يحجز النظام الإماراتي مكانا في قفص أي محاكمة مفترضة لقتلة أول رئيس منتخب ديمقراطيا محمد مرسي الذي شكلت أبو ظبي أحد المحركات الرئيسية لعزله ومن ثم اعتقاله قبل ستة أعوام.
ورأى حكام الإمارات في مرسي وفي ثورات الربيع العربي التي قادته لكرسي الحكم، أضخم خطر يهدّد كراسيّها، فحرصت على ضخ أموالها في كل الاتجاهات، لإجهاض هذه الثورات والفتك برموزها.
فقد دعمت الإمارات النظام الحاكم في مصر من التخطيط وحتى نجاح الانقلاب على مرسي، كما دعمت إجراءات النظام دائماً بحق شعبه.
وفي منتصف مارس/أذار 2019 استعرضت محكمة جنايات القاهرة المصرية وثائق “سرية” تشير إلى أن الإمارات موّلت مجموعة معارضة في عهد مرسي.
ووفقا لصحيفة “الشروق” المصرية، فقد استعرضت المحكمة تقريرا معنونا بأنه للعرض على المستشار النائب العام، مؤرخ من أعلاه 19 شباط/ فبراير 2013، ومُدون عليه بأنه سري للغاية، ويُفرم عقب قراءته، يتناول التقرير وقائع المحضر رقم 609 لسنة 2013 إداري قصر النيل، الذي يشير إلى أنه في 30 كانون الأول/ يناير حرر قسم قصر النيل محضرا، أثبت فيه محرره قيام تشكيلات عصابية بتنفيذ مشاريع إجرامية ممنهجة، غرضها إحداث الفوضى، والتعدي على قوات الشرطة.
الوثائق عرضت “محاضر وتقارير رسمية” من “جهات الأمن” أفادت بأن “مراقبات هواتف” والتحريات والمحاضر كشفت أن الإمارات وسفارتها في القاهرة كانت تمول “تشكيلات لتنفيذ مشاريع ممنهجة، غرضها إحداث الفوضى، والتعدي على قوات الشرطة”.
وجاء في المحضر اسم الشخص المتعامل من داخل السفارة الإماراتية، ويدعى “نوار”، وكان يمد المتهم “إيهاب مصطفى حسن عمار”، وشهرته “إيهاب عمار”، بالأموال، ويحصل منه على معلومات.
وتشير المحاضر إلى أن مجموعات تمركزت خلف فندق سميراميس، وبحوزة بعضهم أسلحة نارية، استخدموها في إطلاق الأعيرة النارية في الهواء عشوائيا، مُحدثين الفوضى في محيط الفندق، وقاموا باقتحامه على موجتين فيما بين الثانية عشرة بعد منتصف الليل، حتى الثالثة فجرا من اليوم ذاته، وتمكنوا من سلب بعض محتوياته، والفرار بها تحت ستار الأعيرة النارية التي أطلقوها صوب قوات الشرطة التي كانت تلاحقهم.
وقبل وفاته مباشرة اليوم خلال محاكمته طلب مرسي من القاضي السماح له بالكلام، وتحدث لعدة دقائق ثم تعرض لإغماء توفي على أثره.
الموقع الرسمي لحزب الحرية والعدالة قال إن مرسي قال في كلامته الأخيرة إنه “يتعرض للموت المتعمد من قبل سلطات الانقلاب، وإن حالته الصحية تتدهور، وإنه تعرض للإغماء خلال الأسبوع الماضي أكثر من مرة دون علاج أو إسعاف”.
ومثلما كانت سببا في الانقلاب عليه ومن ثم اعتقاله فإنه من غير المستبعد أن تكون الإمارات تورطت بدعم قتل مرسي حتى لا يكشف أي حقائق إضافية عن دورها التخريبي في مصر.
وقبل 24 ساعة من موت مرسي أكد السيسي “مساندة مصر لدولة الإمارات ودعم أمنها واستقرارها في هذه المرحلة الدقيقة، ودعم مواقفها داخل جميع المحافل الدولية والإقليمية” خلال استقباله وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد.