قال الحاخام اليهودي ميخائيل شودريخ كبير حاخامات بولند، في مقابلة مع صحيفة “ذي ناشيونال” وهي صحيفة تصدر في أبو ظبي، إن الجالية اليهودية في الإمارات لم تعد سراً، وإن وجودها يمكن أن يساعد في تخفيف حدة التوتر بين الإسلام واليهودية.
كما قال إن الجالية اليهودية في الإمارات والمواطنين المسلمين يجب أن يعملوا معاً من أجل التعايش السلمي والتسامح “لقد عاش اليهود والمسلمون معاً بسلام لمدة ألف عام، لكننا لم نصل إلى هذا التوتر الهائل إلا في القرن الماضي. دعونا نقلل التوتر”.
وقال شودريخ الذي زار أبو ظبي في الآونة الأخيرة: “هناك جالية يهودية صغيرة ونابضة بالحياة تريد العيش هنا، وتريد أن تكون يهودية و تشعر بالراحة لكونها يهودية. وهذا شيء لم يكن واضحا قبل ثلاث إلى خمس سنوات. حقيقة ان المجتمع اليهودي الجديد قائم في بلد عربي هو خبر هائل”.
حاخام يهودي بارز يزور أبو ظبي: "الجالية اليهودية في الإمارات لم تعد سراً"قال الحاخام اليهودي ميخائيل شودريخ، كبير…
Posted by إسرائيل تتكلم بالعربية on Tuesday, February 5, 2019
والشهر الماضي وفي تصعيد غير مسبوق لعار التطبيع الذي تتورط به دولة الإمارات مع إسرائيل، تم الكشف عن سماح السلطات الإماراتية سرا بإقامة كنيس يهودي في إمارة دبي.
وبعد لقاءات في منازل يهود يقطنون في دبي، استأجر هؤلاء منذ ثلاثة أعوام فيلا في حي سكني هادئ للخدمات. ويحتوي المبنى على مكان للصلاة ومطبخ وعدد قليل من غرف النوم للزوار أو أعضاء الطائفة الذين لا يعملون يوم السبت.
ويقول إيلي إبشتاين، أحد سكان نيويورك، والذي ساعد في تأسيس الكنيس: “لقد قطعنا شوطًا طويلًا منذ أن بدأت لأول مرة بالذهاب إلى دبي قبل 30 عامًا، في ذلك الوقت أخبرني الناس أنني يجب أن أتجنب استخدام اسمي الأخير (اسم العائلة) لأنه يبدو يهوديًا للغاية”.
ويحرص حكام الإمارات على إظهار الدولة في صورة من الانفتاح وتخفيف القيود على الأديان الأخرى غير الإسلام، وعينوا وزيرا للتسامح، والذي قام مؤخرا برعاية (مؤتمر عالمي للتسامح) ضم 1200 مسلم ومسيحي وهندوسي ويهودي وآخرين من جميع أنحاء العالم.
وقال وزير التسامح الشيخ نهيان بن مبارك للوفود وهم يتناولون الطعام في ساحة خارجية في دبي: “إنني أدعوكم للعمل معًا للقضاء على سوء التفاهم حول الأديان والثقافات المختلفة، يجب أن تصبح التعددية قوة إيجابية وإبداعية من أجل التنمية والاستقرار”.
ولطالما طالب أعضاء الكنيس اليهودي في دبي الزائرين بعدم الكشف عن موقعه أو الكتابة عن أنشطته.
ويقول روس كريل المحامي المولود في جوهانسبرج وزعيم الطائفة: “أفضل ألا أعيش مثل مارانو”، مشيرًا في ذلك إلى أن الناس في إسبانيا في القرن الخامس عشر مارسوا اليهودية سرًا، بعد التحويلات القسرية إلى الديانة المسيحية.
وأضاف: “أن موقف الحكومة تجاه مجتمعنا هو أنهم يريدون منا أن نشعر بالراحة لوجودنا هنا، والصلاة هنا، والقيام بالأعمال هنا”.
وفي أيام السبت والأعياد اليهودية يتجمع المصلون -عادةً بضع عشرات من الأعضاء البالغ عددهم 150 عضوًا، بالإضافة إلى الزوار من العاملين بالشركات وطلاب الجامعات-في الفيلا التي تسمح نوافذها برؤية مئذنة مسجد يقربها، وعلى الرغم من أن الطائفة اليهودية ليس لديها حاخام، فإن العديد منهم يزورونها من وقت لآخر.
وعند الترنيم بالجزء الأسبوعي من التوراة، ينشد زعيم الصلاة البركة اليهودية التقليدية، المصممة خصيصًا للظروف المحلية قائلًا: “يبارك الرب ويحمي ويساعد رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد ونائبه حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد وجميع حكام الإمارات الأخرى وأولياء العهود”.
وقد حظي الكنيس بتشجيع من مجموعات يهودية مثل مركز سيمون فيزنتال، بالإضافة إلى حكومة دبي ومحمد العبار، رئيس مجلس إدارة شركة إعمار العقارية، الذي بنى برج خليفة المكون من 163 طابقًا.
وعندما تبرع إبشتاين بكتب التوراة منذ ثلاث سنوات، أهدى واحدًا بغطاء مخملي مع نقش عربي مطرّز بالذهب للعبار، الذي يعرفه منذ أن أدارا مشروعًا للألمونيوم في التسعينيات.
ويقول غانم نسيبة، المؤسس المشارك لمكتب “كورنستون جلوبال أسوشيتس” لاستشارات المخاطر السياسية، الذي يزور الكنيس في بعض الأحيان: “طوال عقود تم تجنب أي شيء يهودي في العالم العربي، وكانت العلامات الصريحة على اليهودية محفوفة بالمخاطر” قبل أن تبدأ الإمارات بتغيير الواقع.
ومؤخرا استضافت الإمارات وفودا وزارية وفرق رياضية إسرائيلية وسط تواتر غير مسبوق لتقارير تتحدث عن تطبيع سري بين أبو ظبي وإسرائيل خصوصا في مجال التعاون العسكري وتقنيات التجسس.
كما تتورط الإمارات بشكل علني في دعم صفقة القرن الأمريكية المشبوهة لتصفية القضية الفلسطينية على الرغم مما تتضمنه من الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل.