موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

جرائم الإمارات في اليمن: اغتيالات واعتقالات وعمليات احتجاز تعسفية

226

ارتفعت وتيرة الاغتيالات في محافظة عدن جنوب اليمن، ضد كل من يخالف السياسة الإماراتية في اليمن بشكل جنوني خلال الفترة الأخيرة وخاصة ضد القيادات والشخصيات المحسوبة على حزب الإصلاح عبر عمليات اغتيال شبه يومية.

وقال مصدر إصلاحي ان القيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح عرفات حزام وهو محام في قضايا المعتقلين لدى القوات الإماراتية نجا من محاولة اغتيال الأربعاء في مديرية المعلا بمحافظة عدن، بعد أيام فقط من محاولة اغتيال فاشلة ضد قيادي إصلاحي آخر وهو عارف أحمد علي واصابة نجله بإصابات بليغة.

وذكر أن القيادي في حزب الإصلاح في عدن وعضو المجلس المحلي بمديرية المعلا، المحامي عرفات حزام، نجا من محاولة اغتيال، صباح الأربعاء، عبر تفخيخ سيارته التي انفجرت قبل خروجه بلحظات.

وأوضح أن هذه العملية تأتي بعد أيام قليلة فقط على استهداف القيادي في إصلاح عدن الدكتور عارف أحمد علي ونجله بعملية مشابهة أدت إلى إصابته ونجله أحمد إصابات بالغة أدت إلى بتر ساق نجله أحمد وإصابة الأب إصابات متوسطة.

وشهدت محافظة عدن موجة اغتيال متلاحقة خلال الفترة الماضية للقيادات السياسية والأمنية والخطباء والدعاة ممن يعارضون السياسة الإماراتية في عدن، سواء عبر الاغتيال المباشر بالرصاص الحي أو عبر تفخيخ سياراتهم وهو ما زاد قلق السكان في محافظة عدن.

ووصل عدد القتلى من أئمة وخطباء المساجد الذين تعرضوا للاغتيال إلى 25 شخصا، بينما تقدر حالات الاغتيال للقيادات والشخصيات السياسية والأمنية والعسكرية بالعشرات.

وتشهد محافظة عدن فلتانا أمنيا غير مسبوق، وسط صمت وغياب تام للأجهزة الأمنية المحسوبة على دولة الإمارات، التي لم تقم بأي دور في إلقاء القبض على أي من المتهمين أو المشتبهين بالتورط في ارتكابها، كما لم تجر الأجهزة الأمنية تحقيقاتها اللازمة حيال ذلك، للتوصل إلى خيوط أولية للمتورطين فيها، للحد من انتشار هذه الظاهرة التي أصبحت تقلق المجتمع اليمني عموما والتي بدأت شرارتها تنتقل أيضا إلى محافظات أخرى تتواجد فيها قوات محسوبة ومدعومة من دولة الإمارات، مثل محافظات تعز ولحج والضالع.

من جهة أخرى وجه محافظ تعز رئيس اللجنة الأمنية امين محمود، بالتحقيق في تداعيات الأحداث الأمنية التي تشهدها مدينة تعز، بين فصائل من المقاومة الشعبية أحدها فصيل كتائب أبوالعباس المدعوم من دولة الإمارات.

وكانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا أكدت في بيان لها خلال شهر أيار/مايو الماضي ارتفاع عدد من تم اغتيالهم من رجال دين وشخصيات مؤثرة منذ سيطرة الإمارات والميليشيات التابعة لها على عدن إلى 35 شخصا آنذاك.

كما كان  تقرير لوكالة “أسوشيتيد برس” الأمريكية تناول اتهامات المسؤول الأمني اليمني للإمارات بالوقوف خلف عمليات الاغتيال بحق رجال الدين في جنوب اليمن، حيث أنه من  بين حالات الاغتيال مقتل علي عثمان الجيلاني، أحد أبرز علماء الدين، في يناير الماضي، أثناء خروجه من مسجد في منطقة كريتر.

ونهاية العام الماضي  اعتبر دعاة وخطباء وأئمة العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، أن الاغتيالات والاعتقالات التي تعرض لها كوكبة من الدعاة والأئمة خلال الفترة الأخيرة، تسير وفق منهجية إجرامية تسعى لإخلاء الساحة من المصلحين والدعاة.

من جهة أخرى أفادت مصادر سياسية يمنية بأن الإمارات تحتجز عائلات قيادات الصف الأول في ما يسمى “المجلس الانتقالي الجنوبي” في أراضيها، لمنع أي تقارب بينها ـ أي القيادات – وحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي.

وأضافت المصادر، تحفظت عن كشف هويتها، أن عائلات قيادات “المجلس الانتقالي الجنوبي” ـ  كيان انفصالي تشكل في أيار/ مايو 2017 بدعم إماراتي ـ باتت في حكم المحتجزة في الإمارات كورقة ضغط للتحرك وفق ما تشتهيه أبو ظبي.

وقال أحد المصادر إن محاولات قادها بعض القيادات المنضوية في هذا الكيان لإخراج بعض عائلاتهم المقيمة في الأراضي الإماراتية، إلا أن أبو ظبي رفضت وأصرت على إبقائها كورقة ضغط عليهم.

وفقا لمصدر ثان قريب من المجلس الانتقالي فإن عائلات قيادات المجلس البارزة محتجزة في الإمارات، أبرزهم عيدروس الزبيدي، زعيم المجلس، ونائبه، هاني بن بريك،  والشيخ صالح بن فريد العولقي، أحد أبرز شيوخ قبيلة العوالق في محافظة شبوة (جنوب غرب) وتعد من أبرز القبائل اليمنية، واللواء أحمد بن بريك، رئيس اللجنة العمومية بالمجلس، وأحمد لملس، أمين عام المجلس، وعبدالرب النقيب، أحد أبرز شيوخ قبائل يافع التي تمتلك مراكز تأثير ونفوذ واسع في عدن ومحيطها.

وأشار مصدر ثالث مطلع  إلى أن أبوظبي تستخدم عائلات قيادات المجلس الجنوبي كضمانة للإبقاء على الدوران في فلك أجندتها، ومنع أي تقارب مع حكومة هادي التي فتحت أبوابها للأصوات المعتدلة في هذا المجلس.

وأضاف “هناك تذمر وسط هذه القيادات من سياسات الإمارات، والتحكم بهم”، في وقت باءت محاولات إخراج بعض تلك العائلات بالفشل.

وفي وقت سابق من آذار/ مارس الماضي، كشفت مصادر يمنية مقربة من الرئاسة اليمنية، عن مساع قادها الشيخ صالح بن فريد العولقي في العاصمة الرياض لإذابة الجليد بين الحكومة الشرعية والأصوات المعتدلة داخل المجلس الانتقالي.

وأكد أحد تلك المصادر أن ابن فريد، وهو عضو في المجلس الجنوبي، بدأ بمباحثات مكثفة بين حكومة هادي والوجوه المعتدلة داخل المجلس للتوصل لصيغة تفاهم بين الطرفين، وتجاوز مرحلة العداء التي تحرص أطراف محلية وإقليمية على الإبقاء في محافظات الجنوب.

وضمن هذا المساعي التي بذلها ابن فريد مع الجانب الرسمي، اصطدم بمطالب قيادات في المجلس الانتقالي بإخراج عائلاتهم من مقر إقامتها في الإمارات، لضمان عدم ابتزازهم في حال التوصل إلى تفاهمات مع الحكومة الشرعية. حسبما ذكرته المصادر السياسية في وقت سابق من آب/ أغسطس الجاري.

ولفتت المصادر أن القيادات التي يغلب عليها الاعتدال في المجلس، مستعدة للانخراط والعمل مع حكومة هادي بعيدا عن الأدوار المضادة في محافظات الجنوب.

وكان الرئيس هادي ابدى انفتاحا مع جهود الشيخ بن فريد، وأقال قائد اللواء الثالث حماية رئاسية، عميد، إبراهيم حيدان، كأحد المطالب المطروحة من قبل تلك القيادات.

وتأسس “الانتقالي الجنوبي”، في مايو/أيار2017، بدعم إماراتي، رداً على إقالة الرئيس اليمني لمحافظين مقربين من أبوظبي يتقدمهم الزبيدي. وقدم المجلس نفسه كسلطة موازية لـ”دولة جنوبية” مفترضة، بناءً على حدود ما قبل توحيد البلاد.