تتصاعد دعوات من أوساط سياسية في اليمن لتشكيل تيار شعبي ضد انتهاك دولة الإمارات سيادة البلاد ودعم ميليشيات مسلحة لتقويض سلطات الحكومة الشرعية.
وأفادت صحيفة “القدس العربي” الصادرة من لندن، ببدء العديد من السياسيين والنشطاء التحرك لتشكيل تيار شعبي رافض للتدخلات الخارجية في الشأن اليمني من قبل دولة الإمارات والسعودية، خاصة مع سيطرة الميليشيات التابعة للإمارات على العديد من المحافظات الجنوبية اليمنية وهيمنة القرار والنفوذ الإماراتي عليها، ومنع السلطات الحكومية الشرعية من ممارسة مهامها الرسمية فيها.
وقال مصدر سياسي إن “هناك تحركا جادا وفاعلا في الوسط السياسي والحقوقي اليمني في الداخل والخارج من قبل مختلف الأطراف السياسية لوضع حد لانتهاك السيادة اليمنية، التي أضعفت الحكومة الشرعية وجعلتها مقيدة الإرادة، كما حولت العديد من المحافظات اليمنية الجنوبية تحت الوصاية أو الاحتلال الإماراتي، وهو ما يرفضه جميع اليمنيين”.
وأوضح المصدر أن “العشرات بل المئات من السياسيين والحقوقيين اليمنيين في المحافظات الجنوبية والشمالية على حد سواء، بدأوا بالتواصل الممنهج لتشكيل تيار مناهض للتواجد الإماراتي والسعودي في اليمن، وبالذات الحضور الذي يمس السيادة اليمنية بشكل مباشر، ويمنع الحكومة الشرعية من ممارسة نشاطها”.
وذكر أن هذا التيار لا يمثل طرفا سياسيا يمنيا بعينه، بقدر ما يمثل جميع اليمنيين، من مختلف المشارب والتوجهات والأحزاب السياسية “نظرا لأن قضية السيادة اليمنية محل إجماع كافة الأطراف السياسية وقضية مشتركة تهم الجميع”.
وأشار إلى أن التدخلات الإماراتية والسعودية في الكثير من القضايا التي تمس السيادة اليمنية أصبحت قضية الساعة وتمس كل مواطن يمني بشكل مباشر أو غير مباشر، نظرا لأن هذه التدخلات الخارجية تؤثر سلبا على مجريات الحياة اليمنية السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية وغيرها وتقوم بتعطيل الحياة بكل تفاصيلها وهو ما دفع الكثير من السياسيين والحقوقيين والنشطاء إلى الوصول إلى قناعات بضرورة التحرك لتشكيل تيار شعبي رافض لهذه التدخلات الخارجية والتحرك على كل الأصعدة السياسية والدبلوماسية والإعلامية محليا وخارجيا لوضع حد للانتهاكات التي تمس السيادة اليمنية من قبل أي طرف كان.
وعن المكوّن والجهة التي تقف وراء تشكيل هذا التيار وتدفع باتجاه تحريك عجلته قال “ليست هناك أي جهة حزبية أو أي مكون سياسي يقف وراء تشكيل هذا التيار، فهو وليد قناعات ورؤى متّفق عليها وتشكل أرضية مشتركة للجميع، والمنضوون في هذا التيار يمثلون مختلف ألوان الطيف السياسي اليمني، بما فيهم التيارات المتصارعة على السلطة، حيث شعروا أن الصراع المسلح الراهن وتداعياته دفعت باليمن ليس إلى حافة الهاوية فحسب ولكن إلى الهاوية نفسها، ولم يعد كدولة قادرا على إدارة شؤون البلاد لا سياسيا ولا اقتصاديا ولا أمنيا ولا حتى عسكريا، وأصبحت الحكومة الشرعية مجرد دمية لتمرير صفقات لصالح الدول واللاعبين الخارجيين”.
وبدأ التعبير عن هذا التيار أو هذا التحرك من قبل العديد من السياسيين والحقوقيين والنشطاء وفي مقدمتهم العديد من البرلمانيين والقيادات السياسية والحقوقية والذين وصل بهم الحال حد الانفجار من الوضع القائم حاليا في اليمن، على مختلف الأصعدة، والتي أوصلت الناس إلى حد اليأس من الخروج من عنق الزجاجة في حال ظل التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات يتحكم بشؤون البلاد ويقرر مصيره، فيما الحكومة الشرعية عاجزة عن القيام بأي دور يمثل الإرادة اليمنية ويحقق تطلعات وآمال الشعب الذي طحنته ويلات الحرب ويشعر أن التدخل السعودي والإماراتي هو السبب الرئيسي في إطالة أمد الحرب وادخال اليمن في هذه الأزمة السياسية والإنسانية غير المسبوقة في البلاد.
وكان العديد من أعضاء مجلس النواب اليمني، النسخة الموالية للحكومة، أعربوا صراحة عبر تصريحات إعلامية أو عبر رسائل رسمية للحكومة وللرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، عن استيائهم الشديد من التدخلات الإماراتية والسعودية التي تمس السيادة اليمنية وتحوّلت معها الحكومة الشرعية إلى أداة لشرعنة وتمرير الصفقات المشبوهة التي تطعن اليمن في الخاصرة وتضر بمصالحه السيادية.
في غضون ذلك وجه محافظ محافظة سقطرى رمزي محروس، رسالة عاجلة للرئيس هادي منتصف الأسبوع المنصرم تطالبه بضرورة العمل على وقف الانتهاكات الإماراتية للسيادة اليمنية في الجزيرة، التي سيطرت عليها الميليشيا المحلية المدعومة من أبو ظبي في حزيران (يونيو) الماضي، والتي كشف فيها عن دخول شخصيات أجنبية لسقطرى من دون تأشيرات وإجراءات يمنية، بالإضافة إلى وصول سفينة إماراتية تحمل معدات شركة اتصالات من دون اذن أو ترخيص من الحكومة اليمنية، وكذا قيام الميليشيا التابعة للإمارات بنهب معسكرات الدولة وبيع السلاح وتهريبه لخارج الجزيرة وإقامة معسكرات جديدة للميليشيا واستقدام مسلحين من خارج الجزيرة بالإضافة إلى إخراج عينات من الأشجار النادرة من جزيرة سقطرى إلى خارج البلاد.
وأكد وزير الثروة السمكية فهد كفاين، الذي ينتمي لجزيرة سقطرى أيضا، أن محتوى رسالة المحافظ رمزي محروس يكشف عن “انتهاك السيادة اليمنية في أرخبيل سقطرى” من قبل ميليشيا المجلس الانتقالي التابعة للإمارات وقال إن هذه الانتهاكات “تجعلنا في الحكومة أمام مسؤولية تاريخية إزاء ما يحدث”.
وتواكبت هذه التصريحات بتحركات سياسية من قبل سياسيين ونشطاء وحقوقيين تطالب بضرورة التحرك الجماعي المشترك لتجميع كافة الأصوات الرافضة لانتهاكات السيادة اليمنية من قبل الأطراف الخارجية وتفعيل هذا التوجه على الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية والدفع بالحكومة الشرعية اليمنية نحو ضرورة العمل على إنهاء مهمة التحالف العربي في اليمن.