قال مركز أبحاث إسرائيلي إن دولة الإمارات تدعم مع حليفتها السعودية منع أي تحول ديمقراطي في السودان عبر دعم المجلس العسكري الحاكم في البلاد وقمع الاحتجاجات الشعبية للمطالبة بتغيير النظام.
وأشار “مركز بيغن السادات للدراسات الاستراتيجية”، التابع لجامعة “بار إيلان”، ثاني أكبر الجامعات الإسرائيلية، إلى أن المجلس العسكري في السودان يطبق توجيهات الإمارات والسعودية تهدف إلى تشويه المعارضة المدنية وشيطنة الاحتجاجات لمنع تحقيق التحول الديمقراطي المنشود.
ولفت المركز إلى أن نائب رئيس المجلس العسكري الجنرال محمد حمدان دقلو “حميدتي”، الرجل القوي في البلاد يعتمد سياسية صارمة بدعم إماراتي سعودي لاحتواء الاحتجاجات الجماهيرية ضد الحكم العسكري.
وأوضح المركز أن سلوك المجلس العسكري في الخرطوم يدل على أنه يلتزم بمبادئ استراتيجية الشيطنة لوأد الاحتجاجات، وهي استراتيجية قدمتها روسيا لنظام البشير وكشفت عنها وثائق صدرت عن مركز “دوسير”، الذي يديره في لندن المعارض الروسي ميخائيل خودوركوفسكي.
ويعد دعم القيادات العسكرية في السودان من أبرز مظاهر الشراكة التي باتت تربط روسيا بكل من الإمارات والسعودية.
ويشير التقدير الذي أعده الباحث جيمس دوسري، بالاستناد إلى الوثائق التي كشفها مركز “دوسير”، إلى أن حميدتي يعمد إلى تشويه المعارضة المدنية التي تضطلع بدور رئيس في الاحتجاجات على حكم المجلس العسكري من خلال التوسع في استخدام الأخبار الكاذبة وإصدار فيديوهات تصم المتظاهرين بأنهم “معادون للإسلام ومؤيدون لإسرائيل”، مشيراً إلى أن هذه الاستراتيجية تتطابق مع التوجيهات الروسية لنظام البشير.
وحسب المركز، فقد أوصى الروس البشير بإيجاد ظروف تقلص من قدرة المعارضة المدنية على استخدام وسائل الإعلام في نضالها ضد الحكم الشمولي، إلى جانب اتهام أطراف “أجنبية” بالوقوف خلف التظاهرات الاحتجاجية ضد العسكر، مشيرا إلى أن المجلس العسكري في الخرطوم يطبق هذا البند بشكل كبير.
وذكر المركز أن التوصيات التي قدمها الروس لنظام البشير هي تلك التي يعمل على أساسها نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تشويه معارضيه داخلياً، وهي التي يمارسها المجلس العسكري حالياً في الخرطوم.
وأشار إلى أن الوثائق تفيد بأن بفغيني بروغيتشين، أحد مساعدي بوتين، بعث رسالة للبشير اشتكى فيها من عدم قدرته على الالتزام بالتوجيهات الروسية في التعامل مع الاحتجاجات.
وحسب التقدير، فإن بروغيتشين، الذي اتهمه تقرير المحقق الأميركي روبرت مولر بأنه لعب دوراً مهماً في الحرب الإلكترونية التي هدفت إلى تعزيز قدرة دونالد ترامب على الفوز بالانتخابات الرئاسية الأميركية، تم تكليفه من قبل بوتين لتحسين قدرة روسيا على اختراق أفريقيا.
وحسب التقدير، فإن روسيا تشاطر الإمارات والسعودية دعم حميدتي بسبب “تعطشه للسلطة” و”قسوته المفرطة”، مشيراً إلى أن السعوديين معنيون بدعمه لأنه يقف وراء إرسال القوات السودانية لليمن بهدف القتال إلى جانب التحالف السعودي الإماراتي.
وأشار إلى أن الجماهير السودانية تنظر إلى حميدتي على أنه النسخة السودانية من عبد الفتاح السيسي “الطاغية” الذي يتولى زمام الحكم في مصر منذ انقلاب عام 2013، والذي يحظى بدعم كبير من السعودية والإمارات أيضاً.
واستخلص المركز أن سلوك كل من الإمارات والسعودية وروسيا يدل على أن هذه الدول الثلاث معنية بإلحاق الهزيمة بالثورات الشعبية الهادفة للتحرر من النظم الشمولية، بغض النظر عن الثمن الذي تدفعه، ورغبة هذه الدول في تعزيز نفوذها في أفريقيا وتحسين قدرتها على عقد صفقات عسكرية مع أنظمة الحكم في القارة السوداء.