موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تحقيق فرنسي: الإمارات تمول مليشيات مسلحة في شرق إفريقيا لكسب النفوذ

1٬194

كشف تحقيق فرنسي أن دولة الإمارات تمول مليشيات مسلحة بلا هوادة في منطقة شرق إفريقيا بحثا عن النفوذ المشبوه ونشر الاقتتال والفوضى لنهب ثروات ومقدرات الشعوب.

وسلط التحقيق الذي نشرته صحيفة “موند أفريك” الفرنسية، الضوء على دور الإمارات العدواني في إقليم شرق أفريقيا، حيث تمارس نفوذًا واسعًا في السودان وإثيوبيا وتسبب بكوارث إنسانية.

وذكر التحقيق أن الإمارات تعتمد على المليشيات المسلحة دون هوادة في ترسيخ نفوذها، بما في ذلك قوات الدعم السريع التابعة للجنرال السوداني المتمرد، محمد حمدان دقلو، المعروف باسم “حميدتي”.

وأشار إلى أن حميدتي، كقائد لمليشيات “قوات التدخل السريع”، يقف وراء عشرات الآلاف من القتلى في دارفور وتشاد منذ سنة 2003، والمذبحة التي ارتكبت بين سنتي 1997 و2000 ضد السكان المدنيين في اليمن، وأخيرا “حرب الجنرالات” التي جعلت السودان في حالة من الفوضى منذ أبريل/نيسان 2023.

وأكد التحقيق أن الكثير من التدخلات الوحشية التي قام بها “الجنرال المجرم” لم تكن ممكنة إلا بفضل الدعم المالي والدبلوماسي الهائل من دولة الإمارات، التي أصبحت خبيرة في فن ممارسة الحرب بالوكالة.

وبفضل الدعم الثلاثي من الإمارات وإثيوبيا وتشاد، أصبح حميدتي الآن مطلق الحرية في محاولته لتقسيم السودان المستنزف، إن لم يكن للاستيلاء على السلطة في كامل البلاد.

وعاد حوالي 40 ألف رجل من قوات حميدتي، التي تم حشدها في اليمن، إلى بلادهم، ويحاولون منذ نيسان/أبريل 2023 هزيمة الجيش النظامي بقيادة، عبدالفتاح البرهان، وأجهزة المخابرات الموروثة من دكتاتورية الرئيس السابق، عمر البشير.

وهكذا أصبح حميدتي لاعبًا جيوسياسيًّا حاسما في شرق أفريقيا، على الرغم من جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان المسجلة على مدى العقد الماضي.

واستولت “قوات التدخل السريع” على غرب السودان وكل الخرطوم تقريبا، وتتجه الآن نحو الشرق، وسيطرت في نهاية سنة 2023 على مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة.

وإضافة لذلك، فمن الممكن أن تتمكن مليشيات حميدتي العنيفة، المدعومة من حلفائها الإماراتيين، من الوصول إلى البحر الأحمر قريبا والاستثمار في بورتسودان.

ويتناسب ذلك مع استراتيجية الإمارات المستمرة للسيطرة على الموانئ الأفريقية والعربية، على الرغم من الفشل الذي تعرض له في جيبوتي؛ حيث سيطر الصينيون على منشآت الموانئ من خلال إقامة قاعدة عسكرية.

لكن النفوذ الإماراتي لا يقتصر على السودان، بل يمتد إلى إثيوبي، إذ مارس رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، بانتهاكات في إقليم تيجراي تسببت في وفاة ما بين 500 ألف ومليون شخص في سنة 2018.

ولم تكن هذه الانتهاكات ممكنة إلا بفضل الدعم بالسلاح والمساعدات من قبل الإمارات، في وقت سمحت الضمانة الإماراتية لرئيس الوزراء الإثيوبي بإبادة مئات الآلاف من المدنيين دون أدنى عقوبة من الغرب.

وإزاء ذلك، لا يرى الرئيس الإريتري، أسياس أفورقي، تقدم الإمارات نحو البحر الأحمر أمرًا جيدًا لبلاده، غير أن التنافس الداخلي المتزايد على السلطة في أسمرة يعيقه.

ولذا فإن إريتريا عالقة بين إثيوبيا، التي وقعت معها على اتفاق سلام هش بعد الحرب على الحدود الدموية بين سنتي 1998 و2000، وبين السودان، ولا تستطيع، كدولة صغيرة، أن تخاطر بالقتال على هذه الجبهات، بينما يسعى جزء من شبابها إلى الفرار من البلاد.

وهنا تمثل إيران الملاذ لكل من إريتريا والسودان، إذ يدرك البرهان جيدًا أن طهران وحدها هي القادرة على مساعدته في قلب توازن القوى بمواجهة تمرد حميدتي، ولهذا السبب أعاد العلاقات الدبلوماسية مع إيران في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وخلص التحقيق إلى أن الإمارات لا اأمل في تحقيق نصر كامل “لقوات الدعم السريع”، لأنه أمر غير محتمل في ظل قوة وشرعية الجيش السوداني، لكن السيناريو المحتمل سيكون مشابها للوضع في ليبيا.

وذلك بحيث تتصارع مجموعات مسلحة متنوعة من أجل مناطق النفوذ على مساحة شاسعة من الأراضي في حالة من “اللاحرب واللاسلم”، سيكون السكان المدنيون في شرق أفريقيا أول ضحاياها فيما تستغل الإمارات في خدمة مصالحها.