موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

فضح شركة مرتبطة بالإمارات توظف مرتزقة للقتال في السودان

1٬076

فضح تحقيق نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، شركة مرتبطة بالإمارات توظف مرتزقة للقتال بجانب ميليشيات قوات الدعم السريع المتهمة بارتكاب جرائم مروعة في إطار الحرب الأهلية المستمرة في السودان.

وجاء في تحقيق للصحيفة أن مقاطع فيديو مهتزة تم التقاطها على سهول دارفور القاحلة في السودان بدت مثل العديد من الفيديوهات الأخرى التي ظهرت من الحرب الأهلية الوحشية في البلاد: رجال يرتدون زيًا مموهًا يقفون بجانب صناديق أسلحة، مستعرضين غنائم معاركهم.

ويقول رجل، بلغته العربية ذات اللكنة الزغاوية المحلية، وهو يحمل جواز سفر صادرًا على بعد حوالي 7,000 ميل من حكومة كولومبيا: “انظروا إلى هذا، هؤلاء ليسوا سودانيين. هؤلاء هم الذين يقتلوننا”.

وتشير هذه المقاطع إلى أن الحرب في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تحولت إلى ساحة معركة لقوى أجنبية، مع استقدام مقاتلين وأسلحة من أماكن بعيدة مثل أمريكا اللاتينية وأوروبا.

وكشفت الصحيفة أن وثائق هوية تعود لكولومبي تم العثور عليها من قبل القوات السودانية في دارفور، تظهر في إحدى الصور من الفيديوهات.

تتنافس عدة حكومات إقليمية على بسط نفوذها مع تصاعد القتال، تقودها الإمارات العربية المتحدة من جهة ومصر من الجهة الأخرى، مع عواقب مدمرة لـ 48 مليون سوداني، بعضهم الآن يعاني من المجاعة.

والرهانات تشمل السيطرة على طرق الشحن في البحر الأحمر، وأكبر احتياطات الذهب في أفريقيا، والمياه المتنازع عليها لنهر النيل. وقد أصبح المرتزقة الآن أداة متزايدة الأهمية لتحقيق التفوق الاستراتيجي.

وقد تم توظيف المقاتلين الكولومبيين الذين تم القبض عليهم الشهر الماضي في دارفور في وقت سابق من هذا العام من قبل شركة مقرها أبو ظبي تدعى Global Security Services Group (GSSG)، وفقًا لمقابلات مع أكثر من 12 مسؤولًا دوليًا وقدامى المحاربين الكولومبيين، بالإضافة إلى مراجعة الملفات الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع الشركات.

تصف الشركة نفسها بأنها المزود الوحيد للأمن الخاص المسلح لحكومة الإمارات، وتذكر كعملاء لها وزارات شؤون الرئاسة والداخلية والخارجية في الدولة الخليجية.

في أوغندا، حيث دربت GSSG القوات المحلية على عمليات مكافحة الإرهاب وحماية الشخصيات، قدمت الشركة نفسها كممثلة للحكومة الإماراتية، وفقًا للمتحدث باسم الجيش هناك.

وقد تم نقل المجندين الكولومبيين إلى الأراضي الليبية التي يسيطر عليها خليفة حفتر قبل عبورهم إلى معقل قوات الدعم السريع في دارفور. ووفقًا لتقارير الأمم المتحدة، فقد دعمت الإمارات حفتر لفترة طويلة.

وتدعم الإمارات ميليشيات قوات الدعم السريع بشحنات أسلحة ومواد حربية، بحسب تقارير سابقة للإعلام الغربي وخبراء الأمم المتحدة. والإمارات هي الوجهة الرئيسية لمعظم صادرات السودان الذهبية الرسمية وغير الرسمية.

على الجانب الآخر، تسعى مصر للحصول على دعم السودان في نزاعها مع إثيوبيا حول سد النهضة العملاق على النيل. على الرغم من نفي وزارة الخارجية المصرية شن غارات جوية لدعم الجيش السوداني، تقول مصادر عربية إن مصر نشرت طائرات خفيفة لدعم الجيش السوداني وقصف مواقع الدعم السريع في دارفور ووسط السودان.

وتصاعد القتال في السودان ليصبح ما يعتبر الآن أكبر أزمة إنسانية في العالم. قُتل حوالي 150,000 شخص، ويعاني أكثر من 25 مليون سوداني من مستويات حرجة من الجوع. أُعلنت المجاعة في أحد مخيمات دارفور التي تأوي ما بين 500,000 إلى مليون نازح.

وقد استهدفت الإمارات كولومبيا، التي تمتلك مخزونًا كبيرًا من المحاربين المخضرمين، لتوظيف مرتزقة منذ عقد.

ففي سبتمبر، بدأت شركة توظيف كولومبية مقرها بوغوتا (A4SI) بنشر إعلانات للبحث عن مشغلي طائرات بدون طيار ومتخصصين في الأمن السيبراني وحراس للعمل في أفريقيا.

وفي 22 نوفمبر، ظهرت إشارات على المرتزقة الكولومبيين في السودان بعد أن نشر المتحدث باسم قوات الحماية المشتركة في دارفور مقاطع فيديو تظهر القبض على قافلة تحتوي على مرتزقة وأسلحة.

وقد كشفت الحادثة عن تورط واسع النطاق للمرتزقة في السودان بتنسيق من قوى إقليمية في مقدمتها الإمارات، مما يفاقم من معاناة الشعب السوداني ويمدد أمد الصراع، وسط دعوات دولية مستمرة لضرورة محاسبة حكام أبوظبي على جرائمهم.