كشفت مصادر مطلعة عن تفاصيل خطة للنظام الحاكم في دولة الإمارات لتخريب جهود تحقيق المصالحة الخليجية المستمرة منذ عدة أعوام عبر وساطة دولة الكويت والإدارة الأمريكية.
وقالت المصادر إن أبو ظبي شرعت بتنفيذ خطة لمنع المملكة العربية السعودية من إنهاء الخلاف مع دولة قطر ودفع جهود حل الأزمة الخليجية ضمن مؤامرات الإمارات لتقويض استقرار الخليج العربي.
وبحسب المصادر فإن الخطة الإماراتية تضمنت تحريك لوبي أبوظبي في الولايات المتحدة للضغط لتشويه صورة قطر والضغط على مراكز صنع القرار في واشنطن لعرقلة مساعي الدفع باتجاه حل الأزمة الخليجية.
وأضافت المصادر ذاتها أن الخطة الإماراتية تضمنت كذلك تصعيدا إعلاميا ممنهجا ضد قطر ونشر إشاعات وفبركات إعلامية عن مواقفها بغرض تأليب الرأي العام السعودي ضد الدوحة.
وأبرزت تقارير غربية عن عوائق كبيرة تضعها الإمارات أمام حل الأزمة الخليجية وأن قادة أبو ظبي لعبوا وما زالوا دورا محوريا في عرقلة التقدم في المصالحة.
وأورد الباحث في قضايا الشرق الأوسط بجامعة رايس الأمريكية، كريستيان أولريخسن أن “المفاوضات التي تجري داخل اللجنة الرباعية وخاصة بين السعودية والإمارات من المرجح أن تكون أصعب بكثير من المحادثات المباشرة بين المسؤولين السعوديين والقطريين”.
وقبل أيام أثار استمرار دولة الإمارات بث سمومها لمحاولة تخريب جهود التوصل إلى اتفاق للمصالحة الخليجية غضبا واسعا في المملكة العربية السعودية.
وتضاعف الغضب السعودي بعد تغريدة نشرها عبدالخالق عبدالله الأكاديمي الإماراتي والمستشار السابق لولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، عن المصالحة الخليجية، أشار فيها إلى أن الإمارات هي صاحبة القرار الفصل، مقللاً بذلك من وزن المملكة السياسي.
وكتب عبدالله في تغريدة على حسابه في موقع تويتر، قائلاً إن “قطار المصالحة الخليجية لن يتحرك ملليمتراً واحداً بدون علم وبدون موافقة وبدون مباركة الإمارات المسبقة”.
وسبق ذلك تغريدة أخرى للأكاديمي الإماراتي قال فيها “إن الحديث عن مصالحة خليجية مجرد حديث لا يعتد به، وأن عواصم خليجية كبرى أعقل من إعطاء ترامب هدية في آخر أيامه، وأن مقاطعة قطر رباعية (من السعودية، والإمارات، والبحرين، ومصر)، وأن والمصالحة ستكون رباعية والحل الثنائي مستحيل”.
وأثارت تغريدات عبدالله غضباً واسعاً لدى سعوديين، وتصدرت تغريداته وانتقاداتها قائمة التغريدات الأكثر تداولاً في المملكة، اليوم الإثنين، تحت هاشتاغ “#عبدالخالق_يقل_ادبه”.
واعتبر سعوديون أن تغريدة عبدالله فيها إساءة للمملكة، لكونه يقلل من حجم السعودية ويبالغ في قدرة الإمارات بمنطقة الخليج، لا سيما أن تغريداته أيضاً تأتي في وقت تتحدث فيه الكويت التي تتوسط مع أمريكا عن اقتراب الوصول إلى المصالحة الخليجية، وإشارتها إلى أن هنالك استجابة إيجابية من المسؤولين السعوديين والقطريين لحل الأزمة المستمرة منذ سنوات.
ورد الكاتب السعودي تركي الحمد على تغريدة عبدالله وقال: “كل الحب والاحترام لدولة الإمارات العربية المتحدة، ولكنك بالغت هنا كثيراً دكتور عبدالخالق. لو قلت إنه لا مصالحة إلا باتفاق الدول الأربع، لكان الأمر مقبولاً ومنطقياً، أما أن تجعل الإمارات هي سيدة القرار بلا منازع، فهذا أمر ينفيه واقع الحال، فلا تجعل وطنيتك شوفينية تحجب عنك النظر”.
وكتب مغرد آخر باسم “السهلي”: “#عبدالخالق_يقل_ادبه هي ليست الأولى ولن تكون الأخيرة منه ومن بقية قوم حليفنا الاستراتيجي لتقليل شأن وتحجيم وتقزيم السعودية، فهموهم يا سادة، السعودية عملاق الشرق وصانعة القرار العربي، وشعورهم المستمر بعقدة النقص ستدوم معهم أبد الدهر”.
مغرد آخر أعاد نشر تغريدة سابقة لعبدالله ينتقص فيها من بقية دول الخليج، حينما قال فيها: “أينما تذهب الإمارات تذهب دول المنطقة”، واعتبر المغرد أن الإمارات تتخطى الخطوط الحمراء مع السعودية.
