تكبدت شركة طيران “الاتحاد” الإماراتية خسائر قياسية للعام الرابع على التوالي مع تعمق تفشي فيروس كورونا المستجد وبسبب استثماراتها الفاشلة في أوروبا وتراجع حركة السفر من وإلى الإمارات مع تراجع النمو الاقتصادي وتقلص حركة موظفي الشركات.
وقالت “الاتحاد” التي تملكها حكومة أبوظبي إنها سجلت صافي خسائر بقيمة 870 مليون دولار خلال 2019، نزولاً من 1.28 مليار دولار في 2018، و1.52 مليار دولار في 2017.
وذكرت الشركة في بيان، أن تراجع الخسائر جاء مدفوعاً بارتفاع معدل إشغال المقاعد بنسبة 78.7% ونقل 17.5 مليون مسافر.
وطلبت الشركة من طواقم الطائرات أخذ إجازات مدفوعة الأجر، ويبدو أن تفشي وباء كورونا، بات يهدد الشركة بمزيد من الخسائر، ما يعني تعمق أزمة الناقل الجوي المالية.
وتراجع إجمالي إيرادات طيران الاتحاد في 2019 بنسبة 4.4% إلى 5.6 مليارات دولار، نزولاً من 5.85 مليارات دولار في 2018. وأشارت الشركة إلى أنها قلصت خسائر العام الماضي، التي كان يمكن أن تكون أكبر من 870 مليون دولار.
والخسارة المسجلة في 2019 هي الرابعة على التوالي للناقل الوطني لإمارة أبوظبي. ومع نهاية 2019، بلغ عدد طائرات الشركة 101 طائرة، مؤلفة من 95 طائرة ركاب وست طائرات شحن بمتوسط عمر يصل إلى 5.3 سنوات؛ بينما بلغ عدد وجهات الشركة 76 وجهة.
وتكبدت طيران الاتحاد نحو 8 مليارات يورو، “أي نحو 9.3 مليارات دولار” في شراكات خاسرة مع شركات الطيران الأوروبية خلال السنوات الماضية.
من بين هذه الخسائر، مليارا يورو (نحو 2.34 مليار دولار) في طيران إير برلين وحدها حسب بيانات ألمانية.
وأفلست إير برلين في العام 2018، وكانت “الاتحاد” تملك فيها حصة 29%، كما كانت تملك حصة 49% من شركة الطيران الإيطالية “أليطاليا”، التي تعرضت للإفلاس مرتين.
وحذرت الهيئة الدولية للنقل الجوي (اياتا) من أن تفشي فيروس كورونا المستجدّ قد يكلّف قطاع النقل الجوي عام 2020 خسائر تبلغ أكثر من مئة مليار دولار ما يضع القطاع في وضع “شبه غير مسبوق”.
وقال رئيس “اياتا” الكسندر دو جونياك في بيان نُشر بعد اجتماع في سنغافورة “خلال شهرين ونيف، سلكت آفاق القطاع في معظم أنحاء العالم انعطافة دراماتيكية نحو الأسوأ” متحدثاً عن “وضع غير مسبوق تقريبا”.
ودعا الحكومات إلى خفض الضرائب والرسوم على شركات الطيران. وطالب باعتماد المرونة بالنسبة الى الأوقات المفروضة على الطائرات للاقلاع والهبوط والتي تواجه في الظروف العادية إمكان خسارتها في حال استعملتها بنسبة أقل من 80 في المئة. وقال دو جونياك “نعيش لحظة استثنائية”.
وقدّرت الهيئة الدولية للنقل الجوي التي تضمّ 290 شركة طيران، خسائر في رقم أعمال شركات الطيران في قطاع نقل الركاب، بما بين 63 مليار دولار — إذا تمّ احتواء الفيروس — و113 مليارا في حال استمرّ تفشي الفيروس. ولا يشمل هذا الرقم خسائر نقل البضائع.
وقالت “إياتا” إن أسوأ السيناريوات هو خسارة 19% من العائدات العالمية لنقل الركاب، وهو قطاع أنتج العام الماضي 838 مليار دولار كرقم أعمال.
ولا تشمل دراسة السوق هذه مناطق إفريقيا وأميركا اللاتينية والكاريبي بسبب عدد المصابين الضئيل فيها.
وأوضحت الهيئة انه “على الصعيد المالي، سيكون ذلك مساوياً لما اختبره القطاع خلال الأزمة المالية العالمية” الأخيرة في عامي 2008-2009.
وتراجعت الحجوزات إلى أوروبا من القارة الأميركية وآسيا وإفريقيا، بنسبة 79% خلال الأسبوع الأخير من شباط/فبراير، بحسب أرقام شركة “فوروورد كيز” المتخصصة.
وقالت شركة “ساوث ويست” الأميركية للطيران الخميس “سجّلنا في الأيام الأخيرة، تراجعاً كبيراً في الطلب وزيادة في إلغاء الرحلات بسبب الخشية من فيروس كوفيد-19”. وقدّرت الشركة قيمة الخسارة في أرباحها بما بين 200 و300 ملايين دولار.