموجهة له بالتجسس.
وأوضح أن صلته بالاستخبارات الإماراتية استمرت حتى بعد قدومه إلى تركيا، لافتا إلى لقائه بمسؤول الاستخبارات الإماراتية في إسطنبول، دون علمه بالغاية التي جاء لأجلها الأخير إلى تركيا.
وأضاف أنه قطع صلته بالاستخبارات الإماراتية عندما طلبت منه الأخيرة خدمات “قد تشكّل جريمة”، من قبيل التجسس، حسب قوله.
وإزاء ذلك، طالب النائب العام في ولاية صقاريا باستمرار سجن الأسطل مع تأمين الأدلة والوثائق الناقصة في ملفه، فيما طالب محامو المتهم بإطلاق سراحه. أما المحكمة فقررت تأجيل المحاكمة إلى 16 يوليو/ تموز المقبل.
وألقى جهاز الاستخبارات وفرق مكافحة الإرهاب بمديرية أمن صقاريا القبض على الأسطل في إطار تحقيقات أطلقتها النيابة العامة في الولاية.
وفي 21 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أمرت محكمة تركية بحبس الأسطل بتهمة التجسس لصالح الإمارات.
وتسلل المتهم إلى المؤسسات الفكرية لجماعة الإخوان المسلمين متخفيًا بهوية صحفي معارض لنظام الإمارات، وأقام في تركيا منذ عام 2013، وكان يعد تقارير حول “المعارضين العرب” و”الإخوان المسلمين”، وقام بجمع معلومات ووثائق عنهم.
والأسطل كان مقربا من محمد دحلان القيادي المفصول من حركة فتح، ومستشار ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد.
وثبت لدى الأمن التركي أن الأسطل تلقى حوالي 400 ألف دولار من الإمارات.
وكان مقيم آخر سبع سنوات من حياته المهنية في تركيا، حيث انتحل شخصية صحفي استقصائي يكتب لمنشورات تابعة لجماعة الإخوان المسلمين.
وقد كلفه مشغلوه بتقديم معلومات عن أعضاء جماعة الإخوان المسلمين الذين يعيشون في تركيا، وكذلك المعارضين العرب والإماراتيين الذين فروا من بلدانهم.