تواجه بنوك في دولة الإمارات مخاطر الانهيار الشامل في ظل تكبدها خسائر قياسية وعلى وقع ضغوط قضائية.
وفي أحدث تطور طلبت مطارات أبوظبي المملوكة للحكومة صرف ضمانات بنحو 3 مليارات درهم تعادل 816.82 مليون دولار صادرة عن بنوك محلية.
وذلك نيابة عن مقاولين يعملون في مشروع توسعة مطار متأخر عدة أعوام.
وتهدد الخطوة بتأخير المشروع أكثر، وتأتي قبيل توقعات بتعاف عالمي في الطلب على السفر بعد جائحة فيروس كورونا.
وقد تضغط كذلك على ميزانيات البنوك المنكشفة انكشافا كبيرا بالفعل على قطاع البناء في الإمارات، والذي يعاني من تباطؤ منذ سنوات وسط تراجع لمشروعات البنية التحتية والمشاريع العقارية.
وكانت مطارات أبوظبي وقعت في 2012 عقدا بقيمة 2.9 مليار دولار مع مشروع مشترك لمقاولين من بينهم “أرابتك” القابضة، التي تقدمت بطلب تصفية في يناير/ كانون الثاني، و”شركة اتحاد المقاولين” التي مقرها أثينا، و”تاف” التركية.
وكان من المقرر استكمال مشروع مبنى المطار في 2017، لكنه تأخر مرارا.
وقال الرئيس التنفيذي لمطار أبوظبي، برايان تومسون، في العام 2019، إن المشروع اكتمل بنسبة 97.6%.
وذكر تقرير من “إتش.إس.بي.سي” إن الافتتاح أُرجئ إلى 2021.
وقالت وكالة رويترز للأنباء نقلا عن مصادر إن الشركة طلبت الأسبوع الماضي صرف الضمانات الصادرة عن بنوك إماراتية هي “بنك المشرق” و”بنك أبوظبي الأول” و”بنك أبوظبي التجاري” نيابة عن المشروع المشترك.
وأفاد مصدران بأن الطلب يأتي بعد خلافات بين مشغل المطار وشركاء المشروع المشترك منذ عام بخصوص الجهة التي ستتحمل تكلفة مرحلة الاختبارات لتحديد مدى جاهزية مبنى الركاب.
وأوضحت المصادر أن المبلغ المطلوب يصل إلى بضعة مليارات من الدراهم.
وبحسب المصادر بإن عددا من البنوك أبدى استياء من طلب مطارات أبوظبي، وإن استرداد المبلغ من “أرابتك” التي خضعت للوصاية العام الماضي، قد يكون مشكلة.
فيما ذكر أحد المصادر أن الموعد النهائي لامتثال البنوك لطلب صرف الضمانات يحل يوم الخميس المقبل.
وكان الهدف من مبنى المطار، الذي كان مقررا أن يرفع سعة استيعاب المطار إلى 45 مليون مسافر سنويا، أن يكون مكملا لخطة نمو “شركة الاتحاد للطيران” المملوكة لحكومة أبوظبي كي تنافس شركات مثل “طيران الإمارات” و”الخطوط الجوية القطرية”.
يُشار إلى أنه أعيدت هيكلة “الاتحاد للطيران”، التي باعت جزءا من أسطولها وأعلنت خططا لأن تصبح شركة طيران أصغر.
خسائر مدوية للبنوك في الإمارات
انخفضت أرباح البنوك المدرجة في أسواق المال الإماراتية خلال العام 2020 بنسبة 44% على أساس سنوي، وسط تقلص الإيرادات وارتفاع المخصصات لمواجهة تداعيات فيروس كورونا.
واستناداً إلى افصاحات البنوك المقيدة في بورصتي أبوظبي ودبي، يتبين أن أرباح 19 بنكا إماراتيا انخفضت إلى 25.3 مليار درهم (6.9 مليارات دولار).
وذلك بعدما كانت أرباح البنوك بلغت 45.2 مليار درهم (12.32 مليار دولار) في الفترة نفسها من 2019.
ويبلغ عدد البنوك المقيدة في بورصات الإمارات 19، موزعة بواقع 7 مدرجة في بورصة دبي، و12 في سوق أبوظبي.
ورصد التقرير انخفاض أرباح البنوك المدرجة في سوق دبي بنسبة 60% إلى 9.6 مليارات درهم (2.61 مليار دولار)، وسط انخفاض أرباح 4 بنوك وخسارة 3 أخرى خلال العام.
وسجل الإمارات دبي الوطني (أكبر بنك في دبي) أعلى تراجع في الأرباح بنسبة 52%، إلى 6.95 مليارات درهم (1.89 مليار دولار).
في المقابل، سجل بنك المشرق أكبر خسارة بقطاع البنوك في سوق دبي بقيمة 1.27 مليار درهم (345 مليون دولار).
وفي سوق العاصمة أبوظبي، فتقلصت أرباح البنوك المدرجة بنسبة 25% إلى 15.74 مليار درهم (4.28 مليارات دولار).
وسجلت 3 بنوك نموا في الأرباح مقابل خسارة 4 بنوك وتراجع أرباح 5.
وتصدر بنك أبوظبي الأول (أكبر بنوك الإمارات من حيث الموجودات) قائمة الأعلى ربحية خلال العام الماضي بقيمة 10.55 مليارات درهم (2.87 مليار دولار)، إلا أنه سجل تراجعا سنويا في الأرباح بنسبة 15.7%.
وتواجه البنوك الإماراتية ارتفاع مستويات التكلفة وانخفاض الإيرادات.
وذلك في ظل الضربة المزدوجة للاقتصاد جراء تداعيات كورونا وانخفاض أسعار النفط.
ويعمل في الإمارات 48 مصرفا، بينها 22 محليا، و26 أجنبيا، تخدم أكثر من 9.5 ملايين مواطن ومقيم.