قالت صحيفة عربية إن دولة الإمارات بعد إشهار تحالفها مع إسرائيل، تقود تحركات واسعة لحساب الأخيرة، من أجل تسريع وتيرة إلحاق عدد من الدول العربية باتفاقات من شأنها تطبيع العلاقات مع الاحتلال.
ونقلت صحيفة “العربي الجديد” الصادرة في لندن عن مصادر خاصة، قيام الإمارات بترتيب لقاء غير معلن أخيراً بين نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حمديتي) ورئيس “الموساد” يوسي كوهين.
وقالت المصادر إن اللقاء شهد مشاركة مسؤولين إماراتيين رفيعي المستوى، كان بينهم مستشار الأمن القومي الإماراتي طحنون بن زايد. لافتة إلى أن هناك إقبالاً من جانب عسكر السودان على تطوير مستوى العلاقات مع إسرائيل.
وأكدت المصادر ذاتها أن الدور الإماراتي هو الحاسم في تسريع وتيرة هذا التوجه لدى عدد من الحكومات والمسؤولين العرب.
في المقابل، نفى المتحدث الرسمي باسم مجلس السيادة الانتقالي في السودان، محمد الفكي سليمان، علمه بأي معلومات عن اجتماع بين حميدتي وكوهين، موضحاً أن مجلس السيادة لم يناقش شيئاً من هذا القبيل طوال الفترة الماضية.
وأشار سليمان إلى أن اتفاقاً حصل بين مجلس السيادة ومجلس الوزراء وقوى “إعلان الحرية والتغيير”، أعقب اللقاء بين رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في فبراير/شباط الماضي، وقضى ذلك الاتفاق بإحالة الملف برمته للجهاز التنفيذي، ممثلاً في مجلس الوزراء، للنظر والتقرير فيه، باعتبار أن إدارة ملف العلاقات الخارجية شأن تنفيذي وليس سياديا، بحسب نص الوثيقة الدستورية.
وتأتي المعلومات بشأن لقاء حميدتي وكوهين في وقت سادت فيه حالة من الجدل والارتباك داخل الأوساط السياسية السودانية، في أعقاب تصريحات المتحدث باسم الخارجية، حيدر بدوي صادق، بشأن تطلع بلاده إلى إبرام اتفاق سلام مع إسرائيل قائم على الندية ومصلحة الخرطوم، مضيفاً أنه لا يوجد سبب لاستمرار العداء بين إسرائيل والسودان، وأن الدولتين سوف تجنيان فوائد الاتفاق بينهما، وذلك قبل ساعات من صدور قرار رسمي بإقالته.
مع العلم أن نتنياهو سارع إلى الترحيب بما أعلنه صادق، مصوراً إياه على أنه “موقف وزارة الخارجية”، قائلاً إن القرار الشجاع الذي اتخذه رئيس مجلس السيادة السوداني يدعو إلى العمل على تعزيز العلاقات بين الدولتين، معتبراً أن “إسرائيل والسودان، والمنطقة بأسرها ستربح من اتفاقية السلام، ونستطيع أن نبني معاً مستقبلاً أفضل لجميع شعوب المنطقة. سنقوم بكل ما يلزم من أجل تحويل هذه الرؤية إلى حقيقة واقعة”.
وقالت المصادر إن اللقاء الذي شارك فيه حميدتي، الذي وصل على متن طائرة خاصة، في سرية تامة وقتها، تناول مجموعة من الخطوات تنتهي بالإعلان الرسمي عن تطبيع العلاقات بين الجانبين، وتدشين علاقات اقتصادية واسعة، مؤكدة أن تلك الخطوات من المقرر أن تبدأ من الجانب الإسرائيلي بلعب دور لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
وأوضحت المصادر أن المنطقة العربية تشهد في الوقت الراهن ما يمكن تسميته بحلف تسويق التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، عبر زعماء ورموز سياسية عربية ومثقفين وشخصيات عامة، من المقرر أن تطفو مواقف بعضهم على السطح، خلال الأيام المقبلة، بشكل يكسر حالة الجمود الشعبي الرافضة لأي علاقات مع الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت المصادر إن “هناك إدراكاً بضرورة إحداث اختراق في موقف الشعوب العربية، يسير بشكل موازٍ مع الاختراق في موقف الحكومات الرسمي تجاه إسرائيل، وهو ما تعمل عليه أبوظبي حالياً من خلال لقاءات مع عدد من المثقفين والإعلاميين”.
يأتي هذا فيما كشف مصدر مصري بارز أن اتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي يتضمن بنوداً لن يتم الإعلان عنها، مؤكدا، في الوقت ذاته، أن ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد لم يرفض التوجه الإسرائيلي الخاص بضم مساحات شاسعة من الضفة الغربية.
وأشار إلى أن ولي عهد أبوظبي محمد بت زايد لا يعترف بما يمكن تسميته بالعقبات في إطار فرض توجه بلاده الجديد بالانفتاح على الإسرائيليين، وليس فقط مسألة تطبيع العلاقات رسمياً.
وشدد على أن “هناك اتفاقات بين إسرائيل والإمارات بشأن تنفيذ أبوظبي التزامات ضمن خطة (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب لتسوية القضية الفلسطينية”، قائلاً “أبوظبي ستلعب دوراً في تسوية ملف اللاجئين الفلسطينيين، عبر توطين أعداد كبيرة من الفلسطينيين لديها ولدى دول أخرى، بينها البحرين”.
وأجرى كوهين أول زيارة رسمية معلنة إلى الإمارات، الثلاثاء الماضي، حيث التقى طحنون بن زايد، وناقشا “آفاق التعاون في المجالات الأمنية”، كما أفادت وكالة أنباء الإمارات الرسمية “وام”.
وقالت الوكالة إن الرجلين ناقشا “آفاق التعاون في المجالات الأمنية”، وتطرقا كذلك “إلى سبل دعم معاهدة السلام بين دولة الإمارات ودولة إسرائيل، التي بموجبها تم وقف ضم الأراضي الفلسطينية”.
كما تبادلا “وجهات النظر في التطورات الإقليمية والمواضيع ذات الاهتمام المشترك، بما فيها الجهود التي تبذلها الدولتان لاحتواء” فيروس كورونا المستجد، بالإضافة إلى “فتح آفاق جديدة من التعاون بين البلدين في مختلف المجالات”.