موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

وثائق مسرّبة: الإمارات تحتضن عصابات إسرائيل في غزة بدعم شامل

سلاح صيني وإعلام مموّل

427

كشفت وثائق مسرّبة ومصادر أمنية مطلعة عن شبكة معقّدة من العلاقات الخفية التي تربط بين دولة الإمارات وعصابات مسلّحة تعمل بإشراف مباشر من إسرائيل داخل قطاع غزة، في واحدة من أكثر ملفات “اليوم التالي للحرب” خطورة وتعقيداً.

وتظهر الوثائق التي اطلعت عليها “إمارات ليكس”، أن أبوظبي تستهدف غزة كمنصة لتمرير مشروعها القديم–الجديد في تشكيل ميليشيات محلية، على غرار ما فعلته في ليبيا واليمن والسودان، ولكن هذه المرة تحت المظلّة الإسرائيلية وبمرجعية تهدف إلى إعادة هندسة واقع القطاع بالقوة.

ومن النقاط المفصلية في الوثائق المسرّبة، ظهور البندقية الصينية Type-81 في يد عناصر الميليشيات العاملة جنوب غزة، وهي البندقية ذاتها التي أصبحت “التوقيع العسكري” للميليشيات المتحالفة مع الإمارات في كل من السودان واليمن وليبيا.

ومعروف أن هذه البندقية التي تنتجها شركة Norinco الصينية لم تكن يومًا جزءًا من مشهد السلاح الفلسطيني، ولم تدخل غزة عبر أي من قنوات المقاومة أو تجارة السلاح التقليدية.

وأكدت مصادر ميدانية أن دفعات كبيرة من Type-81 وصلت خلال الشهور الأخيرة إلى عناصر هذه المجموعات، بموازاة عمليات تفخيخ وتنسيق مباشر مع الاحتلال، الذي يمنح هذه العصابات حرية حركة لا تُمنح لأي جسم محلي آخر.

وكان هذا النمط هو ذاته الذي تكرر في السودان مع قوات الدعم السريع، وفي ليبيا مع ميليشيات حفتر، حيث شحنت الإمارات آلاف القطع من السلاح الصيني منخفض التكلفة–عالي التأثير، لخلق وقائع عسكرية جديدة تخدم نفوذها وأجندتها.

وتكشف الوثائق المسربة أن التعاون بين الإمارات وإسرائيل داخل غزة تجاوز حدود “التلاقي السياسي”، ليصل إلى خلية عمل مشتركة تشرف على توزيع السلاح، ودعم العصابات، وتوفير بنية إعلامية تحمي هذه التشكيلات من أي مساءلة أو تفكيك.

ووفقًا للمصادر، فقد دخلت الإمارات بقوة على خط تشكيل الميليشيات التي تعمل مع جيش الاحتلال في الجنوب، أبرزها عصابة غسان الدهيني وعصابة حسام الأسطل وهي تشكيلات تتولى تنفيذ مهام تشمل الإعدامات الميدانية وملاحقة المقاومين وتفتيش المناطق وتسليم مختطفين للاحتلال وتجنيد قاصرين واستخدام الأطفال.

شبكة “جسور نيوز”… الذراع الإعلامية للعصابات

من أخطر ما كشفته الوثائق أن الإعلام الإماراتي لم يكن مجرّد ناقل للأحداث، بل تحول إلى شريك استراتيجي في هندسة “رواية العصابات”.

إذ أن شبكة جسور نيوز الممولة إماراتياً حولت خلال الأشهر الماضية إلى المنصة الحصرية لبثّ تسجيلات الميليشيات، وظهور قياداتها، والترويج لمزاعمها.

فالمنصة التي ظهرت وتضخمت فجأة خلال أشهر قليلة، باتت الذراع الإعلامية لكل ما يروّج له الاحتلال من “مناطق صفراء” و”مشاريع إدارة مدنية” و”حماية السكان”.

وتكشف الوثائق أن جسور نيوز تعمل ضمن غرفة عمليات مشتركة بين أبوظبي وتل أبيب، هدفها تلميع العصابات، وتوفير رواية مضادة للمقاومة، وإضعاف الحاضنة الشعبية في غزة.

والأخطر أن اعترافات أحد العملاء الذين سلّموا أنفسهم خلال حملة “فتح باب التوبة” كشفت وجود شخصية عربية خليجية تعمل كخبير إعلامي نظمت ورش تدريب للعناصر برعاية وتمويل من “جسور نيوز”.

وقد استهدفت هذه الورش تدريب قيادات وعناصر العصابات على كيفية الظهور أمام الكاميرا وطريقة صياغة الرسائل وتقنيات التأثير النفسي ونتاج محتوى “إنساني” يجمّل صورة المرتزقة إلى جانب خلق انطباع زائف بأن “المنطقة الصفراء” هي البديل الآمن لإجبار سكان غزة على النزوح القسري.

ويجمع المراقبون على التجذير من مشروع نفوذ يمتد من أبوظبي إلى غزة حيث ترى الإمارات أن “اليوم التالي للحرب” فرصة لفرض نفوذها داخل غزة عبر ميليشيات محلية، كما فعلت في اليمن وليبيا والسودان إلى تقديم خدمة مباشرة لأجندة تل أبيب بدعم عصابات مشبوهة وإدارة مناطق جنوب غزة عبر وكلاء محليين لإخفاء السيطرة الإسرائيلية.