موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

عنصرية محمد بن راشد تجاه بناته تعزز موقف زوجته الهاربة إلى أوروبا

584

كشفت تسريبات قضائية بريطانية أن عنصرية حاكم دبي محمد بن راشد تجاه بناته تعزز موقف زوجته الهاربة إلى أوروبا الأميرة الأردنية هيا بنت الحسين في ظل النزاع القضائي بينهما.

وتمثل الدعوى إحراجاً كبيراً لمحمد بن راشد الحريص على إبقاء حياته الخاصة بعيدة عن الأضواء أسوة بباقي حكام الخليج والذي يمتلك أصولا تقدر بنحو 12 مليار دولار، حسبما أفادت مجلة “فوربس” مؤخرا.

وكانت الأميرة هيا (45 عاما) غادرت دبي برفقة طفليها جليلة (11 عاما) وابنها زايد (7 أعوام) واستقرت منذ عدة أشهر في العاصمة البريطانية لندن، بعد خلافات كان من بينها قسوة الشيخ في تعامله مع بناته (حاولت اثنتان منهن الفرار) وقرار من زوجها بإغلاق مؤسسة خيرية تحمل اسمها ووقف موازنتها.

وتبدو واحدة من أطرف المفارقات الأسرية التي يمكن أن تستعمل كـ”قرينة قانونية” تقنع محكمة الأسرة البريطانية بقبول الدعوى التي سجلتها الأميرة الهاشمية هيا بنت الحسين، ضد زوجها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أمس الأول، أن الأخير “لا يبذل الجهد الكافي للاهتمام باختيار أسماء أولاده، وخصوصا من الإناث”، ولا تظهر عنده مؤشرات التقدير للإناث تحديدا من عائلته، بعد عدة زيجات .

الإشارة التالية وهي الأكثر إثارة، أن “الزوج الشيخ يهتم بأسماء الخيول أكثر من أسماء أولاده”.

تلك معلومات من المرجح أنها وردت في خلفية شروحات قانونية قدمت للمحكمة البريطانية من جهة المكتب القانوني، الذي يتولى تمثيل الأميرة الهاشمية في النزاع الزوجي، وتمهيدا لإقناع المحكمة بتسجيل القضية بصفة رسمية.

القرينة، وفقا لمصدر مقرب جدا من المناخ القانوني للقضية، تضمنت إفادات بأن بن راشد أطلق اسم “هند” على ثلاث من بناته في سنوات متعددة قبل التدخل لإصلاح المسألة .

لكنه حريص جدا على إطلاق أسماء متنوعة ومتباينة على 100 رأس خيل يملكها وتعتبر الأعلى سعرا في العالم.

يريد المحامون على الأغلب، إذا قبلت المحكمة القرينة الغريبة، التأشير على أن دعوى الحماية الأسرية للطفلة جليلة، ابنة الشيخ من الأميرة الهاشمية، يمكنها أن تتعرض لـ”التهميش والضغط النفسي”.

بمعنى آخر توجد ثلاث إناث في عائلة الشيخ يحملن اسم “هند أبنة محمد راشد” في السجلات الرسمية، خلافا لما يحصل مع الخيول، مما قد تعتبره السلطات القضائية دليلا يصلح لتأمين حقوق ابنة الأميرة هيا، الشيخة جليلة، والتي لها من العمر 11 عاما.

على كل حال، تسرب مثل هذه المعطيات المحرجة من الأدلة الجديدة مؤشر على صعوبة ضبط المعلومات خلال سير المحاكمات النزاعية بين ولي عهد دبي وزوجته السابقة، حيث تتعامل السلطات الأردنية مع الطلاق باعتباره تحصيل حاصل، خصوصا بعدما أخفقت محاولات إصلاح ذات البين أو احتواء المسألة عبر القنوات العائلية، بالرغم من زيارة الملك عبد الله الثاني مرتين لأبو ظبي أخيرا.

ويسعى مبكرا، المحامون الممثلون للأميرة الهاشمية لإثبات أن الزوج لا يظهر فعلا الاهتمام الكافي برعاية أسرته، وأن خيوله ونشاطاته الترفيهية تحظى بعناية خاصة جدا .

في الأثناء، التضامن كبير في الأردن مع الأميرة الهاشمية، التي تنظم في التعاطف معها ومساندتها قصائد الشعر، خصوصا في البادية الأردنية، في الوقت الذي تتجنب فيه الحكومة الأردنية أي تعليق رسمي على النزاع بين الأميرة الأردنية وزوجها الرجل الثاني في دولة الإمارات.

ويقف على رأس التضامن العائلي والشعبي الأردني وبكل إمكاناته شقيق الأميرة هيا الأمير علي بن الحسين، الذي يوجد في العاصمة البريطانية بصفة مستمرة لمساندة شقيقته والوقوف معها والحرص على حمايتها ومتابعة كل شؤون قضيتها، وحتى الإشراف على المراجعات القانونية في الدعاوى الثلاث التي سجلت أخيرا رسميا في المحاكم البريطانية.

وتداول مئات من مستخدمي تويتر تغريدة لأستاذ العلوم السياسية الإماراتي عبد الخالق عبد الله، انتقد فيها الأميرة هيا.

وكتب عبد الله، الذي عمل مستشارا سابقا لدى ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد “الأميرة العاقلة والمحترمة بنت الأصل والأصول لا تهرب ولا تخطف ولا تختفي ولا تنكر الجميل وحتما لا تكسر خاطر من أكرمها وأعزها وأحبّها وأمنها وأتمنها على أبنائه ورفع قدرها ونصّبها أميرة الأميرات”.

واعتبر ناشطون تغريدة عبد الخالق عبد الله، اتهاما مباشرا للأخت غير الشقيقة للعاهل الأردني بـ”قلّة الأصل، وعدم الوفاء” وتحريضا متعمد ضد الأميرة الأردنية.

وبعد يومين من المحاكمة التمهيدية أمام محكمة في لندن لتحديد الشكاوي، تم الأربعاء تحديد موعد الجلسة المقبلة للقضية القائمة بين الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي والأميرة هيا بنت الحسين، في نوفمبر/ تشرين الثاني.

وستكون الجلسة تحديدا في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني أمام المحكمة العليا بلندن.

وكتبت وكالة برس اسوسييشن البريطانية أن “القاضي سمح لوسائل الإعلام بنقل أن الأميرة طلبت حضانة طفليها وتأمين حماية من التعرض للإساءة وتأمين حماية من زواج قسري على صلة بالطفلين”.

والأميرة هيا، التي تزوجت في 2004، هي سادس زوجة لحاكم دبي البالغ من العمر 70 عاما. وطلب الشيخ محمد، الذي مثله محاموه، من جهته خلال هذه الجلسة التمهيدية، عودة طفليه إلى الإمارات.

وأصدر الزوجان إثر جلسة خاصة هذا الشهر بيانا يتعلق بطبيعة القضية. وجاء في البيان أن “هذه الإجراءات تتعلق بمصلحة الطفلين من زواجهما ولا تتعلق بالطلاق أو الأمور المالية”.

وقدمت الأميرة هيا إلى المحكمة برفقة محاميتها فيونا شاكليتون التي كانت مثلت الأمير تشارلز ولي عهد المملكة المتحدة أثناء طلاقه من الأميرة ديانا.

ومثلت الشيخ محمد المحامية هيلين وارد التي كانت مثلت المخرج البريطاني غي ريتشي أثناء طلاقه من المغنية الأمريكية مادونا.

في هذه الأثناء يلتزم الأردن الصمت إزاء هذه المعركة القانونية بين الأميرة هيا وبن راشد، بينما يسعى الملك عبد الله لاحتواء أي تداعيات لقضية تشمل أخته غير الشقيقة وحليفا خليجيا مهما.

ولم تأت وسائل الإعلام الأردنية على ذكر الجلسة التي عقدتها محكمة في لندن وتقدمت فيها الأميرة هيا بطلب “الحماية من الزواج القسري” يتعلق بأحد ولديها.

كما قدمت الأميرة هيا (45 عاما)، بنت الملك حسين عاهل الأردن الراحل، للمحكمة العليا لإنكلترا، أول أمس الثلاثاء، طلبا “بعدم التعرض” الذي يحمي من المضايقة أو التهديدات. ولم يتضح بمن يتعلق الأمر.

وقدمت الأميرة أيضا طلبا بالوصاية القضائية، الذي يعني وضع طفل تحت سلطة المحكمة فيما يتعلق بالقرارات المهمة.

وفي حين لم تتطرق وسائل الإعلام الرسمية في الأردن للقضية، إذ نشرت صحيفة الرأي الواسعة الانتشار على صدر صفحاتها موضوعا عن اجتماع الملك مع أوائل الثانوية العامة، تحول بعض الأردنيين إلى وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن تضامنهم مع الأميرة هيا.

وكتب قصي زريقات على تويتر “هي ابنة ملك وحفيدة ملك وأخت ملك قبل أن يكون هناك دولة اسمها الإمارات”.

كانت منظمة العفو الدولية قد قالت في سبتمبر/ أيلول إن من المعتقد أن الشيخة لطيفة بنت محمد آل مكتوم، إحدى بنات الشيخ محمد من زوجة أخرى، محتجزة بمعزل عن العالم الخارجي في مكان لم يتم الكشف عنه في الإمارات بعد إعادتها قسرا في مارس/ آذار بعد فرارها من دبي بمساعدة أصدقاء على متن قارب تم اعتراضه لاحقا.

والأميرة هيا بنت الملكة الراحلة علياء التي كانت شخصية محبوبة وتنحدر من أصول فلسطينية وتوفيت في حادث طائرة هليكوبتر عام 1977.

وشاركت الأميرة هيا في منافسات الفروسية في أولمبياد سيدني عام 2000. وكثيرا ما حضرت الأميرة سباقات رويال أسكوت البريطانية برفقة الشيخ محمد. ويعتبر كثير من الأردنيين شقيقها الأمير علي عضوا مؤثرا في الأسرة الهاشمية الحاكمة.

وقال مصدران أردنيان مقربان من الأميرة هيا إن قرارها خوض معركتها القضائية في لندن بعيدا عن الأردن يرجع لأسباب منها تجنيب الملك عبد الله والأسرة الهاشمية أي تداعيات دبلوماسية.

وفي خطوة جرى النظر إليها على أنها تستهدف التشديد على العلاقة الوثيقة بين الأردن والإمارات، زار الملك عبد الله أبوظبي قبل أيام قليلة من جلسة محكمة لندن واستقبله ولي العهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

وخصصت الصحف الحكومية والتلفزيون في الأردن تغطية واسعة للزيارة، ظهر فيها الملك وهو يسير على السجادة الحمراء ويستعرض حرس الشرف. وهي الزيارة الثانية للملك عبد الله للإمارات في شهر.

ويعيش بين 250 إلى 300 ألف أردني في الإمارات، حيث يعملون في العديد من القطاعات، ويقوم كثير منهم بتحويل مبالغ مالية إلى ذويهم في بلدهم.

ويحظى الأردن بموقع إستراتيجي بسبب حدوده مع كل من سوريا شمالا والعراق شرقا والسعودية جنوبا، فيما تحدّه غربا إسرائيل والأراضي الفلسطينية.

وشارك الأردن بفعالية في تحالف دولي تقوده واشنطن يشن ضربات ضد تنظيم “الدولة” في سوريا والعراق، كما أنّ المملكة جزء من تحالف تقوده السعودية والإمارات ضد الحوثيين في اليمن.