موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

“إمارات ليكس” ترصد جهود إماراتية خفية لمحاولة إنقاذ حليفها محمد بن سلمان

123

رصدت “إمارات ليكس” جهودا خفية تقوم بها دولة الإمارات في محاولة لإنقاذ حليفها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان خاصة على صعيد ممارسة نفوذها للتأثير في الولايات المتحدة الأمريكية.

وتضع الإمارات منذ العام 2016 كل بيضها الإقليمي في سلة محمد بن سلمان الذي تعاني بلاده وهو شخصياً من أسوأ أزمة دبلوماسية بسبب قَتل الصحافي السعودي المعارض جمال خاشقجي في قنصلية المملكة باسطنبول. وهي الأزمة الأسوأ للمملكة منذ عام 2001 عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول.

يُتهم الأمير محمد بن سلمان بقتل “خاشقجي” وهي القضية التي تحولت إلى أزمة دولية كبيرة، وظلت الإمارات منذ 2016 تروج للأمير الشاب الذي ظهر في 2015 خلال قيادة الحرب ضد الحوثيين في اليمن، بصفته متحضر ويملك رؤية إصلاحية وتقدمية وتحديثيه تُظهر المملكة كواحدة من الدول الحضارية رغم القمع المتزايد الذي تضاعف خلال العامين الأخيرين.

وما زاد العلاقة بين الرياض وابوظبي كانت العلاقة الخاصة التي نسجها ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد مع الأمير محمد بن سلمان؛ حتى باتت دوائر صنع القرار الدولية تنظر إلى الأخير بصفته مُطبق لكل ما يراه ولي عهد أبوظبي.

جريمة قتل خاشقجي التي وصفت على أنها “وحشية” أحرجت الإمارات ومن أجل احتواء تداعياتها ألغى الشيخ محمد بن زايد زيارة منتصف شهر أكتوبر/ تشرين الأول الجاري إلى باريس لبحث سُبل دعم قوات الدولة والقوات الشرعية اليمنية لتحرير مدينة الحديدة من ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران.

وترى صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أنه لم تربط أي دولة عربية طموحاتها الإقليمية ربطاً وثيقاً بطموحات السعودية تحت قيادة الأمير محمد بن سلمان بقدر ما فعلت الإمارات، إذ كان قادتها يأملون أن يتمكنوا، من خلال مواءمة خططهم مع جارتهم الأكبر من الاستفادة من ثقل المملكة لتحقيق مصالحهم.

اتحد البلدان في محاولتهما لقمع ما بات يعرف ب”الإسلام السياسي” وخاصة جماعة الإخوان المسلمين، وتدخَّلا في مصر وليبيا لمحاولة إلحاق الهزيمة به.

في حين أن الضرر الذي لحق بسمعة السعودية يجعلها شريكاً أقل جاذبية، لكن اعتماد الإمارات على تلك العلاقة أكبر من أن تقطعها.

ويعتقد “إميل الحكيم”، محلل شؤون الشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية أنه بالنسبة إلى الإمارات، فإن الشراكة مع السعودية ذات طبيعة استراتيجية؛ إذ استثمرت الإمارات، في ابن سلمان تحديداً، الذي تتوافق رؤاه المحلية والإقليمية مع رؤيتها أكثر من أي عضو آخر في العائلة المالكة السعودية. لذا، فهو ليس استثمار يمكن أن يحذفوه كقيمة غير قابلة للاسترداد.

وتابع أنه وفي “الوقت نفسه، أصبحت الجوانب السلبية المتعلقة بالسياسة والسمعة لعلاقة الإمارات مع الأمير محمد أوضح، وستكون إدارة هذا الأمر هي المشكلة من الآن فصاعداً بالنسبة للإماراتيين”.

ومع الضغط الدولي من البرلمانات والحكومات الغربية بالذات تلك التي تملك علاقة وثيقة مع المملكة العربية السعودية فإن الجميع يدفع باتجاه تقليص صلاحيات ولي العهد السعودي أو “عزله” إذا ما تأكد أنه وراء أمر القتل الوحشي.

ولم تملك الإمارات صديقاً مقرباً في العائلة الحاكمة السعودية بعد أن دعمت كل خطوات ولي العهد، والتي أدت إلى الاعتقالات للأمراء ورجال المال والأعمال في فندق “الريتز” العام الماضي، كما أن العلاقة تبدو أكثر فتوراً بعد عزل الأمير محمد بن نايف من منصبه بدعم من أبوظبي.

وسبق أن حذر مراقبون في الإمارات مراراً من الذهاب بعيداً في دعم ولي العهد السعودي وانعكاس ذلك على بقية الأسرة الحاكمة في المملكة وتأثيره سلباً في علاقة الدولة في المستقبل.

وفي الأيام الأولى التي أعقبت مقتل جمال خاشقجي، ظهرت تسريبات أن إحدى الطائرات التي أقلت ال15 الذين قتلوا “خاشقجي” عادة إلى دبي قبل أن تنتقل إلى الرياض؛ وعلى الرغم من أنه لا توجد أدلة على ضلوع أي شخص في الدولة في عملية الاغتيال إلا أن الموقف الرسمي المرتاب من العملية ونتائج التحقيق يعطي أبعاداً أخرى للقضية.

في هذه الأثناء ومن منبع قلقها على مستقبل بن سلمان فإن الإمارات تحاول تسخير نفوذها في الولايات المتحدة لإنقاذ ولي العهد السعودي.

ونشر الكاتب ريان غريم تقريرا في موقع “إنترسيبت” الأمريكي عن النشاط الإماراتي في الولايات المتحدة.

وقال غريم إن الإمارات العربية المتحدة التي نجت من التدقيق الذي تعرضت له السعودية بعد مقتل الصحافي المعروف جمال خاشقجي عادت للعبة التأثير في واشنطن وكأن شيئا لم يحدث.

وكتب قائلا إن “الرجل المسؤول عن رفع مكانة محمد بن سلمان كولي للعهد قد نجا من التدقيق في أعقاب مقتل وتقطيع معلق صحيفة “واشنطن بوست”، جمال خاشقجي”.

وأقام السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة الدبلوماسي الذي قام بحملة قوية في واشنطن لدعم ابن سلمان وجهوده لتغيير مسار الوراثة في المملكة مأدبة عشاء الليلة الماضية لغرض دعم ولي العهد السعودي.

ويقول الكاتب إن مآدب يوسف العتيبة معروفة في واشنطن. وتعد المناسبة كما يقول جزءا من محاولة الإمارات شراء التأثير في واشنطن، من خلال التودد وتدليل النخبة الأكثر تأثيرا في واشنطن.

وبدأ العتيبة منذ عام 2015 باستخدام العلاقات لتسهيل الطريق أمام محمد بن سلمان الذي كان وزيرا للدفاع من أجل أن يصبح وليا للعهد.

وأكد ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد أن وصل بن سلمان إلى منصب ولي العهد سيكون مفيدا للإمارات خاصة إنه استطاع أخذ المنصب من ولي العهد الأمير محمد بن نايف. واعتقدت الإمارات أن وصول بن سلمان إلى السلطة سيعطي دولة صغيرة قدرة التأثير على دولة أكبر.

وفي رسالة إلكترونية للعتيبة وضّح فيها استراتيجية الإمارات لتبني محمد بن سلمان قال فيها: “علاقتنا معهم قائمة على عمق استراتيجي ومصالح مشتركة وأكثر من هذا الأمل بالتأثير عليهم وليس العكس”.

وكانت الرسالة جزءا من مجموعة مراسلات تم تسريبها من صندوق الوارد في حساب العتيبة، إما من خلال قراصنة أم من خلال أشخاص لديهم طريقة للوصول إليها. وقد تم توزيعها على وسائل الإعلام. واتهمت الإمارات حكومة قطر بتسريب الرسائل إلى الصحف.

ويقول غريم إن العتيبة يُعد من أكثر الدبلوماسيين تأثيرا في واشنطن، ويعامله عدد من صنّاع السياسة الأمريكية كمحكم في شؤون الشرق الأوسط. وكانت مصادقته على بن سلمان مهمة، فبدون الدعم الأمريكي كان مستحيلا عليه القفز فوق خط الوراثة في الرياض.

ومن الأشياء التي قام بها العتيبة تقديم السعودية إلى شركة العلاقات العامة التي تمثل الإمارات في واشنطن، وهي “هاربور غروب”، والتي أخذت تمثل السعوديين. لكنها قررت وسط الجدل  بشأن خاشقجي التوقف عن تمثيلهم، فيما لا تزال تعمل نيابة عن الإمارات.

ومع انتخاب دونالد ترامب أصبح العتيبة مقربا من صهر الرئيس جاريد كوشنر، حيث عرّف ابن سلمان عليه وأقاما العلاقة المعروفة. وبذل كوشنر جهده لإقناع ترامب بزيارة السعودية في أول رحلة خارجية له. وأخبر ابن سلمان من حوله إن كوشنر “في الجيب”، وأنه شاركه معلومات سرية تتعلق بالعائلة المالكة.