موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تقرير: تصاعد التسريبات حول مخطط انقلاب يجهز له محمد بن زايد

281

تصاعدت التسريبات حول مخطط انقلاب يجهز له ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد بغرض تعزيز سلطاته والتخلص من معارضيه.

وكشف المغرد الشهير (بوغانم) نقلا عن مصادر وجود مؤامرة يقودها أبن زايد للتخلص من حاكم الشارقة سلطان القاسمي، مشيرا إلى اجتماع عقد في المغرب بين ولي عهد أبو ظبي وحاكم عجمان حمد النعيمي حول هذا الأمر.

وتأتي هذه المعلومات متزامنة مع ما كشفه المغرد السعودي الشهير “مجتهد” عن قرب إحداث تغييرات كبيرة في الإمارات، تدور حول تعزيز سلكات محمد بن زايد بعد إزاحة أخيه الشيخ خليفة بن زايد على الطريقة “البولونيومية”ن في إشارة لتسميمه عن طريق عنصر البولونيون 210.

ومما يعزز هذه التوقعات هو التغريدات الأخيرة لحاكم دبي محمد بن راشد التي هاجم فيها السياسيين العرب، والتي رأى العديد من المحللين بأنها رسائل موجهة لولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، وتعبر عن رفضه لسياساته في التدخل في شؤون الدول الأخرى.

وسبق أن “إمارات ليكس” تقريرا نقلا من مصادر موثوقة أن تصريحات حاكم دبي محمد بن راشد مؤخرا بإعرابه عن امتعاضه من التدخل في القضايا الخارجية على حساب الاهتمام بقضايا الداخل في العالم العربي تمثل رسالة احتجاج علنية ضد ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد.

وتؤكد المصادر أن تغريدات بن راشد عبرت عن امتعاضه المتنامي من السياسات التي يتبعها كل بن زايد وحليفه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إزاء عدد من القضايا الإقليمية والدولية، والتي أثرت على الأداء الداخلي للاقتصاد في كل من الإمارات والسعودية.

وأشارت المصادر إلى أن ذلك يعبر عن حجم الأزمة الاقتصادية لإمارة دبي بفعل تهور بن زايد وتدخلاته الخارجية خاصة مغامراته العسكرية في اليمن وليبيا ودول القرن الإفريقي.

وكان ندد بن راشد في عدة تغريدات نشرها على حسابه الشخصي في موقع (تويتر) بالسياسة التي وصفها بأنها مفسدة للأخلاق، مؤكداً أن “العطاء كل العطاء أن تركز على ما هو داخل الوطن بدلاً من خارجه”، في إشارة رأى فيها مراقبون انتقاداً مبطنا لسياسات أبو ظبي في التدخل في عدد من الملفات الخارجية في الصومال وإثيوبيا وجيبوتي وليبيا ومصر وغيرها من الدول التي تضربها موجات العنف.

وقال بن راشد في تغريدة له على تويتر “علمتني الحياة أن الخوض الكثير في السياسة في عالمنا العربي هو مضيعة للوقت… ومَفسدة للأخلاق… ومَهلكة للموارد… من يريد خلق إنجاز لشعبه فالوطن هو الميدان… والتاريخ هو الشاهد… إما إنجازات عظيمة تتحدث عن نفسها أو خطب فارغة لا قيمة لكلماتها ولا صفحاتها”.

وأضاف: “لدينا فائض من السياسيين في العالم العربي، ولدينا نقص في الإداريين. أزمتنا أزمة إدارة وليست موارد… انظر للصين واليابان لا يملكان موارد طبيعية أين وصلوا… وانظر لدول تملك النفط والغاز والماء والبشر، ولا تملك مصيرها التنموي… ولا تملك حتى توفير خدمات أساسية كالطرق والكهرباء لشعوبها”.

وندد بالتدخل “السياسي” في مجالات العمل المختلفة في الدول العربية، وقال: “في عالمنا العربي… السياسي هو من يدير الاقتصاد، ويدير التعليم، ويدير الإعلام، ويدير حتى الرياضة! (مع أن) وظيفة السياسي الحقيقية هي تسهيل حياة الاقتصادي والأكاديمي ورجل الأعمال والإعلامي وغيرهم”.

وفي 30 حزيران/يونيو الماضي نشرت إمارات ليكس تقريرا عن احتدام أزمة صامتة غير مسبوقة بين بن راشد وبن زايد على خلفية الانهيار الاقتصادي غير المسبوقة الذي تواجهه إمارة دبي.

وأكدت المصادر في حينه أن أزمة ثقة وخلافات حادة تتزايد بين بن راشد وبن زايد على أثر الأوضاع السيئة لدبي التي اشتهرت بثروتها والتجارة بها قبل أزمة الخليج المستمرة منذ عام وسياسات بن زايد التي حولت الإمارة إلى مدينة أشباح.

وتواجه إمارة دبي نذر انهيار اقتصادي متصاعد، فيما أبرز الوجهات السياحية في الإمارة من فنادق وأسواق ومحلات تجارية ومطاعم وحانات تواجه عملية إغلاق ما دفع مقيمون في دبي إلى وصفها بأنها تتحول تدريجيا إلى مدينة أشباح.

يأتي ذلك وسط انهيار لإمبراطورية عملاق الاستثمارات البنكية عارف نقفي المدير التنفيذي لشركة أبراج “كابيتال” البنكية، وأزمة حادة تعانيها مجموعة “أبراج” للاستثمار المباشر في دبي وصلت إلى بيع أصول للشركة في أمريكا وعِدة دول.

وفي ما اعتبر تأكيدا آخر على ظهور علامات واضحة عن دخول إمارة دبي في “ركود اقتصادي” ونذر أزمة خانقة، أعلنت شركة فيرجين أتلانتيك البريطانية للطيران أنها سوف توقف رحلاتها بين مطار هيثرو في لندن ومدينة دبي الإماراتية بدءا من مارس 2019.

كما أن القطاع العقاري في دبي يضغط على بورصة الإمارة مع توقع محللين أن تشهد أسعار العقارات الضعيفة مزيدا من الهبوط بفعل زيادة المعروض.

وفيما اقترن اسم دبي بنهضتها الاقتصادية وسمعتها في عالم التجارة الحرة وحرية الأعمال، فإن تلك السمعة أصبحت مهددة ومتراجعة بحدة نتيجة سياسات بن زايد فيما يتعلق باعتقال المعارضين وملف حقوق الانسان وتدخلاته في عدد من قضايا الدول العربية.

ويهدد ذلك بيئة الأعمال التي وفرتها دبي على عقود من الزمن، ما أدى إلى تنامي الخلاف الباطن تحديدا بعد مشاركة أبوظبي في حصار قطر وإضافة ملف جديد لانتهاكات أبوظبي لحقوق القطريين وأملاكهم التي تتمركز في دبي، فضلا عن خسارة دبي للأموال القطرية والسياح القطريين.

ويتعلق جوهر الأزمة بتحكم  بن زايد في الاستثمارات الاجنبية في الامارات بعد أن اصبحت الموافقة على اصدار تأشيرات الاستثمارات في أبوظبي وبموافقة بن زايد الحاكم الفعلي للإمارات ليصبح وضع دبي مأساوي فيما لا يستطيع بن راشد الخروج من الاتحاد ولا مخالفة أبوظبي.

وبحسب عدة تقارير أجنبية فقد خسرت إمارة دبي الكثير من فرص الاستثمار والأموال القطرية التي كانت ستحل مشاكل الامارة الخفية، كما أن الأزمة الخليجية أفقدت دبي المصداقية الاستثمارية مما أدى الى خروج بعض الحافظات الاستثمارية من دبي.

وفي 16 تموز/يوليو الماضي نشرت “إمارات ليكس” تقريرا يؤكد أن اللقاء الذي عقد بين رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد أمس الأحد مع حاكم عجمان الشيخ حميد بن راشد النعيمي في فرنسا جاء بطلب ملح من الأخير لبحث تهديدات استقرار الإمارات.

وعقد اللقاء في مقر إقامة خليفة في مدينة إيفيان الفرنسية، واقتصر الإعلام الرسمي للإمارات عن بث خبر إعراب النعيمي عن أمنياته لرئيس الإمارات بموفور الصحة والعافية.

لكن ما لم يتم نشره بشأن اللقاء هو شكوى النعيمي لخليفة عن تفرد ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد في إدارة البلاد وتهميشه حكام الإمارات الأخرى خصوصا في خططه الخارجية وتدخله لنشر الفوضى والتخريب في عدد من الدول.

كما اشتكى النعيمي من التدهور الاقتصادي الحاد الذي تعانيه الإمارات وأحد أسبابه مغامرات بن زايد الخارجية وتورطه في حرب اليمن.

وتناول النعيمي في لقائه مع خليفة قضية الشيخ راشد بن حمد الشرقي النجل الثاني لحاكم إمارة الفجيرة لصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية وما أثارته من قلق كبير وارتباك في الإمارات وفضحت حدة الخلافات التي تعانيها.

وكان راشد بن حمد الشرقي كشف عن خبايا ومعلومات هامة تخص السياسة الإماراتية وما يفعله أبن زايد سرا داخل أروقة الحكم.

واتهم الشيخ راشد (31 عاما) قادة إماراتيين بالابتزاز وغسيل الأموال المنظم من قبل سلطات متنفذة في العاصمة أبو ظبي.

وتحدث أيضا عن توترات قائمة بين قادة الإمارات الست والحكومة المركزية في الإمارة السابعة أبو ظبي، وأكد وجود استياء من قيادة أبو ظبي للتدخل العسكري في اليمن.

وكشف أن أبوظبي لم تستشر الإمارات الست الأخرى في إرسال الجنود إلى الحرب المستمرة من ثلاث سنوات.

وذكر أن جنوداً من الإمارات الأصغر والأفقر مثل الفجيرة، هم في خطوط الحرب الأمامية وأنهم يشكلون الغالبية في عدد الضحايا.

وأوضح أن أجهزة الاستخبارات الإماراتية ضغطت عليه لتحويل عشرات الملايين من الدولارات نيابة عنهم إلى أشخاص لا يعرفهم في دول أخرى.

واتهم راشد أجهزة مخابرات أبو ظبي بابتزازه شخصياً بالتهديد بإطلاق مقاطع فيديو محرجة ذات طابع شخصي. ووصف مقاطع الفيديو بأنها “ملفقة”، لكنه رفض الكشف عن محتوى المادة.

وفي محاولة للتغطية على هذه التصريحات، خرج وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش ليعتبرها “مؤامرة” ضد حكام الإمارات.

وتُعتبر أبوظبي عاصمة دولة الإمارات، أكبر مناطق الدولة من حيث المساحة وعدد السكان، وتعادل مساحتها نحو 87% من إجمالي مساحة الدولة البالغة 67 ألف كم، وتقع في الجزء الجنوبي.

ويتمتّع اقتصادها بنموٍّ هائلٍ، ما جعلها أكبر من اقتصادات الإمارات الـ6 الأخرى مجتمعة، كما تمتلك خامس أكبر احتياطي من النفط في العالم، والذي يشكّل نحو 10% من الاحتياطي العالمي.

نقطة قوة أخرى تتميّز بها أبوظبي؛ وتتمثّل في صناديقها الاستثمارية، حيث يُعدّ “صندوق هيئة أبوظبي للاستثمار المباشر” واحداً من أهم الصناديق المالية في العالم.

ويحتلّ الصندوق المراتب الأولى بأصوله التي تتجاوز 628 مليار دولار، متفوّقاً على الصندوق الفرنسي والصندوق الألماني، وهما من أضخم صناديق الاستثمار في الدول الأوروبية.

هذه الميزات جعلت حكام أبوظبي هم المتحكّمين بالقرار السياسي والمتفرّدين بقيادة نظام الحكم، رغم أنه فيدرالي، كما نصّت وثيقة إعلان الاتحاد عام 1971، التي صاغها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حاكم الإمارة الغنيّة، على أن يكون الحكم تداولياً بين الإمارات السبع كل 6 سنوات، فضلاً عن أن المجلس الأعلى للاتحاد هو أرفع سلطة دستورية وهيئة تشريعية وتنفيذية، وهو الذي يرسم السياسات العامة ويقرّ التشريعات الاتحادية.

لكن ومع استفادة الإمارات الصغيرة -كالفجيرة وأم القيوين ورأس الخيمة- من مساعدات أبوظبي المالية، تنازلوا عن حقّهم فيما يتعلّق بتداول السلطة، وباتت اليوم محصورة بينها وبين دبي، إذ نجد أن الرئاسة لأبوظبي وتذهب رئاسة الحكومة لدبي.

ورغم الصورة المتماسكة التي تحاول أسرة آل نهيان أن تظهر بها كمتوحّدة ومترابطة، تشير تقارير عدة إلى غير ذلك، خاصة مع اختفاء الشيخ خليفة بن زايد وظهور أخيه الأصغر محمد بن زايد في الصورة كحاكم فعلي للبلاد.

تقرير موقع “موند أفريك” الفرنسي ذكر في العام 2015، نقلاً عن مصادر مطّلعة، أن الشيخ خليفة يعاني من متاعب صحية بسبب جلطة دماغية تعرّض لها في العام 2014، بسبب المشاحنات والتوتّر الذي بلغ أشدّه حينها بينه وبين أخويه من الأب؛ وليّ العهد محمد بن زايد، وشقيقه عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية.

وواصل محمد بن زايد استحواذه على السلطة من خلال استغلاله لقوة عائلة أمه، الشيخة فاطمة بنت مبارك الكتبي، وما لها من نفوذ على قبائل الإمارة وامتداد عشائري كبير داخل الإمارات، كما يشير التقرير، ما جعل الجميع يقبل بالأمر الواقع.

ومنذ ظهورها قبل 47 عاماً، عُرفت الإمارات بالحياد تجاه قضايا المنطقة، والاكتفاء بالدور الإنساني بعيداً عن المواقف السياسية القوية، وهو الأمر الذي التزمه الشيخ خليفة طوال سنوات حكمه الفعلية، بين 2004 و2014، قبل أن تنقلب الأمور بعد اختفائه تدريجياً.

وباتت الإمارات في ظل شقيقه محمد متورّطة في كل المناطق المضطربة تقريباً بالشرق الأوسط، كاليمن وليبيا والعراق وسوريا، فضلاً عن تدبيرها حصار قطر  الذي هزّ وحدة وأمن الخليج الفارسي، وتأثيرها في القرار السياسي المصري.